Post Top Ad
Your Ad Spot
Saturday, February 12, 2022
دراسة عابرة في نزعة الخيال العلمي عبر التاريخ
جامعة آسام، سيلتشار، آسام، الهند
اس كي سي اس للدراسات الإنجليزية واللغات الأجنبية
قسم اللغة العربية وآدابها
دراسة عابرة في نزعة الخيال العلمي
عبر التاريخ
اطروحة جامعية لدخول دور درجة الدكتوراه
الدور الدراسي: ورقة المدي
رقم الدور: 504
بإشراف
الأستاذ الدكتورعبد الرزاق
رئيس قسم اللغة العربية وأدابها
إعداد:
عبد القا در سعد محمد
جامعة آسام سلجار ولاية آسام، الهند
رقم : 011514
الفهرس
مقدمة..................................................03
تعريفه واصطلاحه....................................04
إطاره و أنواعه........................................08
تاريخه و وطاءفه الرءيسية..........................17 فوائده ومصالحه.......................................17 نبذة عن الكتب الشهير في هذا الفن................18
رواد خيال العلمي من العرب و كتبهم...............25
كتب مهم حول الخيال العلمي.........................26
العرب والخيال العلمي................................ 29
الخيال العلمى فى المسرح العربي...................30
مستقبل خيال العلمي العربي..........................38
أسباب لضعف الخيال العلمي العربي.................39
المراجع.................................................40
مقدمة:
نعيش اليوم في عصر جديد غدا فيه التقدم العلمي ظاهرا لافتا في حياتنااليومي فصار على الأديب أن يعكس في أعماله وتصانيفيه صورا لذلك التقدم الحضاري والتطور التقني. وقد ظهر أثره في أدب الخيال العلمي الذي جمع بين التخيل والعلم والأحلام والحقايق . وإنه موضوع الحال واستجابة لهذا التقدم الحضاري والتطور التقني تحريضاعلى إكتشافات علمية في مجالات عديدة و تروية لطموحات الإنسان وآماله وتحقيقا لأحلامه وأطماعه وتسليا لمخاوفه ومهابه.
كان الخيال والحكاية والاسطورة جزءاً لا يتجزأ عن الأدب والفن على مر العصوروكر الدهور. ومثال على هذه النصوص المجازية المبكرة كانت حكاية ملكة الجن لادموند سبنسر التي استخدمت في اعمال معاصرة مثل مسلسل "هاري بوتر" لـ "جي. كي. رولنغ".
إذ استخدم الكُتاب الخيال في الرواية والشعر والقصة القصيرة، على الرغم من ان الخيال يُدرس غالباً بوصفه جنساً ادبياً، لا سيما في مناقشات الكتب التي تركز على ادب الخيال العلمي، إذ استخدام الخيالي (غير الواقعي) على انه عنصر أدبي في الكتب والاشعار والمسرحيات، فكان اتجاهاً مناسباً عبر الاجناس الادبية الاخرى وعبر قرون عديدة. في القرن العشرين بالخصوص، حاز الخيال على مكانة اساسية في الأدب خصوصاً، عنصر بنائي ومجازي يسمح للمؤلفين من مختلف الأصول والأسس ان يسردوا قصصهم لجمهور عالمي.
لتوضيح خصوصية الخيالي وتبيين اهميتها في الادب الحديث، علق "تي. إي. أبتر" على التناسب في الخيال، فكتب ان الهدف الاساسي منه في الادب هو، في الواقع، نفسه في الواقعية، باستثناء ان الخيال في الادب، غالباً ما يعتمد قصصاً منطقية من واقع منطقي للخيالي. مع ذلك، كانت تعليقات أبتر ضد التأويل الحرفي جداً للارتباط بين الخيال والواقع، فلا يوجد شيء بعينه في الادب المعاصر، فالخيال هو عنصر مكمل لجهود أي مؤلف في نقل افكاره للقراء. وتأثير الخيالي يعتمد الحقيقة التي يقدمها العالم في هذه القصص فتبدو وكأنها واقع، على الرغم من ان كل شيء فيها مختلف. فانعدام التواصل وانعدام الاتصال يتشربان في كل عبارة وفي كل صورة في النص ضمن مستويات المعاني والافكار التي تتداعى لتخلق لغة جديدة تقريباً. ان مناقشات الخيال في الأدب لا سيما في الأدب النسوي، غالباً ما تركز على هذه القضية. فأعمال توني موريسون وسوزان كوبر واني رايس واخرين كانت تُنتقد لما يتعلق بمكانتها في ادب الخيال وكنماذج على الاعمال التي تستخدم اللغة بشكل مبدع من خلال بنية الخيالي. وقد بينت لوسي ارمت ان الكاتبات غالباً ما يستخدمن عناصر الخيال، والاساطير التقليدية والحكايات لنقل وجهات نظر بديلة. وبشكل مماثل بينت نانسي أي. ولكر ان الخيال والتهكم او السخرية يستخدمان في كثير من الاحيان كأدوات سردية تعتمد على بعضها بعض لدى الكاتبات، اللواتي غيرن في الاستخدام التقليدي للغة في اعمالهن بطرق محددة ومعقدة لنقل رسالة النص. وقد ذكرت مارغريت اتوود في روايتـها "حكايـة خادمة Handmaid's Tale" (1985)، فاشارت ولكر لذلك في عباراتها الافتتاحية حول العمل لتدل على الطريقة التي قلبت فيها اتوود ميثيولوجيات الحياة اليومية من خلال استخدامها للغة.
على الرغم من ذلك كان لعناصر الخيالي حضور مستمر في الادب خلال القرون ، خصوصاً في أثناء العصر الرومانسي والقوطي، في هذه النظرة العامة في الادب المعاصر ، علق ريتشارد ألين ستيوارتز بشكل خاص على اهمية الخيال في الادب الحديث. فوفقاً له ، الكثير من الكتاب المعاصرين فكروا في عالم الخيالي "بوصفه طريقة لمقاومة الجوانب الكئيبة القاسية في عصرنا" وذكر ان الاعمال من أمثال عمل جون بارت " Sot-Weed Factor " (1967) وتوماس بنكون " The Crying of Lot 49 " (1966) كنماذج على كيف "يمكن استخدام الخيالي للتعامل مع عدم ثبات الحقيقة". وقد وضع نيل كورنويل أيضاً في دراسته عن تنامي الخيالي الادبي، ملاحظاته عن الحقيقة التي جعلت الخيالي عنصراً سائداً في الكثير من اعمال الادب المعاصر في بدايات القرن العشرين. ان تعريف ادب الخيال العلمي وادب الرعب كتماسات مهمة في ادب الخيالي، تشترك اعمال الخيالي المحض معها بالكثير من الخصائص او الصفات، وقد حدد كورنويل الفرق بين نوعين من الكتابة، مبيناً ان الاعمال التي تعود الى عالم الخيالي المحض غالباً ما "تشدد على عوالم الحدود المشتركة" التي تبدو انها تقع في كل مكان ولكنها تمتلك "ارتباطات غامضة مع .. الواقع الحقيقي".
في حين يبين عدد من النقاد ان استخدام الخيالي يأتي بوصفه وسيلة مؤثرة لمواجهة القضايا التي تعد مهمة في الواقع، وعدد مماثل لهم من النقاد والمؤلفين يؤمن بقوة الخيال المتواصلة لأنه يمثل هروباً وانعتاقاً. وقد لخصوا في مقالاتهم الاسباب التي تقع وراء شعبية او شهرة شخصيات مثل "هاري بوتر" والنجاح التجاري للفلم ثلاثي الأجزاء "سيد الخواتم" اشار مكيتا بروتمان وديفيد ستيريت لقوة االخيال كوسيلة للمشاركة في عوالم تمثلها انظمة مختلفة، أحدها ذلك الذي له تواريخه ولغته ومفرداته. وبالقوة ذاتها، يضع بروتمان وستيريت نظريتهما وهي اجبار الانسان على "ان ينغمس في حياة الاخرين" لاسيما حالات ح حصول بطل الرواية على لجوء مرحب به من تفاصيل الحياة اليومية الاعتيادية. بالاضافة الى تقديمها للهروب، تتناول الروايات والقصص الخيالية بشكل روتيني التعامل مع القضايا ذات الاهمية الاجتماعية والنظرية. لهذا كتب بروتمان وستيريت، ان الخيالات القوية جداً تعمل على مستوى مزدوج، مستخدمة توحد المجاز مع المعنى الحرفي لتكشف صراعات الانسان المتميزة وثيقة الصلة به في محيط متخيل او بارع التصوير المجازي واستثنائي او فوق الاعتيادي. فعلينا ان نحفط هذا الفن بكل جد وجهد.
تعريفه واصطلاحه:
الخيال العلمي نوع من الفن الأدبي يعتمد على خيال حيث يخلق المؤلف عالما خيالا أو كونا ذا طبيعة جديدة إستعانة بتقنيات أدبية متضمنة فرضيات أو استخداما بنظريات علمية فيزائية أو بيولجية أو تكنولوجية أو في عالم جديد.
أول من اصطلح هذه العبارة ونحت هذه المفردة ساينس فكشن هو جرنسبارك في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1926 م . ثم استبلت ب ساينس – فكشن سنة 1929. تلخص العبارة ب سي-في ثم ب س ف. ثم ترجمت هذه المفردة إلى لغات شتي. و استعمل مصطلح خيال العلمي فى الأدب العربي.هناك تعريفات عديدة مختلفة للخيال العلمي نذكرها مع آراء صاحبيها:
الخيال العلمي هو خيال ممزوج بالحقائق العلمية والرؤية التنبؤية - جول فيرن وهـ. ج. ويلز. (هوجو جيمزباك 1926).
تخمين واقعي عن الأحداث المستقبلية المحتملة، تم تأسيسه على معرفة كافية بالعالم الخارجي والماضي والمستقبل، وفهم الطريقة العلمية. (روبرت هاينلاين 1982).
الخيال العلمي هو مصالحة بين الأدب والعلم اللذين حسبهما الكثيرون متعارضين، يقوم أحدهما على الخيال، ويقوم الآخر على التجربة والاستقراء (يوسف الشاروني).
يعتمد القالب الأدبي للخيال العلمي على مجموعة من الأبنية الفكرية المعقدة، التي تتصاعد من كتاب لآخر في شكل تراث تراكمي، وهذه هي بالذات مشكلة الأدب العلمي مع السينما، لأن صناع أفلام الخيال العلمي لم يثقوا قط في هذا الرقي، ولهذا كانت هناك تيمة واحدة أجمعوا عليها في أفلامهم هي لشدة الغرابة أن العلم شيء لا يمكن الوثوق فيه. واستخدموه ببساطة ليحل محل الرعب القوطي القديم، فبينما كانت قوى الظلام هي المسئولة عن إيجاد المسوخ في أفلام الرعب، صار العالم المجنون هو المسئول. أي أن السينما نظرت إلى العلم باعتباره نوعاً من أنواع السحر
تعرف الأستاذة "جميلة محمد المحمد" الخيال العلمي , بأنه مجال أدبي وفني لتجسيد عناصر قد لا تكون في الواقع المعاصر , أو سيلة يتم من خلالها الانتقال في آفاق الزمن على أجنحة التأمل الممزوج بالتطورات والمكتسبات العلمية.
ويعرف الأستاذ "أوس داوود يعقوب أدب الخيال العلمي: نوع من الفن الأدبي يعتمد على الخيال ؛ حيث يخلق المؤلف عالما خياليا أو كونا ذا طبيعة جديدة بالاستعانة بتقنيات أدبية متضمنة فرضيات أو لنظريات علمية فيزيائية أو بيولوجية أو تكنولوجية أو حتى فلسفية.
نجد كم هذين التعريفين متناقضين وينطلقان من محطات مختلفة، ويمكننا القول هنا ، أن الخيال العلمي يصنف من خلال التعريفين ، لخيال علمي واقعي وخيال علمي تخييلي، يتجاوز الواقع لما هو أكثر استحالة، لإرضاء التفكير الإنساني المتجدد غالبا.
وهل المدينة الفاضلة إلا ضربا من خيال لم يتحقق قط في عصر ؟، إلا استثناءات لم تمتد تاريخيا لزمن طويل...
يشير الروائي د. السيد نجم أن هذا الخيال توجد جذوره من عهد المسعودي ومروج الذهب ومعادن الجوهر، وقصص الاسكندر الذي سعى إلى اكتشاف قاع البحر .القزويني وعوج بن عنفق الذي جاء من كوكب آخر وشرح قضية الحياة على الكواكب الأخرى، والفارابي ومدينته الفاضلة، ويبقى تعبيرا إنسانيا يعبر عن رغبة الإنسان في ارتياد المجهول والبحث عن مغامرات جديدة، لقد كان أول من أطلق هذا المصطلح " هيو غو جيرنسباك Huogo Gernesback عام1926 في مجلة القصص المدهشة.
ويحظى هذا الخيال بأهمية كبيرة في الدول المتقدمة, فهو يعد بوابة للإيداع والابتكار وعدسة ترسم صورا حية لأفكار ومخترعات متفردة ,وتظهر توقعات مستقبلية مبنية على ملاحظة بعض ظواهر الحياة المختلفة : الطبيعية والإنسانية.
أما أدب الخيال العلمي فهو فرع روائي يتضمن مجموعة من التصورات او الافتراضات العلمية حول المستقبل, ناهيك عن تأملات في حياة أخرى, فتمزج الحقيقة بالخيال عبر قناة الإقناع وقد يبالغ فيه.
يعد أول من دخله في الغرب عالم الفلك يوهانز كيبلر 1634 وروايته " صومنيوم" لكن البداية الحقيقية الناضجة بدأت مع العبقري: جول فيرن (1828-1905) الذي تبنى هذا الون وأعطاه شكلا حديثا ومتقنا بكل معنى الكلمة, وتبدأ مع رواية: " خمسة أسابيع في منطاد.
تعتبر أسطورة "حي بن يقظان" و"ابن طفيل" من أوائل الأدب العلمي في الكتابات العربية, ويعتبر "مصطفى محمود" من أوائل من كتب فيه في العصر الحديث إذن نشر في الستينات من القرن العشرين روايته " العنكبوت" ثم رجل تحت الصفر, لكن نعترف أيضا بقلة رواد هذا الأدب الصعب , والذي يحتاج خيالا جامحا, ويعد الروائي نهاد الشريف وعطائه عبر نصف قرن مبدع كتب فيها عن الأطباق الطائرة والهندسة الوراثية.. الخ.. وقد تنبأ بأن هذا النوع من الادب سوف يكون الأدب الأكثر ذيوعا وانتشارا وشعبية في المستقبل القريب, وتعد روايته : قاهر الزمن تنبؤ بإمكانية تجميد جسد الإنسان لسنوات ثم إحيائه...
وكان الدكتور طالب عمران قد دخل هذا العالم , ومن أعماله: العابرون خلف الشمس, ويعد الدكتور عمران ممن وجهوا إبداعهم الأدبي في الخيال العلمي للأطفال مثل : " كوكب الأحلام" , وظهرت أسماء كثيرة مثل : "عبد السلام البقالي", وفي مصر من الجيل الجديد " صلاح عبد المعطي", أما عن الدراسات فهي قليلة كذلك لكن هناك بعض أسماء مثال: "يوسف الشاروني " وكتابه بعنوان "أدب الخيال العلمي في الأدب العربي المعاصر" والكاتب "محمود قاسم" والذي تناول كتابه مراحل تطور الخيال العلمي, والفروع الأدبية له.
ظهرت أسماء حديثة في عالم الخيال العلمي مثال: الأديب الراحل نزار الزين , وكاتب الأطفال, جيكر خورشيد, ومازلنا بحاجة لكثير من كوادر مثلها ترفد عالم بات ينجذب للخارج رويدا رويدا.
يحيا وينمو الأدب في عالم من الخيال بأنواعه, يحلق ويسافر في دهاليز النفس الإنسانية ويربطها بالعالم الخارجي, يقول "جان روبنسكي" عن الخيال:
إن الخيال الأدبي فرع خاص لملكة نفسية عامة جدا, لا ينفصل نشاطها عن نشاط الشعور, هو اختصاص الفلاسفة وعلماء النفس, أما النظرية الأدبية فقد استعانت في هذا المجال بمفهوم نشأ خارج نطاق الأدب لكنه ينسحب على قطاع واسع من الانتاج الأدبي, ويقول في مكان آخر من كتابه:
إن الأدب ما هو إلا ضرب من ضروب النشاط الخيالي, وما هو سوى قيمة عامة تشرح كيفية استخدام الاشارات اللفظية( المسموعة أو المنظورة)والاستعانة بالتصور الذهني ,ويستعمل كلاهما دون احالة مباشرة إلى الواقع التجريبي بغية الوصول إلى المتعة الجمالية. يقول رايان الفرنسي عن الخيال:
كثيرا ما يأخذون العبقرية على أنها ثمرة من ثمار الخيال الصرف, مثل هذه الأعمال ينهض بها الكاتب التافه الذي استطاع أن يلم بالذوق الشائع بين الناس ,لكن فولتير ومارمونتيل يريان أن الخيال موهبة ثمينة وأن الإلهام أقصى درجاته.
وإن التخييل ,كما يراه "يوسا" أكذوبة تخفي حقيقة عميقة, إنه الحياة التي لم تكن ,والتي يتوق إليها المرء دون ان يحصل عليها ,لهذا كان عليه اختلاقها .
ولو أردنا تعريف التخييل لوجدناه أنه الخداع باختصار, وكل رواية هي كذبة تحاول التظاهر بانها حقيقة ,أما الدافع للكتابة الروائية فهو التمرد المسالم. من جهة اخرى تقدم الأستاذة : "زيناء ليلى" مفهوم الأبداع من زاوية اخرى فتقول: التجديد هو رؤية الامور بنظرة جديدة ومن زاوية جديد.
وهذا لا ينسف الأساسات ,بل يقدم لها فروعا جديدة لأنها تتعلق بالسلوك التطبيقي, لا بالأساس أصلا, فالجديد في زمننا ما عاد موجودا لأننا بتنا نبني فوق البناء الأول, وهنا يتبلور معنا الفرق بين: التغيير والتطوير والتجديد والحديث والتنمية... كلها تأخذ المفاهيم من زاويتها المعينة:
فالتحديث والتحسين يمضي بنفس المسار بإضافات بسيطة وإضاءات منيرة, بينما التطوير والتجديد ,له فروعا عديدة وكأننا نرتفع أفقيا وعموديا في البناء.
تحدد غالبا المفاهيم بالغاية على ألا تكون مضرة, بل تهدف للتنمية حصرا, لذا وفي عملنا عموما كمتابعن لرسائل الدكتوراه ,نعمل لإخراج مفاهيم جديدة مثل: الفن المعرفي الإبداعي, فنحن هنا لم نضف جديدا بل مزجنا وقمنا زاوية جديدة للعمل والبحث, مثل الفن الإبداعي الطبي.. الخ.. واللغة كذلك لا تتغير إنما تتغير الأنماط الأدبية.. وهكذا, وعليه فإن الإبداع يعرف بالقدرات الخارقة التي يمتلكها المبدع ,ويتوقف إظهار الفرد المالك للقدرات الإبداعية نتائج المالك للقدرات الإبداعية نتائج بداعية, أو عدم إظهارها يتوقف على صفة الآثارية والطبيعية. ويضيف الدكتور حسين جمعة أيضا للتعريف, أنه استجابة غير مألوفة لكل انفعال وبمعنى آخر من العواطف الذاتية في البعد النفسي ,تعد الأصل في إجراء التحولات الإبداعية على مختلف الصعد الفنية والثقافية والاجتماعية والزمانية والمكانية.
وهذا يقارب تعريف الإبداع عند الدكتورة "نجاح هارون" : هو عبارة عن عدم النظير وفي الاصطلاح :إخراج ما في الإمكان والعدم إلى الوجوب والوجود. فهل هذا يعني فعلا التجديد؟
اما علم النفس الحديث فيعرفه بصورة مجسدة للذات المبدعة, فالتكوين النفسي وحده صانع الإبداع
وعليه فيعرف الشعر هنا بأثر اللاوعي في الإبداع , ويعرفه السجلماسي: الشعر هو الكلام المخيل المؤلف من أقوال موزونة ومتساوية وعند العرب مقفاة, وبكل الأحوال تعتبر المصطلحات الإبداعية من صميم العمل الإبداعي أيضا, يسوقنا هذا الأمر لزاوية أخرى هامة:
جرى نقاشا بيننا وبين الأستاذ "مصطفى إنشاصي" حول الشعر والادب والأبحاث, واجترار موادا لم يعد لها سوقا ولا قراء , سواء بأفكارها او بنوعيتها , وهنا يهمنا رؤية الموضوع من زاوية اخرى لباحثين غير أدباء, يقول الباحث إنشاصي حول ذلك:
-أشبع العروض دراسة وبحاث وزيادة ونقصان قديما وحاضرا في الماجستير والدكتوراه وو...
رسائل بالهبل عن كل صغيرة وكبيرة, وبكاد لا يقدم أحد فيه جديدا هذا المقصد فلماذا الخلاف حوله؟؟؟.
الأمة تحتاج لمن يحمل همها والشعر يمكنه أن يكون جزءا من المعركة كشعر وليس كجدل حول العروض والقوافي والأوزان ...!!!!,فكان ردنا:
-نعم ما زلت أفاجأ بقلة طلب المكاتب في بلادنا سوريا ولبنان حتى وفي مصر كذلك على الشعر ماذا يعني ذلك؟ هل بات لغة الغناء فقط؟, والأمة ثملة من فيضانها بلا حاجة؟
هل هذا يحتاج نمطا آخر من التجديد والتطوير وأننا مازلنا نجتر ما يمكن تطويره وتحويله للأفضل , وهل هي طريقة التفكير التي تحتاج لذلك ام الأنماط؟, وكيف؟
هل لهذا جذور واقعية غائبة عن مجال تفكيرنا؟, يقول الدكتور "محمد خير الدين عبد الرحمن":
إن التعليم في أغلبية الدول العربية وبمراحله كافة , يتصف بتردي النوعية وافتقار الطلبة للمهارات الأساسية للتعليم الذاتي, وغياب النقد والإبداع وغياب التركيز المبرمج على فروع العلم والتقانة, وهذا يسبب تخريج ملايين العاطلين عن العمل, أو ما يعرف: بالبطالة الثقافية.
وإذن؟
يقول الدكتور "بدر الدين عامود " عن الإبداع:
هو الشكل الأكثر رقيا وتعقيدا بين أشكال النشاط الإنساني والذي يتمثل نتاجه في الكشف عن حقائق لم تكن معروفة من قبل .
لكن الدكتور صالح الرحال يعارضه في فرادة الإبداع قائلا:
لا توجد مادة مبدعة في العالم –وعبر تاريخ الإنسان-جاءت من العدم او غير مسبوقة.
ومازال التعليم المدرسي بحاجة ماسة لرفع سوية العناية بالخيال عند الطفل, من خلال حثه على قراءة نماذج منها, أو حثه على الكتابة والرسم في موضوعها, والتطور من صفة الإبداع الحي الذي نبحث, وإلا فإن كلمة إبداع بلا تطور ضمر حتى لا تنطبق عليها تلك الصفة بعد وقت.
إطاره و أنواعه:
له إطاران ؛ إطار الزماني و إطار المكاني
1) إطار الزماني: يكون إطار الزماني مستقبل قريب أو بعيد
2) إطار المكاني: يكون إطار المكاني أرضا أو كواكب السيارة أو أماكن خيالية
ومن الممكن ان يكون إطار الزماني واقعا في التاريخ وإطار المكاني في فضاء خارجي أو عالم آخر أو في باطن الأرض. تكون شخصياته الروبوتات أو آندرويد (روبوتات بشرية) و تكون التكنولجيا المستقبلية إنتقال آني (إنتقال من مكان إلى آخر دون عبور حيز المادي بينهما) أو أجهزة اللكمبيوتر الآلي.
وتكون المبادئ علمية جديدة و قوانين متعارضة للعرف مثلا السفر عبر الزمن أو الثقوب الدودية أوالإنتقال أسرع من الضوء.
أنواعه:
للخيال العلمي أنواع عديدة، يمكن أن نحصر منها 20 نوعًا مع ملاحظة أن الخلط بينها يحدث كثيرًا:
1- غرباء بيننا:
ربما كان أول من اصطك مصطلح (غرباء) Aliens بمعناه المعروف، هو جون تاين عام 1955 في مجلة (الخيال العلمي)، لكن أول قصة تحكي عن غرباء فضائيين يزورون الأرض كانت ميكروميجا لفولتير (1750). حيث يأتي عملاقان فضائيان إلى كوكبنا ليسخرا من فلسفتنا وقيمنا كلها.
قصة (كوكبان 1897) بقلم كورد لاسفيتش تحكي عن أول لقاء بين بشر وكائنات فضائية، حيث يعيش رجال المريخ في القطبين الشمالي والجنوبي وهم يبدون مثلنا تماماً.
(أوديسا المريخ) لفاينباوم (1934) تحكي عن مريخي يدعى تويل يملك ذكاء الإنسان، لكنه لايملك تفكير البشر المستقبلي... يحاول البطل الاتصال به ويفشل، لكنه يجرب الرياضيات في النهاية. معظم كتاب الخيال العلمي يعتقدون لسبب ما أن الرياضيات هي طريقة التفاهم المثلى مع الفضائيين، أو ربما سيتم التفاهم بالجدول الدوري كما في (اللغة الكونية) لبايبر (1957) و(الصور لا تكذب 1957) لكاترين ماكلين. سبييلبرج في القصة التي كتبها عن فيلمه (لقاءات لصيقة من النوع الثالث) جعل التفاهم ممكناً بوساطة خمس نغمات موسيقية.
(سولاريس - 1961) للكاتب البولندي ستانسلاف ليم، الذي يعتبره البعض أعظم كاتب خيال علمي على الإطلاق. تحكي عن كوكب كامل هو في الحقيقة كائن فضائي تتجاوز قدراته العقل البشري. هذا نموذج فريد لأدب الخيال العلمي الذي لا يضيع وقته في التكنولوجيا، ولكنه يناقش قضايا فلسفية من زاوية الخيال العلمي الغريبة.
2- لربما حدث التاريخ بشكل مختلف:
تدعى هذه القصص باسم التاريخ البديل أو Allohistory، حيث تحدث واقعة ما في لحظة تاريخية معينة، وتسبب وقائع تراكمية تؤدي إلى تاريخ مختلف تماماً عما نعرفه.. ومن المصطلحات التي تطلق على هذا الطرز الشعبي من الخيال العلمي: الخيال المضاد Counterfactuals.. ماذا إذا؟ What if.... Uchronias..
ومن الأنواع الفرعية شديدة الشعبية لهذا النوع ما يتحدث عن الحرب العالمية الثانية، وماذا لو فاز المحور بها؛ مثل رائعة فيليب ديك (الرجل في القلعة الشامخة- 1962). أو الحرب الأهلية الأمريكية لو فاز بها الجنوب مثل (بنادق الجنوب) بقلم هاري ترتلدوف. إن بقاء هتلر حيًا حتى اليوم موضوع يتكرر بإفراط في قصص الخيال العلمي.
سبراج دي كامب قدم (خشية أن يهبط الظلام) عام 1939. أما روبرت هاريس، ففي عام 1992 جعل النازيين يربحون الحرب (أرض الجدود). وكذا نذكر (غربي عدن) بقلم هاري هاريسون عن الديناصورات التي ظلت حية (1984).
ثمة تعريف مناسب للتاريخ البديل قدمه روبرت هاينلاين في كتاب قوائم الخيال العلمي- 1982 هو : افتراض واقعي عن مستقبل غير محتمل تم تأسيسه على معرفة كافية بالعالم الحقيقي والحاضر والمستقبل، وعلى فهم أمين للطريقة العلمية.
3 - العوالم البديلة
هذه فكرة محببة لكتاب الخيال العلمي؛ حيث يمكن للمرء أن يجد نفسه مع بعض الاختلاف في بعد آخر. الحقيقة أن هناك أساساً علمياً لنظرية العوالم المتعددة. إن ميكانيكا الكم تقول إن الجزيئات الدقيقة تقسم الكون إلى نسخ متعددة تختلف فقط في حدث صغير جداً، وينقسم الكون ويعاود الانقسام ويتفرع إلى شجرة مذهلة من الوقائع البديلة، وقد استنبط هو إيفرت هذه النظرية علمياً عام 1957 لكن سبقته نظريات فلسفية تقول الشيء ذاته.
لقد أحرق جيورديانو برونو عام 1600 لأنه اقترح أن هناك عدداً لا نهاية له من العوالم في الكون، ولهذا يمكن أن يوجد أي عالم محتمل.
في القرن العشرين يخطو أديب الخيال العلمي الأشهر (هاينلاين) خطوة جريئة جدًا عندما يقدم لنا مفهوم (العالم كأسطورة World - as -Myth) الذي يتصور أن كل كون هو فكرة في خيال مؤلف في كون آخر. وفي قصته (رقم الوحش 1980) جعل أبطال قصصه المختلفة يلتقون، بل يقابلون أبطال قصص لمؤلفين آخرين. كما ناقش هذه الفكرة في كتاب (القطة التي تعبر الجدران 1985)
4 - تحدي الجاذبية
أقدم حلم للبشرية: الطيران.. منذ قصة (إيكاروس) في الأساطير الإغريقية الذي اقترب من الشمس بجناحين من شمع مع أبيه (ديدالوس)، ثم ذاب الشمع فهوى في المحيط، مرورًا بمحاولات عالم الواقع مثل (ابن فرناس) الليبي و(أتولننتال) الألماني، ظل هذا الحلم يؤرق الإنسانية.. في (رحلة إلى القمر- 1650) جعل سيرانو دي برجيراك بطل قصته يبتكر عدة طرق لبلوغ القمر. تضمنت إحداها بناء مركبة حديدية يركبها البطل ثم يلقي مغناطيساً في الهواء ليجذب المركبة لأعلى، وكلما ارتفعت أكثر، قام البطل بقذف المغناطيس من جديد. أي أنه كمن يرفع نفسه لأعلى بحزامه. وقد تبنى سويفت الفكرة نفسها في جزيرة لابوتا الطائرة في (رحلات جليفر). وقبلها فعلها البارون (منخاوزن) أكبر فشار في الأدب العالمي عندما رفع نفسه من شعره ليطير في الهواء.
عام 1827 نشرت في نيويورك قصة (رحلة إلى القمر) بقلم جورج تاكر.. هنا كانت مركبة الفضاء مغطاة بمادة ضد الجاذبية تشبة الكافوريت في قصة هـ. ج. ويلز (أول رجال على القمر- 1901) بعد 75 سنة. الكافوريت هي مادة تقاوم الجاذبية صنعها عالم اسمه (كافور)، وقد صنع منها كرة كاملة يمكن أن يستقلها الإنسان، وتغطى الكرة بصفائح قابلة للفتح من الداخل. هكذا تكشف جزءًا من الكرة يواجه الأرض عندها تنطلق في الفضاء ويجذبك القمر، وعندما ترغب في مغادرة القمر تغطي هذا الجزء فتتحرر من جاذبيته.
الحقيقة أن مقاومة الجاذبية بمادة خاصة وجدت شعبية مع نظرية أينشتاين، لكن المثال الأقوى لها هو قصة ويلز آنفة الذكر.
5 - الانتقال الجزيئي
الانتقال عن بعد Teleportation هو الاسم الذي اختاره كتاب الخيال العلمي للطريقة التي تجعل إنساناً أو مادة تتلاشى في موضع وتتكون في موضع آخر. يبدو أن التقنية تقوم على مسح الجسم الأصلي لأخذ كل المعلومات عنه، ثم يتم استخدام هذه المعلومات للتجميع في مكان آخر، ربما باستعمال ذرات أخرى لا تمت للأصل بصلة، لكن فقط تكون موجودة هناك. بهذا يكون جهاز الانتقال أقرب إلى الفاكس لكنه يمارس عمله على ثلاثة أبعاد. ولابد من أن يدمر الأصل.. هنا تنشأ المشكلات لو ظل الأصل والصورة معاً. وقد أقر العلماء أن الانتقال عن بعد ممكن بقواعد ميكانيكا الكم في الغد البعيد بشرط أن يتم تدمير الأصل، وإن لم ينظروا للموضوع كله بجدية.
من أمثلة الانتقال الجزيئي: (نجوم معادية) قصة باول أندرسون عام 1959. (القمر الأحمر) قصة ألجيس بيرديس (1960). توماس ديش (الصدى حول عظامه - 1967) وزيلازني (اليوم نختار الوجوه 1973). ويبدو أن هذا النوع بدأ مع إدوارد بيج متشيل في (الرجل الذي لا جسد له) عام 1877.
6 - خلف الحقول التي نعرفها:
هذا المصطلح beyond the fields we know اصطكه لورد دونسي ليصف القصص التي تحدث بالكامل في عوالم لا تنتمي إلى عالمنا. من هذه الأمثلة القوية (سيد الخواتم) لتولكين حيث سعى إلى خلق عالم كامل له إقناعه الخاص، تتم فيه عملية بحث بطولية. ولسبب كهذا أطلق ديفيد هارتويل على هذا العالم اسم (الخيالات التولكينية) في كتابه (عصر العجائب -1984). هذا عالم مستقل له تاريخه وجغرافيته وأجناسه، وهناك مسحة من السحر الذي خلق ليؤخذ كما هو.
من أنواع هذا الأدب: (بنت القمر الساطع) لماكلين أبي وشارديك لرتشالرد أدامز، ولويد الكساندر في (القطة التي أرادت أن تكون بشراً). أيضاً فرانك باومز في (كتب أوز)، وجون برانر (المسافر في ثياب سود)، وروبرت هوارد في سلسلة (كونان).
7 - مدن المستقبل:
منذ البداية لم يكف أدب الخيال العلمي عن ابتكار المدن العملاقة المركزية، التي تحوي كل إبهار وتقدم وفساد بابل كما وصفها العهد القديم. في عام 1771 كتب الفرنسي لوي سباستيان مرسييه رواية (العام 2440) ليجعل باريس مدينة مستقبلية يوتوبية. أما مدينة لابوتا التي ابتكرها سويفت عام 1726 فكانت تطير ضد الجاذبية الأرضية، ولها طريقة مبتكرة لعقاب المدن الأرضية حين تقف فوقها لتحجب عنها الشمس. قد تكون المدن المستقبلية يوتوبيات أو يوتوبيات مضادة، وربما كانت الاثنين معاً.
يقول بيتر نيكولز: لقد تعامل الرعب القديم مع إعادة بعث الوحش، أما الرعب المعاصر فيتعامل مع رعب ضياع الوحش.. ضياع الدفء الحيواني الذي هو جزء مهم من بشريتنا. مهما كانت مدن المستقبل، فإن سكانها أناس باردون عقلانيون يفتقرون إلى الحب والشهوة والغضب.
7 - السايبر بانك
موجة السايبر بانك هي الموجة التي بدأت تنحسر قبل أن يفهم الناس معناها بالفعل. هذا المصطلح ابتكره الكاتب بروس بثك وصار شهيراً حين استعمله كاتب آخر هو ويليام جيبسون في رواية (ممزق الأعصاب) Neuromancer التي اصطك فيها مصطلحاً آخر شهيراً هو الفضاء السايبري Cyberspace. لكن سرعان ما استخدم مصطلح Cyberpunk بوفرة وتشوه، وصار يعني عدة أشياء في الوقت ذاته، حتى أن مؤسسيه اعترفوا بأنه قد استنفد أغراضه ومات. كان الصحفي بروس سترلينج هو داعية هذا النوع الجديد من الخيال العلمي، وقد أثر على كل شيء من السينما إلى الثياب إلى أغاني البوب. هذه التيمة تتكون من مفردات متجاورة لا تنفصل (الكمبيوتر، التسلل hacking، اليوتوبيا ونقيضها، السايبورج التمرد على المجتمع). من أمثلة السايبربانك (عدو النظام) لبرايان ألديس. (الرجل الراكض) لستيفن كينج و(ابن الجورجون) لستيف بيمس و(451 فهرنهايت) لراي برادبوري و(عالم جديد شجاع) لألدوس هكسلي.
8- اليوتوبيا
لو اعتبرنا الخيال العلمي هو أدب البحث عن يوتوبيا، فلابد من اعتبار جمهورية أفلاطون نوعاً مبكراً جداً من الخيال العلمي. تلك الجمهورية التي أنشأها أفلاطون عام 360 قبل الميلاد، ويبلغ تعدادها 5040 مواطناً، وهو من مضاعفات السبعة.. معنى يوتوبيا باليونانية هو لا مكان.
عام 1516 نشر سير توماس مور باللاتينية قصته (يوتوبيا) مما يمنحه لقب كاتب خيال علمي هو الآخر. ومن عباءة توماس مور خرج جون فالنتين أندريه بقصته (كريستيانوبوليس 1619). ثم قدم بيكون (أطلنطس الجديدة 1627). هنا يزور البطل جزيرة بها كلية للبحث العلمي (بيت سليمان) حيث تجرى تجارب على التنبؤ بالطقس والتجميد وخزانات الأكسجين والغواصات والطائرات.. وهناك رسل بين الجزر اسمهم تجار النور.
تنبأ هالدين في مقال شهير عام 1928 بأن الإنسان سيحاول حتماً مغادرة الأرض. ولسوف يفشل عدة مرات قبل أن ينجح في استيطان كواكب ليست بالضرورة حول شمسنا. لا توجد حدود لمحاولات الإنسان السيطرة على كل ذرة وكل حزمة طاقة في الكون.
9- نقائض اليوتوبيا Dystopias
كثيراً ما يفاجئنا الخيال العلمي المعاصر بيوتوبيات نقيضة Dystopia.. كان الخيال العلمي لا يعرف إلا اليوتوبيا الفاضلة حتى انقض عليه ويلز في إنجلترا ولاسفيتش في ألمانيا وبدأوا يصورون مستقبلات كابوسية، حيث لا يوجد أي نوع من الإشباع الطبيعي للناس البسطاء. ثم لحق بهما هكسلي وبرادبوري ولندن، وبالتالي تعلمنا أن ننظر إلى المستقبل بخوف وتوجس. لقد لاحظ برادبوري أن أول استخدام للذرة كان للقتل الجماعي وليس لأغراض سلمية، وآمن ويلز أن التقدم العلمي خطر داهم بالنسبة لبشرية لم تنضج إنسانياً بعد. من الطريف هنا أن نلاحظ أن السينما الخيالية لم تتعامل قط مع اليوتوبيا وإنما بدأت بالتعامل مع اليوتوبيا النقيضة من البداية، ويرى بيتر نيكولز أن السبب في هذا هو أنه من العسير على فن بدأ أيام الحرب العالمية الأولى، أن يؤمن بأننا نتقدم باطراد، وأن حال البشرية يصير إلى الأفضل. لم تستطع السينما أن تتكلم عن الآلة التي ستخلصنا، بل تكلمت عن الآلة التي ستستعبدنا
من هذه اليوتوبيات النقيضة:
(آلة الزمن) لويلز (1895) حيث تحولت الطبقة العاملة إلى وحوش آكلة للبشر تعيش تحت الأرض، وتتغذى على الطبقة البرجوازية التي تحولت إلى مجموعة من الحملان. (نحن) ليفجيني زاميتين (1929). (عالم جديد شجاع) لهكسلي (1932). وهي تتحدث عن يوتوبيا نقيضة كلها هندسة جينية ورقابة ومحو لفكرة الأسرة. تم إلغاء الجنس في هذا المجتمع ولم يعد ثمة مفهوم محترم إلا الإنتاج. الإله الأوحد في هذا العالم هو فورد (ربما فرويد) ويعيش الناس راضين باستعمال دواء اسمه سوما، يعينهم على النوم والنسيان.. ويوجد إنسان (متوحش) واحد في المتحف... تنتهي القصة القاتمة إما بانتحار أبطالها أو تخديرهم بوساطة الحكومة أو نفيهم. لا ننسى كذلك جورج أورويل في 1984 التي كتبها عام 1948. و(اليوم الأمثل) بقلم إيرا ليفين (1970).
10- الإدراك الفائق للحواس
هنا يتم استعمال حواس غير الخمس التي نستعملها كي ندرك العالم من حولنا. ويقال إن هذه الحواس كانت لدينا جميعاً ثم انقرضت. في قصة (الورثة) لويليام جولدنج نجد إنسان النياندرثال ذا الشفافية القادر على التخاطر يتحول إلى كروماجنون الصاخب الثرثار.. نحن.. وبالتالي يكون الكلام في مفهوم جولدنج تراجعاً في الحضارة.
أطلق على هذا الموضوع أيضاً اسم باراسيكولوجي، ولهذا يطلق عليه بعض كتاب الخيال العلمي اسم Psi أو psionics
ويشمل التخاطر.. قراءة الأفكار.. الخ..
التخاطر يعطي مزية داروينية هائلة لصاحبه، ولو كان له وجود حقيقي في عالمنا لكان عدد من يمارسونه هو الأغلب.. بينما هم في الحقيقة نادرون جداً إن كان لهم وجود.. وهذا يهدم الفكرة من أساسها.
11- الخيال العلمي الصعب Hard Sci-Fi:
هذا طراز من الخيال العلمي الصارم، بالغ الدقة يتم تأسيسه على مفهوم علمي حقيقي.
مثلاً في قصة كليمنت (مهمة الجاذبية- 1954)، نرى كوكب مسلكين حيث الجاذبية تفوق الأرض 300 مرة في القطب وأقل بثلاث مرات عند خط الاستواء. ويقوم أهل الكوكب بالاستكشاف وهم يخاطبون الأرضيين، ويحكون لهم عن ملاحظاتهم. فنجد أن علم الفلك والفيزياء والكيمياء غاية في الدقة. هنا يقع على عبء كاتب الخيال العلمي أن يقدم قصة مسلية وأن يكون دقيقاً.
من أمثلة هذا النوع كذلك باول أندرسون في (كوكب يدعى كليوباترا 1974).
12- الأبدية بمعناها المادي:
هذه التيمة قديمة تعود إلى ملحمة جلجاميش الفارسية (حوالي 2700 قبل الميلاد) عن ملك قوي يبحث عن الخلود في أرض غريبة. وفي الأوديسة تعرض كاليبسو الخلود على أوديسيوس. ثم من جديد نقابل الخالدين الذين يولدون بوحمة حمراء على جبينهم في قصص جليفر لسويفت (1726) حيث يؤدي بهم الخلود إلى أن يتحولوا إلى مخلوقات مرعبة بشعة يتحاشاها الجميع، وهي نظرة للخلود تمتاز بالأصالة والجدة.
من ضمن هذا الموضوع الإحياء المؤقت.. إنه تبريد الجسم البشري بحيث لا يشيخ Cryonics.. نرى هذا المفهوم في قصة مرسييه (العام 2440) التي كتبها عام 1771. و(ريب فان وينكل) لواشنجتون إرفنج (1819). لكن أدق معالجة لها كانت في قصة إدمون دابو (الرجل ذو الأذن المكسورة 1861) حيث يتم تجميد رجل مصاب بمرض عضال إلى أن تمر قرون ويأتي أطباء بارعون بدلاً من أطباء العصر الجهلة. هذا المفهوم يتعامل مع الموت باعتباره مرضاً يمكن الشفاء منه فيما بعد.
13- الاختفاء:
هذه النوعية خرجت من الأساطير التي يفوز فيها البطل دومًا بخوذة تجعله خفيًا، كما حدث مع برسيوس، أو طاقية الإخفاء في تراثنا، ثم دخلت تراث الخيال العلمي بشكل رسمي مع (الرجل الخفي) لويلز.
14- الأراضي المفقودة:
يقول توماس كلاريسون في كتابه (نحو تأريخ الخيال العلمي): إن البريطانيين هم أول من ابتكر فكرة الأراضي والشعوب المفقودة التي غفل عنها الزمن، حينما استولت على البريطانيين المخاوف من توسع الإمبراطورية. وقد استعمل رايدار هجارد هذه التيمة بنجاح عظيم، بينما قدمها إدجار رايس بوروز مراراً وتكراراً. هنا دائماً ما توجد أرض لم يرها أحد بعد مثل أتلانتيس وليموريا. لسوف نجدها بوضوح في يوتوبيا توماس مور، ورحلات جليفر لسويفت. كما نجدها عند صمويل بتلر في (إريهون 1880) وهي كلمة Nowhere لو لفظتها بالعكس. هنا راعي غنم نيوزيلندي يقتاده أحد الأهالي إلى تلك الأرض حيث كل شيء جميل طاهر، والرذائل تعامل كمرض مثل البرد. بالمثل قدم رايدار هجارد (كنوز الملك سليمان 1885) و(هي 1887).
الآن مع التقدم العلمي، نجد أن رقعة هذه المدن المفقودة بدأت تضيق وتبتعد عن إفريقيا وأمريكا الجنوبية المكان المعتاد لها، لتنحصر تحت البحر تقريباً.
15- الخيال العلمي الشهواني
هناك كتاب خيال علمي كثيرون يهتمون كذلك بالأدب الشهواني. بالنسبة للجادين منهم هي مجرد طريقة لبيع أفكار أكثر عمقًا. من هؤلاء تشستر أندرسون صاحب (القصر الوردي) و(مخلص لثمان ساعات)، وريمون بانكس (مغتصبو القمر 1979). على كل حال صار ارتباط الفضاء بالجنس Space erotica نوعاً خاصاً من الأدب، ربما يظهر أكثر في القصص المصورة.
16- أوبرات الفضاء
هي تلك التمثيليات الفضائية التي لا نهاية لها.. وقد عرفها كاتب الخيال العلمي برايان ألديس بأنها تتضمن التالي: النمط تقليدي..القصة بأكملها تدور في أماكن لم يرها أحد من قبل.. بعض الحقيقة العلمية تشوهها الميلودراما.. لابد أن تكون الأرض في ورطة.. لابد من بحث.. لابد من مواجهة الكائنات الغريبة.. هناك سفن تنطلق في الظلام.. لقد كان (حرب الكواكب) جيداً لكنه ما زال يلعب الخيال العلمي بمنطق أوبرات فضاء العشرينيات حيث السفن تشق الفضاء بسرعة البرق، ورجال أقوياء يحملون مدافع الليزر يحاربون بها الغرباء ويكسبون دوماً. وخلاصة هذه القصص كما يعرفها الناقد فيليب ستريك هو هناك الكثير من القذارة في الفضاء الخارجي، ومن الخير لنا أن نبقى حيث نحن ولا نحاول الخروج.
17- السوبرمانات
شخصية سوبرمان التي ابتكرها سيجل ورسمها شوستر في أوائل الثلاثينيات لأكشن كوميكس ذات أهمية بالغة بالنسبة لأدب الخيال العلمي الأمريكي، بحيث يصعب تماماً فصل هذا النوع عن أدب الشرائط المصورة Strips والأدب المكتوب. ومن الذين كتبوا عن السوبرمان بشكل جدي ويلز في (طعام الآلهة - 1904)
18- السفر عبر الزمن
إن الكتاب الذي تحدث بالتفصيل عن السفر في الزمن وبقوانين الفيزياء الحديثة هو كتاب بول ناهين (آلات الزمن: السفر عبر الزمن في الفيزياء والخيال العلمي 1993). أما بالنسبة للخيال العلمي فقد كانت هذه التيمة مما أثار شغف الكثيرين، ومنهم الكاتب النرويجي هرمان فيسل في (قصة العام 7603) (1781) حيث نرى السفر عبر الزمن من الحاضر للمستقبل، ثم القصة الأشهر (آلة الزمن لويلز 1895). بينما نرى السفر من المستقبل إلى الحاضر في (طيف غير معتاد 1879) لإدجار بيج ميشيل.
من القصص الأخرى المهمة (الإنسان في زمنه 1970) و(المحارب الصغير المسكين 1982) لبريان ألديس و(السؤال الأخير 1988) لأزيموف.
19- في أعماق البحر
ثمة اعتقاد شائع أن جول فيرن هو أول من وصف الغواصة في (عشرون ألف فرسخ تحت البحر 1870 )، بينما الحقيقة أن الأمريكي روبرت فلتون اخترع غواصته عام 1801 وكان اسمها نوتيليوس بالضبط كغواصة القصة. بل إن تيوفيل جوتييه كتب عام 1848 عن غواصة في قصته (النجمان) أي قبل فيرن بعشرين عاماً ونيف.
قدم جيمس بليش (توتر سطحي 1952) حيث يهبط رجال الفضاء على كوكب مهجور يغمره الماء، وتنتقل شخصياتهم إلى كائنات وحيدة الخلية. كذا قدم آرثر كلارك (المدى العميق 1957)
20- نهاية العالم
هنا لم تعد في الأرض حضارة.. إنه يوم القيامة.. ربما هي الأرض بعد حرب نووية أو وباء أو نضوب الطاقة أو غرق القارات.. هذا نمط القصص التي يطلقون عليها (بعد المحرقة). ربما نشأ هذا الفرع من الخيال العلمي من قصة جرينفيل (الرجل الأخير) التي كتبها عام 1805. ثم جاءت قصة (أوميجا: آخر أيام الأرض) التي كتبها عالم الفلك كاميل فلاماريون عام 1893. ومن الكتب المهمة التي عالجت هذه التيمة:
(الرجل الأخير) ماري شيللي، (السحابة القرمزية) لجاريت سيرفيس : هنا يغمر الطوفان الأرض ويفر بعض الناس بفلك ثان كفلك نوح، (الطاعون القرمزي 1915) لجاك لوندون.. هنا يقضي الوباء على البشرية. (حين تصطدم العوالم 1933) بقلم فيليب ويلي: كوكبان يقتربان من الأرض. أحدهما سيدمرها والآخر أملنا الوحيد.
من القصص المهمة جداً عن عالم ما بعد المحرقة، قصة هارلان إيليسون (ولد وكلبه) التي ترينا كيف أن حاجات الإنسان بعد المحرقة قد تتحول لأشياء مقززة جداً بالنسبة لنا.. الاغتصاب وأكل لحم البشر. بصفة عامة برهنت قصص ما بعد المحرقة عن حيويتها وأهميتها. من الممتع دوماً كما يقول بيتر نيكولز أن ترى مجتمعاً ذا اهتمامات بيروقراطية، وقد تحول إلى قطع حديد صدئ ومبان مهدمة وكتب بهتت ألوانها.
تاريخه و وظائفه:
وإذا بحثنا عن الخيال العلمي نجد جذوره في ميثولجيا. و كان أول ظهوره في مؤلف كاتب "لوقيا السمسياطي في القرن الثاني للميلادية و بعد نجده في بعض حكايات الف ليلة وليلة و كذا في حكاية قاطع الخيزران في المنكول الياباني في القرن العاشر للميلاد و في كتاب إبن النفيس في القرن الرابع عشر م.
وظائفه الرئيسية:
وللخيال العلمي ثلاثة وظائفة رئيسية هي:
1) الوظيفة الدعائية: وهذه هي الدعاية لأكتشافات العلمية و طموح للإيجادات الجديدة
2) الوظيفة الإنقاذية: هي وظيفة لرفض بعض الإكتشافات و اتضاح موقف مضاد على الأكتشاف الجديد الخطر ومعاند لمخاطره وأضراره.
3) الوظيفة التنبؤية: هي أدب المستقبل نفسه هي الإكتشافات الجديدة والتحريض عليها.
فوائده ومصالحه:
الخيال العلمي سبب لتنمية الإبداع وهو من مبادرات الأدبية الفريدة ومن صفات الإنسان المفكر. وإنه يضيف إلي الإكتشافات الحالية وتسبب المستقبلة.
برنامج ابولو كانت انتاج كتاب "من الأرض إلي القمر" للأديب الفرنسي جول فيزن. فصار هذ الكتاب المكتوب سنة 1865 سببا لإكتشافات القمر فترة (1967 – 1972) يقول الدكتور أحمد زويل حاصل جائزة نوبيل للكيمياء سنة 1996: "إن الجميل في أمريكا وهو ماجعلها تتقدم على العالم علميا أن الخيال لا يقتل وليست له حدود وكل المؤسسات تشجعه والعالم الحقيقي لعلمه لابد أن يحلم وإذا لم يتخيل العالم ويحلم فسيفعل مافعله السابقون ولن يضف شيئا."
يقول ألفن توفلر كاتب المستقبليات الأمريكي " قرائة الخيال العلمي أمر لازم للمستقبل". كيف صارت إكتشافات الجاذبية لإسحاق نيوتن و النسبية لأينستين والطائرة لعربي عباس بن فرناس. وكلها كانت نتائج الخيال العلمي أولا!!!؟؟؟
رواية الموعد النهائي لأديب أمريكي كليف كارتميل (1908-1964) صارت دعاية لإنهاء حرب العالمية الثانية و ترغيبا لتجارب أمريكية للقنبلة الذرية في جو سرية وقد وصف فيها كاتب العلم الخيالي عن صناعة قنبلة ذرية وانفجارها بقوة قبل الإكتشاف عليها أحد من الفيزيائيين في العالم.
وكذا رواية العالم تحرر 1914 للكاتب ه ج ويلز تحكي عن إكتشافات الطاقة الذرية و أشعاء الصناعي بقوة قنابل الذرية. وهي أولى رواية استعملت مصطلح قنبلة الذرية فصار الكتاب سببا لمشروع منهوتن 1945لإكتشاف قنبلة ذرية بيد فيزيائي أمريكي ليوسيزلارد.
فالأب الخيال العلمي مملوء بعبارات خيالية و مصطلحات تخيل صارت بعدُ موضوعا للإكتشاف العلمي بأقصى مساعي علماء الفيزياء والبيولجيا وما إليها. فمن أبرزها أشعة ليزر وذكاء الصناعي وصناعة روبورت و صناعة قنبلة ذرية و بطاقات إئتمان و غزو الفضاء وزراعة الأعضاء البشرية وأطفال الأنابيب وهندسة الوراثية وعلاج الجنسي والإستنساخ و نانوتكنولوجي وغيرها. فباالجملة صارت كتب الأدب الخيال العلمي دعاية لإكتشافات عديدة جديدة لم يخطر ببال أحد من الناس قبلُ.
نبذة عن الكتب الشهير في هذا الفن:
فعالم الأدب متوفر بكتب عديد في هذا الفن. فمن أشهرها
رجل تحت الصفر
تأليف مصطفى محمود (تأليف)
قصة مغرقة في خيال علمي يحمل القارئ على جناح سرعة زمنية إلى مستقبل يتجاوز ألفية ثانية، مستقبل تتغير الملامح، غربية هي رهيبة وموجعة فكما يتجاوز الكاتب بخياله حدود زمان نعرفه، يتجاوز حدود معالم إنسان نعيشه… رحلة خيالية يعود منها القارئ وهو منبهر، مستغرب ومتفاجئ، إلا أنه مسرور أنه لن يعيش إلى تلك المرحلة الزمنية الخارجة عن الزمان والمكان، هذا إذا صدق خيال الكاتب.
الدم الأزرق
يعكف في مختبره منذ سنتين محاولا أيجاد معادلة لكريات دم جديدة..جديدة حتى في لونها..فبدل أن يكون في الكرية الدموية هيموغلوبين فأنه سيصنع الومينوغلوبين..يعطي الكرية لونا أزرق باهتا..ويحمل أوكسجين الحياة..يقول لنفسه بعد أن يوقف جهاز الطارد المركزي أن دمه الأصطناعي سيعّوض الأنسان بسهولة عن دم يخسره..المعادلة لم تعد صعبة..فهو في مختبره وجد تفاصيل 80% منها..وبنوك الدم بدأت تدخل معه في حوارات الشراء..سيصبح غنيا جدا عندما يبيع الدم الأزرق المليء بالأوكسجين..!!
رجل المريخ
قيل أن مركبة الفضاء "الباحث" قد تمكنت من رصد وجود رجل يبدو عليه أنه طاعن في السن على كوكب المريخ..الصور العالية الحساسية رصدته واقفا أمام كهف على سطح الكوكب..أشترى "حازم" بطاقة سفر الى المريخ..وقبل أن يصعد الى مركبة الفضاء أعّد مع أصحابه قائمة الأسئلة التي يتلهف الجميع لسماع أجوبتها من رجل المريخ هذا..
ترى بأي لغة يمكن أن يتحدث معه..؟ وهل هو موجود فعلا..؟ وأذا وجد آدم على المريخ فهل هناك حواء..؟ لبس بدلة الفضاء على جسمه، وودّع زوجته ملّوحا بعلامة نصر ضاعت بين دخان صاروخ ينطلق عبر السماوات..حيث رجل مريّخي سيجيب عن أسئلة الوجود التي تؤرقه..!
السرير العجيب:
رامي فتى في العاشرة من عمره ؛ كان فرحا بسريره الجديد المتطور الذي لم يكن يعلم أَنه من كوكب الإلكترونيات ؛ نام فيه بكل هدوء في اليوم التالي نهض مستغربا : {هل هذا بيتي حقا؟}. لقد أصبح في عالم وهمي يصير فيه الكبار صغارا والصغار كبارا. أيقضه صوت أغنيته المفضلة ،وفور نهوضه سكت المنبه من دون داع إلى الضغط على الزر. ذهب إلى المطبخ فوجد الفطور قد أعدته الطاولة العجيبة .أكل كل ما خطر على باله و أكثر. ثم بدأ ماء لا يعرف مصدره يغسل له وجهه ويديه وهواء ساخن يجففه. كان خارجا إلى العمل وقد نسي أن يلبس ثيابه من شدة التعجب ولكن البيت قد وضع حدا لهذا فإذ برافعة ترفعه عاليا إلى" أفعوانية ". انطلقت فدخلت إلى نفق وإذ به يخرج مرتديا لباسا أنيقا . وجد أمامه نفقا آخر وعندما خرج منه كان شعره مصففا وتنبعث من جسمه الروائح العطرة. بعدها ذهب إلى التدريس دخل رامي غرفته وأخرج معداته كان يتكلم مع الطلاب عبر الميكروفون ويراهم عبر الكاميرات وهم يسمعونه عبر السماعات ؛ فالمدرس في غرفة والتلاميذ في غرفة. والغريب في الأمر أنه كان يدرس ناسا كبارا وبينهم أبويه. عاد إلى بيته متعبا وفور وصوله عرف الباب أنه رامي صاحب المنزل ففتح الباب فورا.أتاه سريره وتحول إلى مقعد فجلس عليه فأخذه إلى الأفعوانية مجددا وكان خائفا من أن تسرع به ولكنها تحركت ببطء؛ لبس ثياب المنزل في النفق الأول. وذهب بعدها إلى أكل أطيب الأكلات.ثم ذهب الى النوم. وإذبه ينهض ينهض فقد كان كل هذا حلم فحمل كتيب السرير ووجد أن به آلة الأحلم وأن في جانب السرير مؤشر فيه الأحلام الخيالية: العلمي والمشاهير والألعاب القتالية وأن يكون رجلا متحولا وسوبار ماريو النهاية.
الأخ الأصغر
كوري دوكتورو
كان ماركوس في السابعة عشرة من عمره فقط، لكنه اكتشف أنه يعرف بالفعل كيف يعمل النظام، وكيف يمكن التعامل معه والتغلب عليه. كان يتميز بالذكاء والسرعة والحكمة فيما يتعلق بالطرق التي يعمل بها العالم الذي يعتمد على الاتصال بالشبكات، ومن ثم لم تكن لديه أدنى مشكلة في التغلب على نظم المراقبة المتطفلة والغبية المستخدمة في مدرسته الثانوية.
لكن عالمه يتغير جذريًّا عندما يجد نفسه هو وأصدقاءه وقد أُلقي القبض عليهم في أعقاب هجوم إرهابي كبير على سان فرانسيسكو. فبسبب تواجد ماركوس ورفاقه في المكان الخطأ في التوقيت الخطأ، ألقت قوات وزارة الأمن الوطني القبض عليهم، واقتادتهم إلى سجن سري حيث استجوبوا بلا رحمة على مدار عدة أيام.
وأخيرًا عندما أطلق ضباط وزارة الأمن الوطني سراحهم، اكتشف ماركوس أن مدينته تحولت إلى مدينة بوليسية يُعامَل كل مواطن فيها وكأنه إرهابي محتمل. كان يدرك أن أحدًا لن يصدق روايته، الأمر الذي لم يترك أمامه سوى خيار واحد: القضاء على وزارة الأمن الوطني بنفسه.
ميكروميغاس وثلاث قصص
فولتير
في فاصل ممتع من الخيال، قد تجد نفسك في مواجهة فتى عملاق بطول ١٢٠ ألف قدم، قادم إليك من نجم الشِّعرى بعد أن نُفي لكثرة شغبه. سيستكشف أمرك برفقة قزمٍ زُحليٍ بطول ستة آلاف قدم فحسب، قابله في الرحلة التي اضطر خلالها للتوقف في هذه الكرة؛ الأرض، فقط من أجل المبيت. وبرغم ضآلة حجمك؛ ستجلس وسط ثُلة من فلاسفة كوكبك كي تشرح رؤيتك للحياة، وسيحمله الكبر الذي يملؤك على الانفجار في الضحك. ثم ستقابل «ممنون»، الحكيم الذي أدى سعيه للكمال إلى فقدانه ماله وعينه، قبل أن تقف على ناصية قبر «صادق» مندهشًا من رغبة زوجته في قطع أنفه! وستوافق رغبة «سزوستريس» في أن يهب قلبه لآلهة الحب بدلًا عن آلهة الشهوة. وحده «فولتير» يقدر بسلاسته أن يأخذك في رحلة كهذه.
الخروج دون حفظ
روث نستفولد
«الخروج دون حفظ» قصة تتحدث عن مخاطر الانسلاخ من الجلد، ولهذا الغرض استخدمت روث نِستفولد وحدة التحوُّل الشكلي. فقد تمكَّنت مالوري بطلة القصة — بمساعدة لورين التي سمحت باستخدام هذه الوحدة بطريقة غير مشروعة — من تغيير شكلها والتحرُّر من هُوِيتها؛ ومن ثَمَّ الفرار إلى الشكل البشري، فصارت رجلًا في تلك الليلة واتخذت شكل أخيها. وتحولت مرة أخرى إلى رجل أيضًا، ولكن بطريقة مشروعة هذه المرة، في مهمة كُلفت بها؛ ولكنها بعد أن أنهتها خرجت «دون حفظ»، وهو ما كان من شأنه أن يورِّطها في متاعبَ مع شركة «سوفتيك» التي طورت تقنية التحوُّل الشكلي؛ ولذا وجب عليها الفرار فلاقت ما لاقت من أهوال حتى فقدت نفسها وأخذت تتفلَّت منها ورحلت بعيدًا.
آلة الزمن
هربرت جورج ويلز
السفر عبر الزمن حلم يداعب خيالات الكثيرين، وكان ولا يزال موضوعًا خصبًا للعديد من روايات الخيال العلمي، التي تأتي في مقدمتها «آلة الزمن». في هذه الرواية، يصحبنا المؤلف هربرت جورج ويلز في رحلة مثيرة عبر الزمن مستندًا إلى ما بحوزته من أفكار ورؤى عن التطور البشري والاجتماعي. يسلط المؤلف الضوء على مستقبل البشرية المظلم نظرًا لاتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء، حيث سيظهر جنسان من البشر هما «الإيلوي» و«المورلوك». إنهما مجتمعان ينحدران من أصل بشري واحد، بيْد أنهما مختلفان تمام الاختلاف وإن جمعت بينهما رابطة غريبة. فالإيلوي جنس متحضر نسبيًّا يعيش عيشة آمنة ينعم بثمار الأرض وخيراتها، بينما يعيش المورلوك تحت سطح الأرض في شقاء دون أن يبصروا نور الشمس. ويعيش مجتمع المورلوك على افتراس مجتمع الإيلوي. الرواية مليئة بالأحداث المثيرة، وتتميز بحبكة درامية قوية جعلتها مصدر إلهام للعديد من الروايات والأعمال الفنية على مدى أكثر من ١٠٠ عام.
حرب العوالم
هربرت جورج ويلز
«حرب العوالم» رواية نُشرت عام ١٨٩٨ للكاتب هربرت جورج ويلز، وتُروى على لسان راوٍ مجهولِ الاسم يحكي عن مغامراته في لندن إبَّان غزو المريخيين لكوكب الأرض. وهي من أُولى روايات الخيال العلمي التي تحكي تفصيلًا عن النزاع بين الجنس البشري وأحد الأجناس التي تحيا في الفضاء الخارجي.
تتألف الرواية من جزأين: «قدوم المريخيين»، و«الأرض في قبضة المريخيين»، حيث يخوض الراوي — وهو كاتب متخصص في الكتابات الفلسفية — تجربة مريرة أثناء محاولة العودة إلى زوجته في الوقت الذي يشاهد فيه المريخيين وهم يُلحقون الدمار بلندن ويُبيدون كل من يعترض طريقهم.
المغمورون
سكوت ويسترفيلد
المغمورون، بعد مرور ثلاثة أعوام على نجاح «المتميزون» في تحرير العالم من آفات عصر الجمال التي أجبرت الأفراد على أن يكونوا مواطنين مذعنين، بدأ المجتمع في اتخاذ شكل جديد. اضْطُرَّتْ كل مدينة إلى البحث عن سبيل للتعامل مع الضغط الجديد على مواردها، الذي تولَّد مع طاقات الإبداع التي تحررت لدى الأفراد. تدور أحداث هذه القصة في اليابان، إحدى البلدان التي اختارت الاعتماد على «اقتصاد الشهرة»؛ فتكافئ مواطنيها إما بنقاط الاستحقاق عن أدائهم مهامَ إنتاجية تساعد مدينتهم، أو بمنحهم رُتبةَ شهرةٍ، وهي معيار لقياس مدى شعبية الفرد. يملك كل مواطن مدوَّنة خاصة ويتابع بهوس رتبة الشهرة الخاصة به، على أمل اكتساب الشهرة والخروج من مجتمع «المغمورين». تسعى آيا فيوز، بطلة الرواية، إلى تحقيق شهرة بالعمل كمدوِّنة أخبار، أو صحفية هاوية، تصور القصص بكاميرتها الطائرة المعدَّلة «موجل» وتنشرها بمدونتها كي يطلع عليها سكان المدينة.
جزيرة الدكتور مورو
هربرت جورج ويلزٍ
عند إنقاذ إدوارد برينديك بعد تحطم السفينة «ليدي فين»، يجد نفسه على متن مركب شراعي يحمل معرِضًا للحيوانات برفقة حارسها مونتجومري. وبعد أن يستعيد برينديك صحته بفضل رعاية مونتجومري له، يُؤخَذ مع ذلك الرجل وحيواناتِه إلى جزيرة مجهولة حيث يلتقي بسيد مونتجومري، وهو دكتور مورو العبقري الذي يحمل نُذُر الشَّرِّ. وسرعان ما يدرك برينديك أن الجزيرة تحوي سرًّا غامضًا ومروِّعًا حيث نصَّب مورو نفسه إلهًا عليها.
النظرية الأخيرة
آرثر كلاركوفريدريك بول
يشترك في كتابة هذه الرواية المثيرة اثنان من أشهر أدباء الخيال العلمي في العالم، وهذا التعاون التاريخي بين فريدريك بول وزميله آرثر سي كلارك رائد أدب الخيال العلمي يُعد حدثًا أدبيًّا عظيمًا ووداعًا رائعًا من الأديب الراحل والمفكر الكبير الذي ألف رواية ٢٠٠١: ملحمة الفضاء.
تحكي رواية النظرية الأخيرة قصة هوس رجل بالرياضيات، وتحتفي بالروح الإنسانية والمنهج العلمي، وهي أيضًا رواية فكرية آسرة يواجه فيها البشر الفناء على يد كائنات فضائية تكاد تكون كلية القدرة تدعى «عظماء المجرة»، وعلى البشر أن يتغلبوا على خلافاتهم السياسية والدينية، وأن يتحدوا … أو يهلكوا.
عام ١٦٣٧ دوَّن عالم الرياضيات الفرنسي بيير دو فيرما Pierre de Fermat في هامش أحد كتبه ملحوظة عن نظرية غامضة جاء فيها: «لقد اكتشفت حقًّا برهانًا رائعًا لهذه النظرية لا يتسع له هذا الهامش»، ولم يدون هذا البرهان في مكان آخر. هكذا بدأ البحث عن «الكأس المقدسة» في الرياضيات؛ بحث لم ينته حتى عام ١٩٩٤ عندما نشر أندرو وايلز Andrew Wiles برهانًا في ١٥٠ صفحة، لكن البرهان جاء مرهقًا ومفرطًا في الطول، واستُخدمت فيه أساليب رياضية تفوق كثيرًا عصر فيرما، ولذلك لم يقتنع به كثير من النقاد، ومنهم رانجيت سوبرامانيان Ranjit Subramanian، وهو شاب من سريلانكا يتمتع بموهبة خاصة في الرياضيات وشغف بالنظرية الأخيرة الشهيرة.
كتب رانجيت برهانًا في ثلاث صفحات للنظرية لم يستعن فيه إلا بما كان متاحًا لفيرما من علم الرياضيات؛ وحاز عمله تقديرًا كبيرًا باعتباره إنجازًا عبقريًّا، وجلب له الشهرة والثروة، لكنه لفت إليه في الوقت نفسه أنظار جهاز الأمن القومي، وأنظار جماعة غامضة تابعة للأمم المتحدة تُدعى «السلام من خلال الشفافية» تمارس أنشطة سرية تتنافى مع اسمها. وفجأة وجد رانجيت نفسه هو وزوجته مايرا دو سويزا Myra de Soyza — خبيرة الذكاء الصناعي — وأسرتهما الناشئة منجرفين في تيار أحداث تهز العالم، واستُغلت عبقريته في التفكير الرياضي النظري في تطبيقات ملموسة تحمل نذر الهلاك.
المتميزون
سكوت ويسترفيلد
جمال يخلب الألباب
قوة تثير الرهبة
سرعة تحبس الأنفاس
«ظروف خاصة» … ظلت هذه الكلمات تثير الرجفة في قلب تالي منذ أن كانت واحدة من المتمردين في مجتمع القبح، كان المتميزون في ذلك الوقت شائعات تتناقلها الألسن؛ وكان يشاع أنهم ذوو جمال يخلب الألباب، وقوة تثير الرهبة، وسرعة تحبس الأنفاس.
الآن أصبحت تالي واحدة من هؤلاء؛ أصبحت آلة قتال خارقة صممت لكبح جماح مجتمع القبح والإبقاء على غباء مجتمع الجمال، وهي منتشية معظم الوقت بقدراتها الجديدة، لكن شيئًا آخر ظل يحتل ركنًا صغيرًا في قلبها.
وعندما تتاح لها فرصة القضاء على متمردي «الدخان الجديد»، تضطر أن تختار للمرة الأخيرة: إما إتمام المهمة التي بُرمِجت من أجلها، أو الإنصات إلى همس قلبها الخافت الذي لا يزال ينبئها أن شيئًا ما ليس على ما يرام …
الحسان
سكوت ويسترفيلد
ماذا يحدث عندما لا يصير الكمال غاية الطموح؟
أخيرًا أصبحت تالي جميلة؛ فاق جمالها حد الجمال، وارتدت أروع الثياب، وصادقت أوسم الشباب، وحازت شعبية واسعة، هذا كل ما كانت تتطلع إليه.
لكن وسط كل هذا الترف — الحفلات التي لا تنتهي، والرفاهية التي توفرها التكنولوجيا الحديثة، والحرية المطلقة — كان يلح عليها شعور ممض بأن شيئًا ما ليس على ما يرام، شيئًا هامًّا، ثم تتلقى تالي خطابًا من الماضي؛ من زمن القبح، وتدرك وهي تطالع الخطاب ما الذي ينقص حياة الحسان، وفجأة تتلاشى المتعة من حياتها.
وعليها الآن أن تختار بين الصراع من أجل نسيان ما تعرفه والصراع من أجل حياتها، لأن السلطات لا تنوي أن تترك من يعرف تلك المعلومات حيًّا.
هزيم الرعد :
وهي قصة بطل خيالية ، فادها أحد أبطال الفضاء ، من أجل القضاء على قوى الشر ، التي تنوي غزو الكرة الأرضية ، وتدمير ما عليها من بشر ، وتبدأ من هذه النقطة ، بداية انطلاق حقيقية ، يجسدها أكثر من شخصية ، صاحبنا هو هزيم الرعد ، وهو البطل المقدام ، الذي ينوي أن يخدم أرضه ، ويدافع عن بلاده ، ويحمي أهله ، وبين قوى خارجية ، جاءت من أجل السيطرة على كوكب الأرض ، كما فعلت بباقي الكواكب ، فدمرت أهلها ، وداست عليهم ، وأخذتهم عبيداً لها ، ثم تدور مجريات القصة في الفضاء الخارجي ، بمساعدة العديد من الفضائيين ، وآلات ومعدات ضخمة جداً ، استطاع هؤلاء الأبطال أن يجهزوها من أجل غزو الأعداء وقهرهم في قعر دارهم ، غير أن هزيم الرعد يأسر أحدى بنات العدو ، فيقع في غرامها ، وتوهمه هي بذلك ، من أجل جمع المعلومات ، وعندما تعرفه جيداً تهيم في حبه ، فتدافع معه عن أرضه ، ضد أهلها الذين باتت تعرف سرهم ، وتعرف أنهم ليسو على حق ، وبعدها يقوم هزيم الرعد بالسيطرة على المعدات الخاصة بالعدو ، واخضاعه ، والسيطرة عليه ، ثم أسر ما تبقى من الأعداء ، والبدء بحياة جديدة ، بعيدة عن المشاكل ، والشر ، والإعتداءات .
وقصة هزيم الرعد رغم أنها قصة ليست حقيقية ، وتجري حول موقعة لا يمكن أن تصبح في يوم من الأيام حقيقة ، إلا أن البعض اعتبر مثل هذه القصص لها مغزى ديني ، الهدف منها تشويه صورة السيد المسيح ومن معه عند النزول من السماء بأمر من الله ، ففي هذا المسلسل صور صاحب القصة هزيم الرعد بأنه صاحب الحق الذي يحاول التخلص من العدو الذي سيغزوا الأرض ، وهذا ليس حقيقة ما سيحدث على أمر الواقع.
نيورو مانسر 1984:
رواية خيال علمي للكاتب وليم جيسون. فالرواية مفترضة على قرصين حاسب آلي يمتلك به الإنسان على كل شيئ طول الرواية.
آلة الزمن 1895:
رواية خيال علمي لهاربرت جورج ويلر كاتب إنجليزي. فموضوعها مستقبل البشرية. تعكس عن أحفاد أغنياء اليوم تصير أغبياء بغفلتهم و كسلهم وعن أحفاد الفقراء يستفيدون أحفاد الأغنياء بجدهم وجهدهم ثم يكيدهم.
ثلاثية النمل:
هذه سلسلة روايات خيال علمي بيد كاتب فرنسي برنارد فيربير: فكانت أولاها باسم إمبراطورية النمل والثانية يوم النمل والثالثة ثورة النمل. اصدرت سنوات 1991‘ 1992‘ 1996 على الترتيب. فقد بيعت الرواية أكثر من مليونين نسخة وترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغات وقد اصدرت لها لعبة فيديو.
غريب في أرض غريبة:
هذه رواية خيال علمي للكاتب الأمريكي روبرت هيبلن 1921 . هي أحداث حول شخص ميك ميث ولد في كوكب المريخ ورحلاته إلى الأرض. وكان تأليفها قبل إكتشاف إمكانية العيش في المريخ.
نوافير الجنة:
هي رواية خيال علمي بيد آرثر كليرك سنة 1979. فموضوعها الصعود إلى الفضاء بسلم فضائي.
كوكب القردة:
رواية خيال علمي لكاتب فرنسي بيسير بول سنة 1963. هي رحلة كونية لثلاثة علماء فضائي إلى الفضاء و يصلون إلى كوكب يبعد عن الأرض بمسافة 300 سنة ضوئية. فجميع سكانها قرود ينتىمون إلى غوريلا.وقد ترجمت الرواية الى لغات عديدة وأفلام متنوعة. وأشهرها فلم كوكب القردة لفرانكلين شامر.
هاري بوتر:
رواية خيال علمي للكاتب ج. ك. رولنغ سنة 1988.
صومنيوم:
أول رواية خيال علمي للكاتب يوهناس كيبلر سنة.نشرت فى اللغة للاتينية سنة 1934. فموضوعها أحداث حول القمر و علم الفلك. فطالب يدخل إلى القمر بطريقة غامضة.
رحلة إلى مركز الأرض:
رواية خيال علمي للكاتب الفرنسي جول فيزن سنة 1864
موعد مع راما:
رواية خيال علمي للكاتب آرثر كليرك سنة 1973.
رواد خيال العلمي من العرب و كتبهم:
1- مصطفي محمود : هو من أوائل رود كتاب علم الخيالى للغة العربية. فمن أهم مصنفاته: 1) رجل تحت الصفر2) العنكبوت
2-توفيق الحكيم: فمن أشهر كتبه رحلى إلى الغد
3- نهاد شريف: هو الرائد الحقيقي لكتاب خيال العلمي للغة العربية. ومن أهم مصنفاته: 1) قاهر الزمن : هي أولى روايته كتبت على تحريض يوسف السباعي 2) الماسات الزيتونية 3)أنا وكائنات 4) الإجماع 5) نداء لولو سري
4- أحمد عبد السلام البقالي المغربي: هو يمزج التشويق والفكرة البوليسية مع خياله العلمي
5- طيبة إبراهيم: كاتبة كويتية
6- قاسم قاسم: أديب لبناني
7- محمود عزيز الحبابي
كتب مهم حول الخيال العلمي:
1) الخيال العلمي فى الأدب العربي المعاصر.
فى العام التاسع من عمر مهرجان القراءة للجميع، قدم المهرجان عدداً من السلاسل الجديدة، كان من أهمها: سلسلة الأعمال الكاملة، والتى تحوى الأعمال الكاملة للعديد من الكتاب، وكان كتاب (الخيال العلمى فى الأدب العربى المعاصر) ضمن الأعمال الكاملة للكاتب القصصى والناقد الأدبى (يوسف الشارونى).
فى مقدمة الكتاب يحكى المؤلف عن السيرة الذاتية للكتاب، والتى بدأت مع (نهاد شريف) عام 1971 وروايته (قاهر الزمن)، التى أصبح الخيال العلمى بعدها أحد اهتمامات (الشارونى)، وكما يقول: "…. تتيقظ حواسى النقدية، كلما عثرت على عمل إبداعى ينتمى إلى هذا النوع الأدبى، ويستحق التقديم للقارئ العربى .."
وعلى مر الشهور والسنين، تبلورت وتكونت فصول هذا الكتاب، ورأى المؤلف من حقها أن تتجاور لتتكامل، وتخرج إلى الوجود كائنًا أدبيًا، شاهدًا على الج هود المبذولة فى هذا النوع من أدبنا العربى المعاصر، حتى نهاية القرن العشرين.
الفصل الأول بعنوان (دراسات فى أعمال أدبية) يبدأ بالكلام عن رواية (قاهر الزمن) للكاتب (نهاد شريف)، والتى تقوم على تساؤل هام: هل للطبيب العالم أن يستخدم جسد الإنسان حقلاً لتجاربه، وهل يباح ارتكاب جريمة باسم العلم، وتعذيب إنسان بغرض إطالة حياة إنسان آخر ..؟!
وفى المجموعة القصصية الأولى لـ (نهاد شريف) بعنوان (رقم 4 يأمركم) والتى كانت سمتها الأولى الصراع الدرامى بين قوى تستخدم العلم لقهر الإنسان، وقوى أخرى تستخدمه للقضاء على هذا القهر، ويكون النصر فى جانبها.
ثم ينتقل المؤلف للكلام عن الرواية الثانية لـ (نهاد شريف) بعنوان (سكان العالم الثانى) والتى تدور حول حلم البشرية فى استغلال قيعان البحار والمحيطات، عن طريق مجموعة من العلماء الشبان، الذين لجئوا إلى قاع البحر، لبناء ما يشبه المدينة الفاضلة، بهدف العمل الجدى من أجل خدمة الجنس البشرى وسعادته.
يتوقف المؤلف عند هذا الحد فى الكلام عن أعمال (نهاد شريف)، وينتقل إلى كاتب آخر هو (محمد الحديدى) وروايته (شخص آخر فى المرآة) والتى تدور حول لاعب الكرة (تامر مدكور) الذى أصيب بحادث هشم مخه تمامًا، والدكتور (رمزى حبيب) الأستاذ بالجامعة، والذى وقع له حادث هشم جسده تمامًا، فأجريت له جراحة عاجلة، نزعوا خلالها جزءًا من مخ الدكتور (رمزى) لزرعه فى رأس لاعب الكرة، ليصبح أمامنا شخص اسمه (تامر) نجم من نجوم الكرة، يحمل فى أعماقه شخصية الدكتور (رمزى) أستاذ الجامعة، وتكون هذه الازدواجية هى الأساس الدرامى للرواية.
بعد ذلك يعرض المؤلف لرواية (هروب إلى الفضاء) للكاتب (حسين قدرى) المنشورة عام 1981، والتى تدور حول سفينة فضائية سرعتها فى الثانية الواحدة تساوى ست ساعات أرضية، والتى استخدمها العلماء للوصول إلى كوكب بعيد، حيث يتواجد بشر آخرون، لكنهم يعيشون فيما يشبه المدينة الفاضلة.
وفى آخر صفحات هذا الفصل، يقدم لنا المؤلف رواية (جريمة عالم) للدكتورة (أميمة خفاجى) والتى نشرت فى موسكو عام 1990، والتى تدور أحداثها حو ل الهندسة الوراثية –مجال دراسة المؤلفة- ومخاطرها.
فى مقدمة الفصل الثانى المعنون (الخيال العلمى فى الأدب العربى)، يتكلم المؤلف عن فكرة أدب الخيال العلمى، وعن اتجاهين أساسيين فى أدب الخيال العلمى، الأول قاده الروائى الفرنسى العظيم (جول فيرن) والذيى يقوم على استخدام العلم على أساس واقعى، أو كما يقول (فيرن) نفسه: "لقد بنيت دائماً اختراعاتى على أساس من الحقائق، واستخدمت فى صناعتها طرقًا وموادًا ليست فوق مستوى المعلومات المعاصرة والهندسة الماهرة." ويهدف هذا الاتجاه إلى استغلال الحقائق العلمية لتسلية القراء بمغامرات ممتعة.
أما الاتجاه الثانى فقاده الكاتب الإنجليزى (هـ. جـ. ويلز) الذيى يقول عن رواياته أنها: "تدريبات للخيال، ولا تدعى تناول أشياء يمكن تحقيقها." وهذا الاتجاه يقوم على تسخير الأدب والمتعة القصصية والتشويق لخدمة الثقافة العلمية.
ثم يتناول الكاتب فى نقاط هذا الفصل عددًا من الشخصيات التى تناولت الخيال العلمى فى أعمالها الأدبية، ومن ضمن هذه الشخصيات: ا لدكتور (مصطفى محمود) .. (رءوف وصفى) .. (يوسف السباعى) .. (فتحى غنيم) .. (توفيق الحكيم) .. وغيرهم.
وتدور صفحات الفصل الثانى حول تيمة (اليوتوبيا) أو المدينة الفاضلة فى قصص الخيال العلمى، ويتصدر هذا الفصل مقدمة أو لمحة تاريخية عن نشأة فكرة المدينة الفاضلة، ثم يعرض نماذج لهذه التيمة من خلال أربع روايات لأربعة مؤلفين.
أما الفصل الرابع فيدور حول تيمة أخرى، هى تيمة (الأطباق الطائرة) فى أدب الخيال العلمى، ولكنه فى هذه المرة يقتصر على نموذج واحد فقط هو (نهاد شريف) فى مجموعته القصصية (أنا وسكان الفضاء) وروايتيه (الشيء) و (ابن النجوم).
ويعود المؤلف فى الفصل الخامس إلى فكرة تجميد أجساد البشر، والتى سبق مناقشتها فى الفصل الأول، ولكن هذه المرة من خلال كاتبة كويتية هى (طيبة أحمد الإبراهيم) وثلاثيتها: (الإنسان الباهت) .. (الإنسان المتعدد) .. (إنقراض الرجل) .. والتى تندمج فيها فكرة الاستنساخ أيضاً، وتنتهى بنهاية مفتوحة مثيرة إلى أقصى حد .. تحمل خيارًا من اثنين: إنقراض البشرية .. أو بداية جديدة لها !
وفى الفصل الأخير من هذا الكتاب، يتناول المؤلف عرضًا لكتاب (الخيال العلمى أدب القرن العشرين) للكاتب (محمود قاسم)، الذى كتب عن مراحل تطور الخيال العلمى، وتناول الأقسام الفرعية لأدب الخيال العلمى، مثل الفانتازيا العلمية، والظواهر العلمية الخفية، ويختم (محمود قاسم") كتابه بفصل عن أدب الخيال العلمى عن الأدباء العرب، وفصل أخير عن السينما وعلاقتها بالخيال العلمى.
لست طبعًا فى مستوى نقد عمل متميز كهذا، لكاتب قدير مثل (يوسف الشارونى)، لكننى فقط سأعلق على بعض السلبيات ، من وجهة نظرى ، التى لفتت انتباهى أثناء تصفح الكتاب، وأولى هذه السلبيات: التكرار الممل لسرد أحداث الروايات التى تعرض لها المؤلف فى فصول الكتاب المختلفة، فعلى سبيل المثال: تكرر سرد (رقم 4 يأمركم) مرتين فى الفصل الأول، و (سكان العالم الثانى) و (قاهر الزمن) مرة فى الفصل الأول، ومرة أخرى فى الفصل الثانى، ثم (سكان العالم الثانى) مرة ثالثة فى الفصل الثالث !
تجلت هناك حفاو ة غير عادية بكتابات (نهاد شريف)، فقد خصص له المؤلف نصف الفصل الأول تقريبًا، والباب الرابع بأكمله، كما تناول أعماله مرة أخرى فى الفصلين الثانى والثالث، هذا سوى الحديث المتناثر عنه فى بقية صفحات وفصول الكتاب.
كما تعرض الكاتب لبعض التجارب الروائية والمسرحية، والتى لا تنتمى إلى الخيال العلمى فعليًا، وإنما هى على حد تعبير المؤلف: "على هامش الخيال العلمى" ولا يعتبر الخيال العلمى فيها هدفًا أو أساسًا فى حد ذاته، وإنما كان مجرد وسيلة لإيصال فكرة أو مضمون فلسفى، ينتقد الواقع الذى نحياه. ويذكر من ذلك تجارب لأديبنا الكبير (توفيق الحكيم) و (فتحى غنيم) و (يوسف السباعى)، فى الوقت ذاته تجاهل المؤلف كتابًا بارزين فى عالم الخيال العلمى، أمثال د. (نبيل فاروق)، الذى قرأت له أجيال عدة من المحيط إلى الخليج، وأصبحت له مدرسته الخاصة جدًا والمتميزة فى كتابة الخيال العلمى.
وربما جاءت الفقرة الأخيرة من الكتاب بمثابة اعتذار عن تلك النقطة بالذات، حيث يقول المؤلف: "وأخيرًا فإن هناك نقدًا قد روجه إلى الكتاب أنه أغفل كثيرًا من الأسماء اللامعة، التى كتبت فى أدب الخيال العلمى، ولا سيما من بين الكاتبات، لكن الرد على ذلك هو أن هذا الكتاب لم يقصد به مؤلفه أن يكون موسوعة فى أدب الخيال العلمى، بل هو مجرد بداية ومؤشر، وخطوة على الطريق."
2) الخيال العلمي في الأدب المصري.. نهاد شريف نموذجا"
“الخيال العلمي في الأدب المصري.. نهاد شريف نموذجا”، كتاب جديد للكاتب حمادة هزاع، صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
والكتاب قسمه مؤلفه إلى تمهيد وخمسة فصول، وجاء التمهيد بعنوان “الأدب والعلم” للتعريف بهما ولبيان العلاقة بينهما وأثر كل منهما في الآخر، وتناول الفصل الأول تعريف أدب الخيال العلمي غربيا وعربيا، وأنواعه وتاريخه والقيمة الأدبية والفكرية والثقافية لأدب الخيال العلمي.
أما الفصل الثاني فتتبع جذور أدب الخيال العلمي المصري عند رواده الأوائل ورصد مراحل تطوره، ثم جاء الفصل الثالث لتناول ميلاد ونشأة نهاد شريف كنموذج لكتاب أدب الخيال العلمي وأهم المحطات في حياته من المشاركات والجوائز والوظائف التي عمل بها.
وجاء الفصل الرابع ليتحدث عن موضوعات أدب الخيال العلمي ومصادرها عند نهاد شريف، وأخيرا تناول الفصل الخامس فنون أدب الخيال العلمي عند نهاد شريف والتي تمثلت في فن القصة القصيرة وفن الرواية ثم فن المسرحية.
الجدير بالذكر أن الكاتب الروائي نهاد شريف (1932 – 4 كانون الثاني/ يناير 2011) من رواد أدب الخيال العلمي في مصر والعالم العربي، وولد في الإسكندرية، وتخرج من كلية الآداب قسم التاريخ، حيث بدأ نشاطه الأدبي بنشر روايته “قاهر الزمن” والتي قدمت فيلما سينمائيا من بطولة نور الشريف وآثار الحكيم وجميل راتب وحسين الشربيني.
وحصل نهاد شريف على العديد من الجوائز في القصة والرواية لريادته في أدب الخيال العلمي مصريا وعربيا.
العرب والخيال العلمي:
يمكن القول بلا خطأ كبير إن الحركة الأدبية العربية لم تتعامل قط مع الخيال العلمي بجدية، كما أنه لم ينمُ قط ليتخذ شكل تيار.. هناك محاولات فردية من الكتاب ومحاولات فردية من النقاد. فهل الخطأ يكمن في المتلقي أم في هذا الأدب ذاته؟.. وهل ما يناسب الغرب لا يناسب المتكلمين بالعربية؟.. من الممكن أن يكون التفسير المتفائل هو حداثة التجربة الروائية العربية أصلاً، بحيث لم تصل بعد لمرحلة التخصص في أنواع أكثر انتقائية مثل الخيال العلمي والأدب البوليسي وأدب الجاسوسية.. الخ.. ومن الممكن أن يكون التفسير المتشائم هو أن أدب الخيال العلمي قد ولد خاسرًا في بيئة تستهلك العلم ولا تنتجه.
الأسماء محدودة وتتكرر في كل مرة نتكلم فيها عن هذا الموضوع: من السعودية نجد الأديب أشرف إحسان الفقيه الذي أصدر مجموعات عدة من قصص الخيال العلمي هي (صائد الأشباح 1997) و(حنينًا إلى النجوم 2000 ) و(نيف وعشرون حياة 2006). من الجزائر تأتي الأديبة صافية كتو التي قدمت قصص (المحققة الفضائية 1967) و(القمر يحترق 1968) و(الكوكب البنفسجي 1969). ومن المغرب نجد أحمد عبدالسلام البقالي صاحب رواية (الطوفان الأزرق) الذي دخل في جدل مع نجيب محفوظ حول قيمة هذا الأدب، ومن لبنان قاسم قاسم (لعنة الغيوم). في سورية نجد الدكتور طالب عمران الذي صدر له ما يزيد على 52 كتابا في هذا المجال، وقدم برنامج (آفاق علمية) في التلفزيون السوري لمدة تزيد على 14 سنة، وقد صدرت دراسة موسعة عن أعماله للباحث السوري محمد عزام.
عندما نتحدث عن تجاهل هذا الضرب من الأدب، يجب استثناء الاهتمام السوري الواضح به، كما رأينا في دورة ابن طفيل التي أقيمت على هامش معرض مكتبة الأسد الدولي للكتاب، والاسم نفسه يذكر العالم بالتراث العربي ممثلاً في (أسطورة حي بن يقظان) التي هي الأب الشرعي لروبنسن كروزو. كذلك كانت هناك ندوة (لوقيانوس السوري) التي كرمت المصري نهاد شريف وأشرف عليها د. طالب عمران، وناقشت مجموعة أبحاث جادة عن أدب الخيال العلمي العربي.
أدبيات عربية:
على مستوى الأديبات تنفرد الأديبة الكويتية طيبة أحمد الابراهيم بكتابة أدب الخيال العلمي، فقد كتبت خمس روايات في هذا المنحى، صدرت الرواية الأولى منها في الكويت عام 1968 وهي (الانسان الباهت)، كما صدر لها عام 1991 روايتان هما: (الإنسان المتعدد) و(انقراض الرجل). وقد كانت أول كاتبة عربية تنبأت بعملية الاستنساخ على الإنسان قبل تطبيقه العملي عام 1997. كذلك هناك الأديبة لينا كيلاني من سورية ولها ما يزيد على الأربعين عملاً في مجال الخيال العلمي.
في مصر كانت هناك محاولات لتوفيق الحكيم (في سنة مليون) و(رحلة إلى الغد)، ويوسف عز الدين عيسى في أعماله الإذاعية التي فقد معظمها مع الأسف، وفي الستينيات ظهر من كتبوا الخيال العلمي وهم يعرفون ما يفعلون جيدًا.. من هؤلاء مصطفى محمود بروايتيه (العنكبوت 1965) و(رجل تحت الصفر 1967).. ثم نهاد شريف الرائد الأهم في أدب الخيال العلمي، والأديب الوحيد الذي كرس نفسه لهذا النوع من الأدب فحسب، في روايته (قاهر الزمان) عام 1972 ومجموعته القصصية (رقم أربعة يأمركم) عام 1974 و(سكان العالم الثاني) عام 1977 و(الشيء) عام 1989 ورواية (ابن النجوم) عام 1997. كما كانت هناك العديد من الروايات بقلم صبري موسى وايهاب الأزهري وأميمة خفاجى التي تحدثت عن الهندسة الوراثية في روايتها (جريمة عالم) التي نشرت في موسكو عام 1990.. وغيرهم، وقد استعرضهم يوسف الشاروني بشكل موفق في كتابه المهم (الخيال العلمي في الأدب العربي). ثم جاءت كتابات رؤوف وصفي فبدأ بمجموعته القصصية (غزاة من الفضاء 1979)، كما قدم د. نبيل فاروق عددًا كبيرًا من العناوين في سلسلة (ملف المستقبل) ناقش فيها بجدية تامة كل تيمات الخيال العلمي تقريبًا
التجاهل النقدي لهذا النوع من الأدب مع ضعف الإقبال الجماهيري ظاهرتان تستحقان البحث. يقول الأديب السعودي الشاب أشرف إحسان فقيه: «فكرة العمل القصصي عند المتلقي العربي تقوم علي تيمات محددة كالهزيمة السياسية أو الجنس أو تفصيل لواعج النفس والخاطر. وحين تحاول أن تلتف حول أي من هذه الرموز فأنت تخاطر بأن تصنف نفسك إما كدخيل أو كمغامر، واحتمال أن تجد نفسك منبوذاً من قبل سدنة وسطك الثقافي وارد جداً». آخر ما عرفته عن أشرف الفقيه هو أنه في كندا، ولا أعرف إن كان قد عاد أم استقر هناك بصورة دائمة
يمكن أن نضيف كذلك أن العقلية العربية بطبعها تنفر من ضرب الأدب الذي يصف نفسه منذ البداية بأنه (خيال).. وكما يقول فاروق خورشيد في كتابه عن (أديب الأسطورة عند العرب)، فإن الراوي العربي القديم كان بحاجة دائمة إلى إقناع مستمعيه أن ما يحكيه أحداث واقعية شهدها بنفسه وإلا فقد اهتمامهم.. بالتالي انتحل الرواة قصصًا كثيرة إشباعًا لملكة الخيال عندهم، لكن الجمهور تناقلها كحقائق تاريخية بعد ذلك.
الخيال العلمى فى المسرح العربي
مازالت دراسة الخيال العلمى فى الأدب عامة والمسرح خاصة موضع أخذ ورد، أو شد وجذب بين الدارسين والمهتمين به فى كافة أنحاء العالم. ومازالت الضجة حول مضمون أدب الخيال العلمى، وأهدافه وملامحه الفنية التى قد تختلف عن ألوان الأدب التقليدية الأخرى، ومدى قدرتنا على تقديمه على خشبة المسرح- فى حال تقديم مسرحيات خيال علمى- بما يحمل بين ثناياه من مشاهد وعوالم سريعة بعيدة تجعلنا بحاجة إلى إمكانات خاصة لتقديمه، وألا تصبح قراءته هى المخرج الوحيد، أو لنقل تظل السينما- سينما الخيال العلمى" هى السباقة والقادرة- بما لها من امكانات- على تقديم هذا النوع من الابداع.
إن ما سبق ذكره يظل مثار الكثير من التساؤلات والاستفسارات التى لا تكاد تهدأ حتى يعاود البعض طرحها من جديد.
انتعش أدب الخيال العلمى منذ بدايات القرن العشرين، إلا أننا بالدراسة ندرك أن البدايات الأولى للخيال العلمى قد ارتبطت بالتطورات العالمية التى شهدتها الحياة الإنسانية خاصة منذ القرن السابع عشر وقيام الثورة العلمية التى اسهمت بدورها فى تبلور أدب الخيال العلمى وتمثلت فى بعض الكتابات الأدبية والابداعية التى انطلقت جميعها لتتخطى حدود هذا الكون وتفتح الآفاق إلى عوالم أخرى تساعد بدورها على إرضاء ذوق الإنسان وملاحقة تطلعاته وطموحاته واحتياجاته وآماله ومخاوفه من الغد القريب والبعيد. هذا من ناحية.
من ناحية ثانية فإن موضوعات أدب الخيال العلمى قد تطورت ولم تعد من الربع الأول من القرن العشرين مرتكزه على الأفكار التقليدية التى استمرت منذ القرن السابع عشر وصولاً إلى عام 1937 وتمثلت فى فكرتين تقليديتين هما المغامرات الكبرى ما بين الكواكب والمجرات من جهة، والاستكشافات الاسطورية من جهة أخرى وبرزت مواضيع جديدة: المتغيرون بالطغرات، وهو شكل معدل بالبنيات العلمية لفكرة الإنسان الفائق (السوبر مان)، ورحلة الفضاء وتصورها لا بالنسبة إلى مبتغاها، وإنما لما تطرحه من مشاكل (التكيف والإمكانات التقنية حتى البسيطة) واللقاء بين الكائنات البشرية وكائنات غير أرضية، واستكشاف الزمن" .
كل هذا يؤكد استمرار تطور أدب الخيال العلمى منذ أن ظهر اهتمام الكتاب والمبدعين به منذ القرن السابع عشر، إذ حدث تطور فى موضوعاته وطرق تناولها من قبل المبدعين الأمر الذى جعل الاهتمام به يزداد من قبل الدارسين والقراء. إن مبتكرى الخيال العلمى لا ينسون الدور الذى أسهم به "دارون" فى مجال الأدب بشكل عام، إذ نادى بضرورة التطور الذى شمل المجتمعات والإنسان نفسه، فكلهم "مدعوون للتغيير، ومن الطبيعى محاولة التنبؤ بإتجاه هذا التطور ومن هنا بدا المظهر التنبوئى الذى اتخذه الخيال العلمى سريعاً ".
إن كثيراً من الدارسين قد يربط بين كافة الإبداعات الأدبية وبين ما اصطلح على تسميته بأدب الخيال العلمى، منطلقين فى ذلك كله من أن الخيال سمة أساسية فى الإبداع منذ أن ارتبط الابداع بالإنسان الأول فإن الخيال هو الذى حرك مداركه وبلور نتاجه غير أننا نقول إن المبدعين الأوائل من كتاب وشعراء اليونان قد اهتموا بالخيال من خلال مسرحياتهم المعتمدة بطبيعة الحال على الأساطير، كما اهتم نقاد ومفكرو الحضارة اليونانية- سقراط- أفلاطون- ارسطو بملكة الخيال. إلا أن الأغريق "كانوا أقرب إلى المبدأ الذى يتخذ من الحياة مواقفها التى تقنع العقل، ويتناول جوهريات الحياة وكلياتها الدائمة الثابتة فى كل بيئة وكل زمان حتى تكون فى متناول ادراك كل العقول" وعليه نستطيع القول أن نظرية الخيال قد عرفت عند اليونان وإن نادوا بالحقيقة فيما يتناولون من ابداع، مما ترتب عليه تضاؤل قيمتها.
قلل انصار المدرسة الكلاسيكية والنيوكلاسيكية من قيمة الخيال وأعلوا من قيمة العقل وأدراك الحقيقة، على أن "النظرة إلى الخيال قد بدأت تتغير من أواخر القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، وذلك بعد أن تزايد الاهتمام بالعاطفة عند النقاد وبعد أن أدركوا أهمية هذا العنصر فى الشعر"
إن الخيال العلمى الذى ظهر فى أعمال كتاب الأدب بشكل عام منذ القرن السابع عشر قد أثار جدلاً كثيراً حول المفاهيم التى قدمها مما ترتب عليه تضارب واختلاف حول تعريف هذا الأدب وهنا اعرض للآراء التى قيلت فى تعريفه.
تحدث يوسف الشارونى وعرف الخيال العلمى بقوله "يمكن القول أن الخيال العلمى نوع من المصالحة بين الأدب والعلم اللذين يعتقد الكثيرون أن ثمة تعارضاً بينهما. فأحدهما يقوم على الخيال، بينما الآخر لا يقوم إلا على أساس التجربة واستقراء الواقع والانتهاء من ذلك كله، إلى قوانين محددة، بل إلى صيغ رياضية كلما أمكن ذلك .
وعليه نستطيع أن نحدد بداية أن التعريف يركز على المصالحة بين الأدب والعلم على اعتبار أن التطورات العلمية التى حدثت منذ القرن السابع عشر لم ينفصل عنها الأدب وانعكست على الابداعات الأدبية والفنية بشكل عام. وهو ما يؤكد قدرة الأثنين على التلاقى من أجل تحقيق متطلبات القارئ التى قد تنحصر فى التبشير بغد أفضل أو بالاعراب عن مخاوف الإنسان من المستقبل القريب.
إن تعريف الدكتور يوسف عز الدين عيسى الذى يطرحه يأتى متفقاً أيضاً مع التعريف السابق الذى يؤكد أن "الأدب العلمى" أو "قصص الخيال العلمى اسم يطلق على الأعمال القصصية التى يمتزج فيها العلم بالخيال.. وهولون جديد من ألوان الأدب ينسج فيها الخيال رواية أو قصة قصية أو دراما يكون العلم هو المحور الذى تتحرك حوله الأحداث. ثم يعود فى موضع آخر فيقول أن الرواية العلمية ذات المستوى الرفيع. فى رأيه، هى تلك التى تتضمن موضوعاً ذا أهمية يستخدم الخيال العلمى كوسيلة لعرضه، وليست مجموعة من المغامرات الخيالية أو الأحداث المشوقة التى لا تهدف إلى غير التسلية دون أن يقول لنا المؤلف من خلالها شيئاً ذا قيمة أو يقدم لنا فكراً جديداً بالتأمل والاعجاب"
إن التعريف السابق يضيف إلى التعريف الأول ما يؤكد أن ابداعات الخيال العلمى كلها لا تشكل هدفاً إلى التسلية بما تقدم من احداث مشوقة أو مغامرات خيالية، بل أنها تتخلص هذه المرحلة لتعد نوعاً من الابداع يسعى المؤلف من خلاله أن يجعلنا نفكر ونتأمل ونتوقع ما سوف يحدث فى الغد القريب أو البعيد أو ما كان يجرى فى عقول المبدعين والعلماء فى الماضى البعيد والقريب وأصبح اليوم واقعاً ملموساً، وعليه نستطيع القول أن أدب الخيال العلمى يدرب القارئ والمشاهد على التنبوء بما هو متوقع وغير متوقع من أحداث، ويعاونه على مواجهة التغيير فى المستقبل وهو ما سيختلف عن الحاضر بالتأكيد.
أما تعريف الدكتور مجرى وهبه فيرى أن "الخيال العلمى هو ذلك النوع من الأدب الروائى الذى يعالج بطريقة خيالية استجابة الإنسان لكل تقدم فى العلم والتكنولوجيا سواء فى المستقبل القريب أو البعيد، كما يجسد تأملات الإنسان فى احتمالات وجود حياة فى الاجرام السماوية الأخرى" وهذا التعريف محدود ويظل يدور فى فلك التعريفات السابقة إلا أنه ينقلنا إلى نقطة هامة مؤداها أن هناك فارقاً بين أدب الخيال العلمى وأدب الخيال الجامح (الفانتازيا) Science Fiction – fantasy ذلك أن الفانتازيا شكل فنى وأدبى يعتمد كلية على الخيال المنطلق بلا حدود دون التقيد بأية قوانين معروفة أو منطلق عقلى فهو نوع من الأدب ينطبق عليه قول أدب الخيال اللاواقعى حيث يجرى "تجاهل قيم الوجود الثابتة من أجل خيال غير محدود" وهو ما يختلف عن أدب الخيال العلمى الواقعى الذى ينطلق من العالم الواقعى بغية تحقيق مستقبل بديل وفى كل الأحوال يرتبط هذا الابداع كما قلنا بالواقع ويعتمد فقط فى التطور المنطقى على الخيال العلمى.
وفى هذا الصدد يعرف الدكتور ابراهيم حمادة المسرحية الفانتازية "الخيالية" Fantasy play بقوله "يقوم موضوع المسرحية الفنتزية على سرحة الخيال إلى عوالم وهمية لا تشكل الواقع، ولربما تجاوز السرحان فيها نفسه إلى آفاق الغيبات البعيدة وما فوق الظواهر الطبيعية. ومسرحية (الطائر الازرق-1908) "لميترلنك" يمكن أن تمثل الفنتزة. وقد تستخدم المسرحية الفنتزية نظريات فى العلوم الطبيعية لم تكتشف بعد، كما يحدث- عادة- فى المسرحيات العلمية، كما يمكن تحميلها مدلولات ترمز إلى واقع سياسى، أو اخلاقى، أو دينى"
إن التعريف السابق للخيال يقرن المسرحية- بعد أن يجعلها تنطلق من عوالم وهمية إلى أفاق بعيدة عن الواقع- بالعلم مقرباً بينها وبين المسرحية العلمية أو مسرح الخيال العلمى مفرقاً بين الاثنين وهو ما يتفق مع ما ذكره محمود قاسم فى تعريفه للخيال الجامح "أى الفانتازيا".
أما حسن حسين ذكرى فيعرف الخيال العلمى فى مقدمة ترجمته كتاب آفاق أدب الخيال العلمى بأنه أهم الاجناس الأدبية المعاصرة شأناً وأوثقها ارتباطاً بحياة البشر، بتوقعاته، بنوعية الحياة فى المستقبل، نتيجة للتقدمات العلمية والتكنولوجية الهائلة. وقد احتل الآن مكانته اللائقة به، ولم يعد ينظر إليه بعد على أنه جنس أدبى قوامه ملابس رواد الفضاء الغريبة البراقة، ومسدسات أشعة الليزر، بل إلى آفاق اهتمامه بمصير الجنس البشرى وإلى الدور الذى يقوم به كندير بما فى تقديمات العلم والتكنولوجيا من أخطار تهدد مستقبل الإنسانية، وما فيها من خير على المدى القريب أو البعيد.
إذن فأدب الخيال العلمى أدب تأمل نظرى استقرائى يتناول ما يمكن أن يحدث معتمداً على فرضيات وتقديرات وكما سبق أن أشرنا لا يختلف هذا التعريف مع ما سبقه من تعريفات وإن كان هذا التعريف يركز على كون هذا الأدب أصبح من أهم الأجناس الأدبية المعاصرة" .
أما جيمس جن فيتحدث عن الخيال العلمى ومسيرة أدبه فيعرفه بقوله أن "أدب الخيال العلمى هو الفرع من الأدب الذى يتعامل مع تأثير التعبير فى الناس فى عالم الواقع، ويستطيع أن يعطى فكرة صحيحة عن الماضى والمستقبل والاماكن القاصية. وغالباً ما يشغل نفسه بالتغيير العلمى أو التكنولوجى، وعادة ما يشمل أموراً ذات أهمية أعظم من الفرد أو المجتمع المحلى، وفى أغلب الأحوال، تكون فيه الحضارة أو الجنس نفسه معرضاً لحظر" .
إن التعريف السابق يركز على قدرة هذا الأدب على إحداث التغيير فى الناس مرتبطاً بالواقع معتمداً فى ذلك على استخدام التطورات العلمية التكنولوجية التى لا تركز بطبيعة الحال على قضايا فردية أو محلية بل تشمل الإنسانية ككل هذا هو الجديد فى هذا التعريف إنه تخطى التعريف المباشر السطحى لربط الأدب بالعلم.
يقدم داركوسوفن تعريفاً آخر لأدب الخيال العلمى غير أنه يربط بين أدب الخيال العلمى وبين نظرية التغريب (الإغتراب) التى شغلت رواد الشكلية الروسية ورائد المسرح الملحمى بروتولد بريشت فيقول "يكون أدب الخيال العلمى جنساً أدبياً من مستلزماته واشتراطاته الوافية بالفرض وجود الاغتراب والمعرفة وتفاعلهما، ومن أدواته الشكلية الأساسية وجود الإطار الخيالى البديل لبيئة المؤلف التجريبية" .
إن داركوسوفن عندما ركز على عنصر الاغتراب قصد به خلق حالة من حالات الانفصال بين ما نقرأه أو نشاهده من هذا الابداع واضعين فى الاعتبار حالة إعمال العقل حتى نستطيع أن ننفصل عنه زمنياً وبالتالى لا تنفعل معه عاطفياً فنستطيع مع المؤلف الوصول إلى استشراق وتبشير بمستقبل أفضل أو تخدير من مغبة التقدم العلمى على الإنسان.
إن الخيال العلمى بذلك يمثل الشكل الطبيعى لمثيولوجيا عصرنا أو كما قال وليم بوروغس أنه يرى فيه "مثيولوجيا عصر الفضاء" أى أن الرأى السابق يقارب بينه وبين المثيولوجيا الاغريقية أو الرومانية أو الفرعونية التى كانت تمثل ضمير الأمة والمتنفس الوحيد للتعبير عن عجز الإنسان أمام القوى الغيبية، لذا باتت الاساطير المخرج الوحيد ليعبر الإنسان عن طموحاته ومخاوفه وتطلعاته إلى الغد البعيد أو القريب، وهو ما جعل بعض الدارسين يرون فى الخيال العلمى فى القرن العشرين معادلاً للأساطير القديمة.
كثرت التعريفات التى طرحها الكثير من الكتاب والمبدعين حول تعريفهم لمصطلح "أدب الخيال العلمى" وبرغم تعدد هذه التعريفات إلا أنه من الصعب أن نقدم تعريفاً واحداً جامعاً مانعاً ولعل السبب فى ذلك يرجع إلى تراجع مسألة تحديد تعريف واحد خاصة فى مجال الأدب وذلك بسبب امتزاج هذا النوع واختلاطه بأشكال أخرى وانبثاق أنواع أخرى عنه كأدب الخيال السياسى، وأدب الفنتازيا العلمى وأدب الظواهر العلمية الخفية كل هذا يباعد بيننا وبين تحديد تعريف جامع شامل يتضمن كافة الآراء السابقة التى طرحناها.
أهمية أدب الخيال العلمى وأهدافه
تأتى أهمية أدب الخيال العملى من منطلق ارتباطه بالتطورات العلمية المتلاحقة التى يشهدها الإنسان منذ القرن السابع عشر ومن هنا تبلورت أهميته- وكما يرى رؤوف وصفى" يهتم كتاب الخيال العلمى بالمشاكل التى يواجهها العالم الآن مثل التلوث والحرب الذرية والتضخم السكانى والتكنولوجيا الشاردة وتقييد الفكر وغيرها من أنواع التهديد التى تواجه البشر كمفاجآت مروعة" .
إن الخيال العلمى فى القرن العشرين يسعى من أجل إقامة جسور التواصل بين التطورات العلمية وبين الفنون بشكل عام مما لا يحدث حالة من حالات الانفصال بين العلم والفن، بل يقرب ويوجد بينهما من أجل خدمة البشرية وبذلك ينجح أدب الخيال العلمى فى أن "يدرب قارئيه على التنبؤ بما هو غير متوقع، ويعاونهم على مواجهة التغيير والمستقبل اللذين سيختلفان عن الحاضر بالتأكيد" كل هذا جعل لأدب الخيال العلمى مكانة بين الإبداعات الأدبية المعاصرة. إن أدب الخيال العلمى قد تزايدت أهميته منذ بدايات القرن العشرين والدليل على ذلك أن "ثمة دلالات قوية على أن درجة رواجه قد ارتفعت ارتفاعاً كبيراً فى الأمم الصناعية الكبرى خلال المائة سنة الأخيرة، بغض النظر عن موجات التذبذب المحلية قصيرة المدى"
إن أهداف أدب الخيال العلمى تتعدد بتعدد أنواعه وذلك لأن البعض يرى فى الأدب هدفاً تعليمياً صرفاً، بينما يرى البعض الآخر فيه متعة وتسلية حسية، وفريق ثالث يرى المتعة العقلية، على حين يرى فريق رابع أهدافاً أخرى غيره هذه قد تتمثل فى كونه أدب وحسب لا نتوقع منه أكثر من قتل أوقات الفراغ ولكن ما هى أهداف أدب الخيال العلمى؟
يرى رؤوف وصفى أنه يهدف إلى إلى "عرض الحقيقة العلمية، بأمانة وصدق وبنظرة مستقبلية وإن تغلفت بغلاف له تألق وبريق القصة، وهو يعالج أيضاً الأفكار الاجتماعية والعلمية بشكلها الصرف الخالص. وليس من هدف أدباء الخيال العلمى التنبؤ بالمستقبل، بل أنه يقوم بشىء أهم من ذلك بكثيرة، فهو بكثيرة فهو يحاول أن يصور لنا المستقبل الممكن"(19).
إن استشراف المستقبل أمر تحقق فى مجال الإبداع المرتبط بالعلم ذلك أن أدب الخيال العلمى قد اقتحم مجال الشعر كما تمثل هذا فى ابداعات الشاعر الانجليزى وليم وردزورك الذى استشرق "آفاق المستقبل منذ قرنين من الزمان تقريباً، واستلهم بعض ما سيفعله العلم حتى فى مجال "الإنسان الآلى" الذى هو الآن حقيقة واقعة" .
اختلفت الآراء فيما يتعلق بقيمة التنبؤ المقصودة كهدف من أهداف أدب الخيال العلمى ذلك أن البعض يرى أن أعمال مبدعى أدب الخيال العلمى ترتكز بشكل أساسى على كونها أعمالاً تنبوئية تأملية لما يمكن أن يحدث فى المستقبل القريب أو البعيد غير أن "التنبؤ المقصود فى أدب الخيال العلمى ديناميكى متحرك دوماً، يقوم على أساس التغيرات، ففيه يتميز الكاتب بقدرة كبيرة على التخيل مع وجود خلفية علمية كبيرة لدى كتابها. وسوف نرى أن أغلب أدباء النوع المعاصرين قادمون من مختبرات المعامل. ورغم امتهانهم لأدب الخيال العلمى فإنهم لم يتركوا قط مختبراتهم" .
إن الصفة المميزة لكاتب الخيال العلمى هى اهتمامه بالإنسان إذ ينصب جل اهتمام كتاب الخيال العلمى على الإنسان ظروفه، مخاوفه، تطلعاته وهو فى كل هذا يسعى لكى يعبر عما يدور داخل عقول من حوله حتى ولو لم تتحقق بعد هذه المخاوف وإن كان ذلك محتملاً فى المستقبل القريب، وهو ما حدث مع الكاتب الأمريكى كارتميل الذى كتب قصة بعنوان "الموعد النهائى" عام 1944 وهى قصة عن قنبلة. كذلك ما اثاره نهاد شريف نفسه فى مجموعته القصصية القصيرة المسماه "الماسات الزيتونية" بخياله الرائع كى يتصور علمياً علاجاً أمثل لأمراض الكلى وبالفعل وجدنا العلم يتطور ليصلوا إلى علاج- ولو مرحلى- لمرض الكلى.
يرى آرثر كلارك أنه "لخطأ فادح لأن ينسب لأدب الخيال العلمى دور تنبوئى ما، فليس بإمكان هذا الأدب فعل شىء ما بالنسبة للتنبؤ بالمستقبل، فرسالة أدب الخيال العلمى ووظيفته تتحدان فى تنمية مخيلات الناس وتعليمهم ومنحهم القدرة على التفكير بالمستقبل، ويبقى أدب الخيال العلمى فى معظم الاحوال وسيلة لإثراء خيال الإنسان ومنحه المزيد من الاطلاع على آفاق المستقبل لإغراقه بفيض من المعارف والمعلومات عن هذا المستقبل" .
غير أننى لا أتفق مع الرأى السابق وأرى أن الأدب بطبيعته لا يقتصر دوره على كونه إبداعاً وقتياً ولحظياً، بل من الممكن أن يعد الأدب بشكل عام وأدب الخيال العلمى بشكل خاص أدباً يناقش قضايا مستقبلية ويوجه انظار القارئ إلى جوانب هذه المشكلة ويوحى ببعض التوقعات التى تصبح فى الغد حقائق واقعة، وهذا ما حدث كثيراً فى أدب هذا النوع فيما يتعلق ببعض الأسلحة النووية وبعض المخترعات. حتى فى مجال الطب التى أصبحت اليوم حقائق واقعة فمثلا تحدث اولدس هكسلى العالم الطريف "عن توليد الاطفال فى أنابيب المعامل الكيماوية، كذلك ما جاء فى قصص الف ليلة وليلة خاصة قصة "عبد الله البرى وعبد الله البحرى" من وصف أخاذ لمملكة البحار وما يزخر به قاع البحر من عجائب وخيرات وكلها حقائق اكتشفها العلم الحديث.
تاريخ أدب الخيال العلمى
إن أدب الخيال الذى عرفناه منذ بدايات الابداع من قبل شعراء ومفكرى اليونان أمر بحاجة إلى تحديد وتدقيق ذلك أنه من الصعب أن تعد ابداعات أرسطو فانيس فى مسرحيته "الطيور" وكتب أفلاطون منها "الجمهورية المثالية" "هذه النوعية من الابداعات وما تلتها من ابداعات "سير توماس مور" ورحلات "سويفت" وكبلر. فى رواياته التى تحدث فيها عن رحلة إلى القمر- قصة الحلم نشرت بعد وفاته 1634- لا يمكن أن تعد إلا نوعاً من الأعمال الأدبية- القصصية كانت أم المسرحية- أم الروائية- الساعية إلى تحقيق اليوتوبيا المثالية على الأرض وهى لا تفتقد بطبيعة الحال لجوانب العلم والتكنولوجيا لذا فهى ابداعات تصور سعى الانسان لبناء مجتمع أفضل تسوده السعادة.
إن ازدهار العلم والتكنولوجيا وقيام الثورة الصناعية كلها عوامل ساعدت على تبلور وازدهار أدب الخيال العلمى ذلك أن القرن السابع عشر شهد استخدام العلم لصياغة أول رواية علمية كتبها "سيرانودى برجراك" بعنوان "رحلات إلى دول وامبراطوريات القمر والشمس "عام 1643.
أما ثانى رواية علمية كتبها الفرنسى "فونتنل" (1657-1757) الذى يعد "أول كاتب لأدب الخيال العلمى بحق ومن أهم رواياته "لقاءات فى قمة العالم" التى نشرها عام 1686 الذى أكد فيها أن هناك حياة فوق سطح القمر والكواكب الأخرى" .
إن فونتنل يتخطى هنا المعنى والمفهوم التقليدى لأدب الخيال فهو يطرح من خلال رواياته بعض الأفكار العلمية التى أصبحت بعد ذلك حقائق قائمة تجعلنا نعتقد أن مثل هؤلاء الكتاب قد نجحوا فى تحقيق ما طرحه العلماء وتحقق فى القرن العشرين. توالت الكتابات المرتبطة بالخيال العلمى بعد ذلك وصولاً إلى الأمريكى ادجار آلان بو (1809-1849) أحد أدباء الخيال العلمى الذى كتب بعض أعماله مثل قصة يوريكا"(25) ورحلات "بو" الخيالية، ثم ظهرت رواية مارى شيللى (1797-1851) "فرانكنشتاين" أو "بروميثوس الحديث" 1818، ورواية "الإنسان الأخير" 1826، وقصة "لودور Lodare" 1835 وغيرها من اعماله ورحلاته الخيالية الغريبة.
إن أدب الخيال العلمى لم يقتصر على الرواية، والقصة، والدراما بل ظهر أيضا فى أعمال بعض الشعراء- كما سبق القول- وعلى رأسهم شاعرا انجلترا الشهير "وليم روردزورث" (1770-1850) الذى ضمن مجموعته الشعرية الشهيرة مقدمة عن الخيال العلمى فى كتابه المسمى (قصص شعرية غنائية شعبية) "Lyrical Ballads".
جول فيرن وويلز وآخرين مبتكروا أدب الخيال
العلمى فى القرن العشرين
يعد "فيرن" Jules Verne (1828-1905) "وويلز H.G.Wells (1866-1946) من أهم كتاب أدب الخيال العلمى" لدرجة أن "ولز" يعد هو الأدب الحقيقى لأدب الخيال العلمى.
كتب "فيرن" العديد من الروايات التى تدور فى ميدان الخيال العلمى من أهمها "من الأرض إلى القمر" وخمسة أسابيع فى بالون" و "عشرون ألف فرسخ تحت البحار"، "وحول القمر"، "والجزيرة الغامضة"، "والشعاع الاخضر".
أما ويلز فقد جاءت أعماله القصصية مختلفة إلى حد كبير عن جول فيرن، ذلك أن روايات فيرن "مجرد مغامرات تنبأ فيها ببعض المخترعات ولا شىء غير ذلك، ولذا فلقد اعتبره بعض النقاد مؤلفاً للأطفال. هذا بخلاف ويلز والدوس هكسلى اللذين استخدما الخيال العلمى كوسيلة لعرض أفكار معينة. وهذه فى رأى هى سمة الرواية العلمية الرفيعة المستوى. ولم يحرص ويلز أو هكسلى على ابتكار مخترعات من الممكن تحقيقها فى المستقبل، إذ أن رواياتهما العلمية من نوع الفانتازيا التى لا تهتم بالاشياء الممكنة التنفيذ أو المطابقة للواقع بقدر اهتمامها بعرض فكرة أو أفكار معينة" .
كتب ويلز عدداً من القصص أهمها "آلة الزمن"، "وجزيرة الدكتور مورو" و "الرجل الخفى"، و "حرب العوالم" "إلى جانب ويلز كتب عدد آخر من المبدعين فى الربع الأول من القرن العشرين عدداً من الأعمال المنتمية بطبيعة الحال إلى أدب الخيال العلمى، من أهم هؤلاء الكتاب نجد الدوس هكسلى (1894- ) الذى كتب عدداً من الروايات أهمها "تقابل الالحان"، "وضرير فى غزة"، و "جزيرة"، و "صيف بعد صيف" و "عالم جديد شجاع".
كما كتب راى براد بورى (1920- ) عدداً من القصص أهمها مجموعته القصصية المعنونه بعنوان "التاريخ المريخى" وكذلك مجموعته القصصية بعنوان "الكرنفال الأسود" وروايته الشهيرة "فهرنهيت 451" كما شريرا بورى عدداً من المسرحيات هى "خرجت نفير الضباب" و "عمود من نار" و "الكلايدوسكوب" ومسرحية "العداءون المنشدون".
حرص براد بورى من خلال أعماله المسرحية على تحقيق التوازن بين كون هذه المسرحيات إبداعاً فنياً بحاجة إلى مراعاة المبدع لعقول القراء وكيف يمكن تحقق الجوانب الفنية والفكرية فى العمل المرتبط بالواقع المعاش وبين كون هذه الأعمال ترتكز على الخيال العلمى الذى لابد وألا يكون كثير الشطحات محققاً المبدأ الفنى الذى يقول "إن كل ما يقع فى العمل الأدبى هو فى حقيقته واقع فعلى. ويحرص برادبورى أيضاً على أن يجسد فى أعماله ما يمكن أن يسمى بالحقيقة الخيالية التى تأخذ منطق الحقيقة لكى تشكل به الخيال الذى يملك عندئذ قوة اقناع حقيقية" .
كما استمر اهتمام الكتاب بالخيال العلمى- فى فرنسا والاتحاد السوفيتى "سابقاً"- منذ النصف الأول من القرن العشرين ولم يهجر الخيال العلمى الفرنسى بعد موت جول فيرن، بل وجدنا أسماء لكتاب آخرين فى مجال الرواية إذ كتب جوستاف لروج (G.Lerouge) وجان دلاهير (J.Dela.Hire). وكتب "لاندره موردا" و "موريس رنار" أما فى الاتحاد السوفيتى فقد ازدهر الخيال العلمى قبل بداية القرن العشرين بقليل اذ "كتب ك.أ.تسيولكوفسكى فى العام 1895 (وهو العام الذى ظهرت فيه آله استكشاف الزمن) مغامرات مستكشف صادف بين المريخ والمشترى مخلوقات حيه فى فراغ مطلق. كما أن أ. بوغدانوف فى العام 1913 فى (المهندس منّى) يتحدث عن مريخين شيوعيين.. وقد شهدت العشرينات من هذا القرن، وبتأثير جزئى من الكتاب الأوائل الكبار الخيال العلمى الامريكى (وخاصة بوروجس) تفتح الخيال العلمى السوفيتى، الذى يعالج جميع المواضيع فى آن واحد"(29).
وبرغم كثرة مبدعى أدب الخيال العلمى فى الأدب العالمى"(30) فقد اتضح لنا أن هذا الابداع قد ينال حظه من قبل الكثير من مبدعى القصة والرواية أكثر من مجال المسرح وهو ما سوف نجده يتضح أيضاً فى مجال الابداع العربى.
تلك هذه احدى اشكاليات البحث، أما الاشكاليات الثانية فتمثل فى مدى قدرة أدب الخيال العلمى خاصة فى مجال المسرح فى أن يتحقق ويتجسد عملاً مسرحياً على مستوى الشكل، ذلك أن امكانية تحقق أدب الخيال العلمى وقدرة المشاهد على مشاهدته اعتماداً على الصورة البصرية السريعة المتلاحقة يجعل أدب الخيال العلمى فى مجال المسرح يعجز ويتحول إلى اساطير وحكايات تروى أكثر من كونه عملاً مسرحياً يتجسد على خشبة المسرح وهذا هو أحد الأسباب فى تراجع أدب الخيال العلمى فى مجال المسرح.
والاشكالية الثالثة التى يثيرها روبرت سكولزو اتفق معه تتمثل فى عدم استيفاء أدب الخيال العلمى للمقاييس المفترضة خاصة فيما يتعلق بعدم قدرتهم- أى الكتاب- على فهم النظام الكونى، حتى أنهم يفتقدون أى احساس بالاختلاف بين الانفصال المتعمد، والتسلية السحرية لهيكل التنظيم الكونى. هذا إلى جانب سعى الكثير من كتاب هذا النوع إلى تقديم قصص المغامرات التقليدية" .
ازدهر أدب الخيال العلمى فى الأدب العربى عند عدد من المبدعين منذ النصف الثانى من القرن العشرين غير أن نتاج الكثير من هؤلاء المبدعين تركز فى مجال القصة الرواية والدراما الاذاعية ولم يتحقق فى مجال المسرح إلا عند عدد قليل من هؤلاء المبدعين.
إن ابداعات الدكتور يوسف عز الدين عيسى فى مجال الخيال العلمى تمثلت فى بعض الروايات التى كتبها من أهمها مجموعة الروايات التى ضمها كتاب واحد هو "نريد الحياة" هذا إلى جانب بعض أعماله الدرامية الإذاعية المنتمية إلى هذا النوع وقد لاحظ النقاد أن كتاباته تحمل كل "صفات الريادة فى هذا اللون من الأدب، فهو أدب أقرب إلى الفانتازيا منه إلى الخيال العلمى، وهو يهتم بالفكرة الفلسفية أكثر من من اهتمامه بالفكرة العلمية بحيث تكاد الأخيرة أن تصبح مجرد أداه أو وسيلة للأولى .
إن أدب الخيال العلمى العربى قد عرف عددا من أسماء الكتاب الذين نشروا أعمالهم خاصة فى مجال المسرح- مجال بحثنا- إلا أن هذا لم يمنح من ظهور مبدعين آخرين لأدب الخيال العلمى فى مجال الرواية والقصة. ذلك أن توفيق الحكيم مسرح الخيال العلمى وان كان بعض الدارسين يرون أن هذا النتاج هو خليط من الفانتازيا والخيال العلمى وان اقترب أكثر من الفانتازيا منه إلى الخيال العلمى"
مستقبل خيال العلمي العربي:
يقول نهاد شريف الرائد الحقيقي لكتاب خيال العلمي : "إننا إذا تناولنا أدبنا العربي الحديث فإننا نشهد رواجا لأ نواع شتي من القصص البوليسيو والفلسفية والتاريخية و الإجتماعية والتقليدية حتي القصص الرمزية مما يجيده كتابنا و تعرضه الآداب العالمية دون أن نرى إهتمام أولئك الكتاب – فيما عدا الندرة- بهذا النوع الحديث من الأدب ( خيال علمي) بينما يعرض عنه الناشؤن العرب وتتهرب منه وسائل الإعلام الأهلية والحكومية......."
ومع هذا هناك نجد أشعة التفائل في مكتوبات محمد نجيت التلاوي لهذا الأدب الحديث" على الرغم من التهديد بموت خيال العلمي إلا أنني أتوقع أن مطلع القرن القادم سيشهد نهضة أدب الخيال العلمي".
ورغم هده الفوائد التي يحملها هدا الأدب إلا أن نسبة القراءة في العالم العربي تبقى نسبته محدودة، ولا تحمل وزنا كما يراها القارئ الغربي،فالسؤال الذي يراودني هو كيف يمكن استقطاب القارئ العري إلى هدا الأدب؟.
يمكننا استقطاب القارئ العربي بما يلي:
1- ترجمة ونقل هذه الأعمال والكتب أولا بأول، ليستطيع القارئ أن يستوعب معطيات ومواهب هذا الأدب وقيمته في استشراف المستقبل.
2- تعليم وتدريس و تشييع أدب الخيال العلمي في المناهج الدراسية عامة وخاصة في الجامعات.
3- تشجيع الطلاب والقراء على التفكير فيما سيكون عليه المستقبل خلال الأعوام القادمة.
4- وضع بعض المسابقات الثقافية في المدارس والجامعات، لتشجيع كتابة أدب الخيال العلمي سواء في القصة أو الرواية أو المقالة.
ولاشك أن هناك طرقا يمكن بها تنمية الخيال العلمي لدى أدبائنا، ويمكن أن تشمل مايلي:
أ تشجيع الأدباء على التفكير والكتابة الإبداعية في خضم أحداث المجتمع المعاصر والمتقدم.
بحث الأدباء على القراءة في آداب اللغات الأخرى وخاصة الأدب الغربي في مجال الخيال العلمي.
ت تنظيم بعض المسابقات ورصد بعض الحوافز المادية لتشجيع كتابة أدب الخيال العلمي في جميع المجالات.
أسباب لضعف الخيال العلمي العربي:
أعرب اشرف احسان فقيه القاص والكاتب الصحفي عن أسفه لانعدام ادب الخيال العلمي في انتاج أدبنا العربي منوها الى أن معظم الردود تعزو السبب الى بطء التقدم العلمي في البلدان العربية ومجتمعاتنا ذات التكوين غير التكنولوجي
وتساءل قائلا: ان تاريخ العلوم عند العرب يظهر لنا كم كان العرب روادا في كافة الميادين العلمية، وكما كانوا خلاقين في الرياضيات وعلم الفلك والكيمياء الى آخره.. فلم الغربة اذا بين هذه الخلفية الحقيقية جدا والكتابة الادبية؟ هل نعاني شحا في الخيال؟ هل لاننا نفضل ان نروي قصصا قابلة للتصديق؟ اما لاننا رازحون تحت اثقال الواقع حد ان من الصعب علينا التفلت منها وتجاوزها؟
وابان في الامسية التي نظمها النادي الادبي بالمنطقة الشرقية مؤخرا تحت عنوان «هل للخيال العلمي العربي مستقبل» وادارها عضو مجلس ادارة النادي الادبي بالمنطقة الشرقية ورئيس لجنة النشر بالنادي الكاتب خليل الفزيع انه يمكن تفسير القطيعة الحالية بين الادب العربي والعلوم الى غياب الذهنية العلمية المنظمة والجهد والمثابرة لدى الكتاب كما تذكر الروائية المصرية صفاء النجار بسبب وجود خطأ منهجي في تربية النشء العربي ناجم عن الفصل التعسفي لمناهج الدراسة بين مواد ادبية واخرى علمية والافتقار الى المزج بين الاثنتين.وعزا القاص فقيه ضعف ادب الخيال العلمي العربي الى ثلاثة اسباب يمكن اجمالها في الآتي: ضعف حركة الترجمة في هذا المجال وبالذات لاعمال رواد القرن العشرين، وافتقار المدارس النقدية العربية لادوات وابجديات الثقافة العلمية، وغياب القوالب الفنية الملائمة لتقديم هذا الادب وسيطرة الطابع الشبابي عليه.
وقال ان التجارب الاولى في مضمار ادب الخيال العلمي العربي كانت مصرية مع توفيق الحكيم الذي جرب عملين هما «في سنة مليون» 1953م و«رحلة الى الغد» 1958م بينما شهدت الستينات بروز ادباء مختصين في هذا النوع من الادب مثل مصطفى محمود الذي كتب العنكبوت و«رجل تحت الصفر» 1967م ونهاد شريف صاحب «قاهر الزمن» 1966م.
نظرة دونية
يقول عميد الخيال العلمي العربي نهاد شريف: الدولة تعتبر الخيال العلمي أدبًا دونيًا، وقد اتضح لي ذلك الأمر جليًا عندما تم تنصيبي عضوًا باللجنة العلمية في المجلس الأعلى للثقافة. إضافة إلى أن دور النشر الخاصة لا تقبل ذلك النوع من الادب، وإن خاضت تلك التجربة الشائكة فإنها تعترض أحيانًا على أمور عديدة في النص.
مشكلة أخرى وضعها الناشر المصري محمد هاشم، هي عدم وجود قواعد معرفية يُبنى عليها أدب الخيال العلمي بالعالم العربي، ولا حتى قواعد علمية للكاتب. أي أننا نتعامل مع فن لا ندرك مقاييسه ولا مواصفاته بشكل واضح. د. طالب عمران أديب الخيال العلمي السوري الأشهر يقول: (إن أدب الخيال العلمي في الوطن العربي مغيب لقصور النقد عن ملاحقة كتابه).
يقول الناقد والأديب يوسف الشاروني الذي كتب كتابًا كاملاً عن أدب الخيال العلمي العربي: «هناك الأمية الثقافية، أضف إلى ذلك الأمية العلمية، لكن هناك كتابًا تجاوزوا ذلك. معظم النقاد يتعاملون مع هذا الأدب باعتباره درجة ثانية، وهذا تقصير وتكاسل منهم، لأنهم يجرون وراء السائد ويهملون الجديد». يرى زهير غانم من سورية أنه يوجد لدينا أدباء خيال علمي لكن ليس لدينا أدب خيال علمي؛ بسبب حداثته وطزاجته وطفولته وبداياته المتعثرة نتيجة الظروف القاهرة: التخلف والأمية وغياب البنى العقلية والبحث العلمي وتغييب الإصلاح والديمقراطية وحرية الرأي. كلام صحيح تمامًا، لكنه يعقد الأمور أكثر، فبهذا لن يكون لدينا أدب خيال علمي إلا لو صرنا قومًا آخرين!.
المراجع والمصادر:
1) شرق الأوسط 02/02/2001
2) المرسال 09/08/2014
3) موصوغة ويكبيديا
4) سعيدة خلومي: في أنفاس من أجل الثقافة (27/02/2014)
5) الأخ الأصغر: كوري دوكتورو
6) روبرت سكرنروا وآخرون: آفاق أدب الخيال العلمي ترجمة حسن حسين شكري، الهيئة المصرية العامة للكتاب مصر (د،ط) 1996
7) الخيال العام بين الخيال العلمي الأولي والخيال الأدبي وتأسيسه لثقافة طفل واعد،مكتبة نانسي - عبد الرؤوف ابة السعد’ دمياط مصر،(د،ط)،2004 .
8) التفسير العلمي للأدب: نبيل راغب ، الشركة المصرية العالمية للنشر لونجمان،ط1، 1997 ص: 364.
9)IGOR ET GRICHKA BOG DON OFF.LA SCIENCE FICTION EDITIONS SEGHERS. PARIS.COLLECTION CLEF.1976.
10) le dictionnaire du littèraire. Sous la direction de paul arom demis saint-jacques alain viala.presses universitaires de France (PUF).2002.paris.
11) نهاد شريف رائد الخيال العلمي في الأدب العربي: سارة:، مجلة الدوحة العدد110، فبراير 1985
12) أدب الخيال العلمي العربي:الراهن والمستقبل: محمد أحمد مصطفى، مجلة فصول الهيئة المصرية العامة للكتاب،العدد71،صيف خريف2007
13) أدب الخيال العلمي والاتجاهات النقدية، ترجمة، أحمد هلال يس: ايستفان سيسري، روناي مونير، مجلة فصول الهيئة المصرية العامة للكتاب، العدد71، صيف خريف .2007
14) الخيال العلمي وما بعد الحداثة: فيرونيكا هولنجر، ترجمة لعلاء الدين محمود، مجلة فصول، الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة، العدد71،2007
15) آفاق أدب الخيال العلمي والأبعاد السياسية: مها مؤيد ، جريدة الوحدة قسم عالم الأدب
16) الخيال العلمي إستراتجية سردية : محمد العبد ،مجلة فصول الهيئة المصرية العامة للكتاب، مصر، العدد71، 2007 *
17) الخيال العلمي قراءة لشعرية جنس ادبي: محمد الكردي، مجلة فصول، الهيئة المصرية العامة للكتاب،مصر العدد71،صيف خريف 2007
18) الإبداع الفني في قصص الخيال العلمي: عزة غنام، ،جامعة عين شمس،مكتبة الأنجلو المصرية، سنة 1988 ص:18..
19) La Paralittèrature. Que sais-je ALAIN MICHEL BOYER.presses universitaires de France. Paris 1 ère ED.1992.page.18.-19
20)le dictionnaire du littèraire. Sous la direction de paul arom demis saint-jacques alain viala.presses universitaires de France (PUF).2002.paris.p=56.
21) آفاق أدب الخيال العلمي: روبرت سكرنروا وآخرون ، ص:107.
22) : مها مؤيد: آفاق أدب الخيال العلمي والأبعاد السياسية، جريدة الوحدة قسم عالم الأدب
23) افاق ادب الخيال العلمي: روبرت سكرنروا واخرون ص 107
24) الحوار المتمدن- عامر هشام الصفّار
) رجل تحت الصفر25
26) الدم الأزرق
27) رجل المريخ
28) السرير العجيب:
29) الأخ الأصغر
30) الخروج دون حفظ - روث نستفولد
31) ميكروميغاس وثلاث قصص - فولتير
32) آلة الزمن - هربرت جورج ويلز
33) حرب العوالم - هربرت جورج ويلز
34) المغمورون - سكوت ويسترفيلد
35) جزيرة الدكتور مورو - هربرت جورج ويلزٍ
36) النظرية الأخيرة - آرثر كلاركوفريدريك بول
37) المتميزون - سكوت ويسترفيلد
38) الحسان - سكوت ويسترفيلد
39) هزيم الرعد
40) نيورو مانسر 1984
41) ثلاثية النمل
42) غريب في أرض غريبة
43) نوافير الجنة:
44) كوكب القردة
45) هاري بوتر
46) صومنيوم
47) رحلة إلى مركز الأرض
48) موعد مع راما
مراجع من الأنترنت:
49) محاضرة عبد الرحمن منصور منشورة على الانترنت على الرابط:
52) الخيال العلمى فى المسرح العربي: أ.د أحمد صقر
53) الخيال العلمى فى الأدب العربى المعاصر: يوسف الشارونى
54) صحيفة (عكاظ)- : منى باوزير (الدمام)
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
Post Top Ad
Your Ad Spot
Author Details
Ut wisi enim ad minim veniam, quis nostrud exerci tation ullamcorper suscipit lobortis nisl ut aliquip ex ea commodo consequat. Duis autem vel eum iriure dolor in hendrerit in vulputate velit esse molestie consequat.
No comments:
Post a Comment