world best Arabic site. Wherever you may be, and whatever you find yourself doing—walking, driving, flying, cooking—steal a moment and listen to the new Library of Arabic Literature podcasts, which feature conversations with our LAL Fellows as they discuss their upcoming projects.

Subscribe Us

Breaking

Post Top Ad

Your Ad Spot

Friday, January 29, 2016

بصمات كامل كيلاني في إثراء قصص الشعرية إعداد: عبد القادر سعد محمد الباحث للدكتوراه في جامعة آسام، سيلتشار، الهند


بصمات كامل كيلاني في  إثراء قصص الشعرية






مداخلة لمؤتمر الدولي 1
                                                              حول         
نشأة وتطور أدب الأطفال في اللغة العربية








قسم اللغةالعربية وآدابها
جامعة كيرلا، الهند








إعداد:
عبد القادر سعد محمد
الباحث للدكتوراه في جامعة آسام، سيلتشار، الهند








كامل كيلاني في مجال القصص الشعري
أدب الأطفال فن مهم يلعب دورا هاما في تشكيل كيفية تفكير الطفل وخياله وعقيدته. هو أدب الطفولة أو أدب مرحلة الطفولة أحد الأنواع الأدبية المتجددة في الآداب الإنسانية، فالطفولة هي الغرس المأمول لبناء مستقبل الأمة. والأطفال هم ثروة الحاضرة وعُدَّةُ المستقبل في أي مجتمع يخطط لبناء الإنسان الذي يعمر به الأرض. والأطفال هم ريحانة الحياة وبهجة الحياة ومتعة النفس. يقول الله – عز وجل – في كتابه الكريم: «اَلْـمَالُ وَالْبَنُوْنَ زِيْنَةُ الْحَيٰوةِ الدُّنْيَا، وَالْبٰقِيٰتُ الصّٰلِحٰتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَّ خَيْرٌ أَمَلاً» فالأموال والأولاد هما الثروة في جانبها المادي والبشري، وعلى هذين الأمرين تقوم الحياة، ويعمر الكون وتدور بواسطتهما عجلات التاريخ الإنساني.وله أنواع عديدة في المنطوقة أو المسموعة أو المرثية فمن نتائجها القصة ، الحكاية، المسرحية، المغامرة، غناء والنشيدة، القصة  التاريخية أو التهذيبية أو البطولات وما إليها من الأنواع المنقسمة.
كامل كيلاني إبراهيم كيلاني  يعرف أبا للأدب الأطفال فقد أنتج أكثرمن 250 مؤلفات للأطفال من الحكايات والقصص النثري والشعري والروايات والقصائد وما إليها.
فمن أبرز أقسام القصص للكيلاني قصص الشعرية فقد ألف أكثر من خمسين قصصا شعريا فمن أهمها:
النور الألهي ، مصر ، الطفل والقراءة ، العام السادس ، الصغير الكبير ، لا أحد، الوقت، الظل، أغنية المهد ، أسرة السناجب ، البرتقالة وقشرها

ولادته ونشأته
ولد كامل كيلاني إبراهيم كيلاني كاتب أديب مصري اشتهر بأعماله الموجهة للأطفال في القلعة بالقاهرة عام ١٨٩٧م،  كفى له فخرا تسميته برائد أدب الطفل ترجمت قصصه إلى عديد من للغات. أتمَّ حفظ القرآن الكريم في صغره، والتحق بمدرسة أم عباس الابتدائية، ثم انتقل إلى مدرسة القاهرة الثانوية، وانتسب بعدها إلى الجامعة المصرية القديمة سنة ١٩١٧م و حصل على ليسانس الآداب قسم الغة الإنجليزية ، وعمل كيلاني أيضًا موظفًا حكوميًّا بوزارة الأوقاف مدة اثنين وثلاثين عامًا ترقى خلالها حتى وصل إلى منصب سكرتير مجلس الأوقاف الأعلى، كما كان سكرتيرًا لرابطة الأدب العربي، ورئيسًا لكل من «جريدة الرجاء» و«نادي التمثيل الحديث» وكان يمتهن الصحافة ويشتغل بالأدب والفنون إلى جانب ذلك
اعتمد كيلاني منهجًا متميزًا وأسلوبًا عبقريًّا في كتابته لأدب الأطفال، حيث كان يصر بضرورة التركيز على الفصحى لعدم إحداث قطيعة ثقافية مع الذات التاريخية، كما كان يمزج بين المنهج التربوي والتعليمي، فكان حريصًا على إبراز الجانب الأخلاقي والمعياري في أعماله القصصية، بالإضافة إلى أن أساس المعرفة عنده هو المعرفة المقارنة، فلم يغرق الأطفال بالأدب الغربي باعتباره أدبًا عالميًّا، بل كانت أعماله كرنفالًا تشارك فيه ألوان ثقافية عديدة، فكان منها ما ينتمي للأدب الفارسي، والصيني، والهندي، والغربي، والعربي، وتمثلت مصادره في الأساطير والأدب العالمي والأدب الشعبي.  
                                                                    
قصصه الشعرية:
في عام 1927 اهتم كيلاني بالأدب الأطفال وأنشأ لذلك الغرض مكتبة الأطفال وأصدر قصته الأولى "السندباد البحري" ثم اتبعها بقصص أخرى وكان يعتني لغة القصة وبهجتها القويم وجانبها الأخلاقي. وكان أكثر مصادرها الأساطير والادب العالمى أو الشعبي أو الإسلامي.
نَظَمَ الشعر، فكانت القصائد والأبيات الشعرية كثيرًا ما تتخلل ثنايا أعماله القصصية، وكان حريصًا على أن ينمِّي من خلالها ملكة التذوق الفني إلى جانب الإلمام المعرفي عند الطفل، كما كان يوجه من خلالها الطفل إلى الصفات الحميدة، والخصال النبيلة، والسلوك الحسن، وقد حرص أن يتم ذلك بشكل ضمني، وألا يظهر نصه صراحة بمظهر النص الوعظي أو الخطابي.
الأعمال الشعرية لكامل الكيلاني:   
كان يحفظ الكثير من الشعر العربي، إضافة إلى الروائع الأدبية والحكم والأمثال، وحصيلة غير محدودة من الفكاهات والأساطير.له قصائد ومقطوعات في الغزل والوصف والصور النفسية، وعدد من القصائد الوطنية. وللكيلاني ديوان بعنوان (ديوان كامل كيلاني للأطفال) - إعداد ودراسة -: عبد التواب يوسف."حرص الأستاذ عبد التواب على إيراد بعض قصائد كيلاني خط يده في نهاية الديوان حتى يقطع الشك باليقين حول شاعرية كامل كيلاني، وصدر الديوان بأبيات" يقول فيها:
   " وكنــتَ إماما للعشـــــيرة تنتــهي       إليك إذا ضاقت بأمر صـدورها                                                  فـــــلا تــجزعـن من سـيرة أنــت ســــــرتها    فأول راضٍ سنة: مـــن يسـيرها"
وفي الديوان يقول كامل كيلاني في قصيدة بعنوان "لاأحد":
شخصٌ غريبٌ تسمعون دائما به...وإن لم يرهُ منكم أَحَدْ
ولست أدري أبدًا ماشكلُهُ... وكم له من معجزاتٍ لاتُعَدّ
 
أممهُ، فـهو شهيرٌ عندكم...تعرفه كل فتاةٍ وولدْ
فـإن سألـتُمْ: مـا اسمـــُه؟...فــهـــــو يـســـمَّى: لا أحَدْ
ويختم الديوان بأبيات يقول فيها كامل كيلاني:   
  "إن الشجاعة وحدها         فيها من السحر العجب        
            نــلـت النـجـــاح بفضلها         وبلغـتَ غــايـات الأرب"
   بالإضافة إلى ما سبق له قصائد نشرت في مجلة أبولو، منها: (من يعنيني)- سبتمبر 1932م، (سوف أنساك) - مايو1933م. (شاعر مخبول يصف الحب) - مايو1933م، وقصائد تحت عنوان (شعر الأطفال) بعضها مترجم، نشرت في أعداد متفرقة من المجلة.
حرص كامل كيلاني في بعض قصصه على وضع مقدمات متنوعة (*)؛ يشرح فيها جوانب أساسية تتعلق بمضمون القصة نفسها، أو السلسلة التي تتضمنها، أو يتحدث عن رؤيته لفن الكتابة للأطفال، ومنهجه في ذلك، وأي دارس للكيلاني وأدبه ومنهجه لا يستطيع تجاوز هذه المقدمات لأهميتها الشديدة في كشف فكر المؤلف ودوافع التأليف عنده ..، كونها نتاج خبرته، يكتبها بنفسه، وهو الأقدر على الإفصاح عما يريد من أدب الأطفال، وبخاصة أنه التزم بوضع مقدمات، على خلاف كثير من الأدباء الذين يكتبون للأطفال، ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة بعد الاطلاع على نماذج عشوائية لقصص الأطفال العربية والأجنبية، حيث يندر وجود مقدمات فيها، وقد تصل النسبة إلى حدِّها الأدنى، لأسباب تتمحور حول أن الطفل يسعى لقراءة القصة مباشرة دون الوقوف عند هذه المقدمات، وفيما نجد مقدمات تتوجه إلى الراشدين، نرى الكيلاني يوجه خطابه للطفل؛ فيكرر العبارات التالية: أيها الطفل العزيز، أيها الصبي العزيز، ولدي مصطفى، أيها القارئ الصغير، ولدي رشاد
وفي كل مقدماته، يوجه كامل كيلاني خطابه مباشرة إمّا إلى ابنه مصطفى أو ابنه رشاد أو إلى طفل مفترض، ويحرص على أن يكون رقيقاً في ألفاظه، رفيقاً في تعبيراته، مفسراً لكلمات جديدة يرى أنها تحمل غموضاً أو أنها لا تتناسب مع قدراته اللغوية، فيشرحها بكلمات بسيطة، لأنه كما يقول: "حريص على تسهيل القراءة ليبهج القارئ ويمتعه من غير عناء"
وتمتاز مطالع المقدمات بأسلوب مباشر يستهدف جذب اهتمام الطفل، ودفعه لقراءة المقدمة قبل قراءة القصة نفسها، وتمتاز أيضاً بنوع من التحفيز المثير لعواطف الطفل وحواسه الإدراكية الواعية، فيقول مثلاً: هذه مجموعة مختارة - قرأت الرحلتين- أنت تحب القصص - شد ما آلمني وأحزنني) - يسرني أن أهدي إليك- لقد أعجبك هذا اللون المشرق- حديثي إليك في هذه المقدمة حديث طويل.
ويوزع المؤلف أهدافه التربوية البنائية والأسلوبية في كل المقدمات التي وضعها في مجموعة من قصصه للأطفال، ويمكن تصنيفها في منظومة متكاملة من الأهداف، متفرقة في شكلها متحدة في مضمونها، وذلك على النحو الآتي:
الأغاني والشعر:
يرى بعض الباحثين أن الأغنية هي لغة الطفل منذ المرحلة الأولى في حياته، ولها أهمية كبيرة في إشباع الميل الفطري لدى الأطفال إلى الإنشاد والتغني، ومن خلالها يستطيع الشاعر توصيل أصعب المعلومات والحقائق وأنبل المثل والقيم، وتحبيب العلم والتعليم إليهم، وفي تعويد آذانهم سماع اللغة الصحيحة، وتطويع ألسنتهم وتنمية حصيلتهم من مفرداتها وتراكيبها السليمة
وقد أدرك الكيلاني أهمية الأغاني والأناشيد والأشعار للأطفال فملأ بها قصصه، والأغاني التي وردت في سياق هذه القصص تعتبر جزءاً منها، لا يمكن نزعها من القصة، كما إنها لا تفهم إلا في السياق الذي وردت فيه. وقد جاء في مجموعة "شكسبير"(13) أغنية ونشيداً موزعة على الجدول التالي:
القصة
عدد الأغاني
عدد الأبيات
العاصفة
2
22
تاجر البندقية
1
6
يوليوس قيصر
3
29
الملك لير
7
57
المجموع
13
114
ونلاحظ من خلال الجدول السابق وجود تفاوت كبير بالأرقام ما بين قصة وأخرى، دون أن يظهر سبب واضح في سلوك هذا المنهج.
في قصة "العاصفة"، ذكر المؤلف أغنيتين، على لسان الجن "آريل"، الأولى استخدمها لاستدراج "فردنند"، والثانية أنشدها عندما أطلق "برسبيرو" حريته.
يقول مطلع النشيد الأول وهو من تسعة أبيات
أبـوك  يـا فـردنند           قد مات وهو غريق
طـواه بحـرٌ  خَضَمٌ           نائي الشطوط عميق
والبحـر – منذ قديمٍ-         إلـى الهلاك طريق
وفي قصة تاجر البندقية أنشودة واحدة، وجدها "باسنيو" داخل الصندوق الرصاصي إلى جانب صورة "برشا"، ومطلعها
يـا أيهـا الموفـق السعـيـد      رأيك  – فيما اخترته –  سديد
وأنـت فـيـمـا جئتـه رشيد      وكـل  مـا  فعلتـه  حمـيد
ونجد في قصة "يوليوس قيصر" ثلاثة أناشيد، الأول والثاني على لسان "قيصر" والثالث على لسان "أنطنيوس" في رثاء "بروتس"؛ يقول "قيصر" في القصيدة الأولى لزوجته في كلمة مليئة بالحكمة
يحيـا الجبـان بقلـب والـهٍ  فزعٍ
                           يخشى الردى ويهاب الموتَ مُرتاعاً
يمـوت ألفـاً ويخشى – من مهانته-
                           شـرَّ الحِمـامِ، ويبقى الدهر مُلتاعا
وفي القصيدة الثانية المكونة من ثلاثة مقاطع يقول "قيصر" في المقطع الثاني مزهواً بنفسه
لكـن قيصـر روما            ذا الهمَّــةِ الشمَّـاءِ
يسمـو عليهم جميعاً           في رفعـةٍ واعتـلاءِ
أما القصيدة الثانية فيقول في مطلعها
إن يخدع الأشرار أنبل من  وفّى         وأبرّ من عادى وأكرم من مَجَدْ
أو يقتل الأشرار قيصر  رومـا                  بغيـاً  وقد أضنى قلوبهم الكمد
أما قصة "الملك لير" فقد جاء فيها أكبر عدد من الأناشيد، وتحوي أسلوباً حوارياً شائقاً، ومعانٍ حكمية رائعة.
ومنها قول وزير "لير" "كنت" الذي ينشد
إن ينطلق سهم الردى من الوتر
إلـى فؤادي مُصْمياً  فينفطـر
فلسـتُ هياباً تصاريـف  القدر
ويستخدم الكيلاني الأناشيد القصصية، حيث ينشد على لسان البهلول:
قـد حدثتنـا أصـدق الأمثالِ          فيمـا مضى من الزمان الخالي
بقصـةٍ تـروَى عن العصفورِ          أبصر – في وكر من الوكور-
فرخ غراب مُشرفاً على التلف           فقال للفَرخِ:  اطمئن، ولا تخف
وأدفـأ الفـرخ وداواه  ولـمْ          يـزل بـه،  حتى شفاه من ألمْ
وكـان عِنـده العزيزَ  الغالي           وأكــرم الأبنــاء والعِيـالِ
حتـى إذا الفـرخ  غدا غرابا          لـم يـر غيـر قتلـه  ثوابـا
وأهلـك الغـراب مـن  ربَّاهُ           جـزاءَ مـا قـدَّم مـن حسناهُ
ملاحظات عامة على الأناشيد والأشعار:
نشير إلى أن معظم هذه القصائد السابقة لا ترتبط ارتباطاً حتمياً بسياق النص، ولو تم نزعها من القصص فلن نجد فجوات، ويمكن إجراء بعض الترميمات البسيطة، ولكن الكيلاني يحرص على تضمين قصصه بعض النصوص الشعرية – كما أشرنا سابقاً– اعترافاً منه بقيمة النص الشعري الفنية والأدبية واللغوية، وحرصاً على تعويد الطفل على قراءة الشعر وتحبيبه به وبحفظه، ويلاحظ في هذه النصوص مجموعة من المسائل التي تجدر الإشارة إليها:
1- نوّع الكيلاني في النمط الشعري الذي استخدمه في مجموعة "شكسبير"، واستخدم الإيقاعات المحببة المناسبة للطفل.
2- لم نجد في أكثر الأناشيد الشعرية صوراً فنية بارزة، كما إن الأفكار تبدو ساذجة عموماً ولا تتفق مع مستوى القصة التي ترد النصوص الشعرية فيها. ونجد مثلاً هذا البيت:
أبوك يا فـردنند           قد مات وهو غريق
ولو عزلنا الأنشودة عن السياق لكانت دون معنى، كما إنها لا تحظى بالخيال الشعري والصور الفنية الأخاذة.
3- كما إن الألفاظ المختارة تبدو بسيطة، ليس فيها ما يمكن أن تتداعى المعاني معها.. ومنها:
يا أيهـا الموفق السعيد       رأيك – فيما اخترته – سديد
وأنت فيمـا جئته رشيد                وكـل مـا فعلـتـه حميـد
4- يقدم المؤلف قصيدة مليئة بالحكمة مطلعها:
قـد حدثتنا أصدق الأمثالِ              فيما مضى من الزمان الخالي
وهي قصيدة بارعة الفكرة، ومن المشاهد القصصية المنظومة، التي تكسر الملل وتعطي فرصة لحفظها وتمثيلها حين تقرأ في الفصول الدراسية.
5- ولا يبدو أن الكيلاني أراد بهذه النصوص أن يقدم نفسه كشاعر، ولكنه يريد تنبيه الأطفال إلى أهمية تذوق الشعر، وكذلك توفير المتعة النفسية والعقلية التي توفرها الأناشيد لدى الطفل حين يقرأها أو يسمعها.

السجع:
يمكن ملاحظة اهتمام الكيلاني بالسجع في معظم صفحات قصص "شكسبير"، حتى إن بعضها يظهر بشكل فيه شيء من التكلف فيما يظهر البعض الآخر بشكل عفوي تلقائي.
ومن أمثلة السجع العفوي:
"كريم النفس قوي البأس" ، "أشبه بعواء الذئب أو نبح الكلب"، "الشرِّ والضرَرِ"، "أنسيت ما أسلفته من إحسان وما غمزتك به من عطف وحنان"، "يخادعه ويداهنه"، "لا أفهم له معنى ولا أدرك له مغزىً"
ومن أمثلة السجع المتكلف:
"أذيقهم من ضروب الأهوال ما لا يمر لهم على بال"، "لا يهولنك ما ترينه ولا يفزعنك ما تبصرينه"، "أبعدوك وجردوك"، "هذه القصة حزنتك ونهكت قواك وأضعفتك، "ما أجدرك أن توليني ثقتك وأن تفضي إليَّ بدخلتك"، "أعدها للفتك بك والثأر منك"، "لما أقبل المساء حضر باسنيو إلى قصر برشا الحسناء"، "هذا ما قصته عجوز ذلك الزمان ورأته رؤية العيان"، "أعمدة القصر الذهبية وتصاويره المبدعة الفنية"، "فرحين مسرورين .. بطاقات الأزهار والرياحين .. فغصت الميادين بوفود المستقبلين المبتهجين"
وعلى كل حال يجدر الانتباه إلى كون الطفل تغويه الكلمات المسجوعة لما تحويه من أنغام يطرب لها، وتجعل أذنه تميل للسماع والإنصات، وكذلك تسهل عليه عملية قبول اللفظة وحفظها وفهمها، مما يبهج قلبه ويحفزه لمواصلة القراءة على مستوى واحد من النشاط الذهني، فكأن الكيلاني استخدم هذا النمط ليكون بمثابة أجراس منبهة تجعل مشاعر الطفل القارئ متوقدة متشوقة لمعرفة المزيد، وللتلذذ بالألفاظ المسجوعة المنغمة.
وأحسب أن المؤلف نجح في هذا الجانب، وقد أكثر في استخدام السجع بما لا يخل بالمضمون، رغم ما اعترى ذلك من إحساسنا بالتكلف والتصنع لكنه على العموم لا يخرج عن حده المقبول.
3- التضاد اللفظي والمعنوي:
يكثر كامل كيلاني من استخدام اللفظ وضده، وخاصة عندما يريد توضيح الصورة وإبراز المعنى.. ومن ذلك:
 "حلَّ الخصام محل الوئام"، "تكافئه إساءة بإحسان وعقوقاً ببر وغدراً بوفاء"، "وودوا أن يبدلوا الصفو كدراً والأعراس المعقودة مآتم ومناحات"، "إنك لتكبر من أمري ما صغر وتعظم من شأني ما حقر"، "عاجز ضعيف.. شديد النشاط"، "حزنت لـه وفرحت برؤيته"، "يملأ نفسه أملاً بعد يأس"، "لن يكون الصديق إلا مثالاً لمن يصاحبه، خيّراً كان أم شريراً"، "لا أقترض منك المال كما يقترض الصديق من صديقه ولكن كما يقترضه العدو اللدود من عدوه اللدود"، "لم تكن سعيدة بل ساخطة متبرمة.." ، "النفس قد تضجر من الراحة كما تضجر من العناء"، "الراحة تضني الجسم أكثر من العمل المتواصل، "أسباب شقائك وتعاستك رجحت أسباب سعادتك وهنائك"
ونلاحظ أن ظاهرة "التضاد" المنتشرة في قصص الكيلاني عامة، تعتبر من الظواهر الشديدة التأثير، تحتاج – ربما- إلى دراسات تطبيقية خاصة على الأطفال لمعرفة مدى الأثر الذي يحصل لديهم، إزاء تنافر اللفظ والمعنى..
والكيلاني يعمد إلى هذا الأسلوب لتثبيت الفكرة وإظهار المعنى، وإحداث هزة لدى القارئ، وقد يستخدم التضاد مرات متتابعة في جملة واحدة، وتقابلها معانٍ متكررة مثلاً:
"تكافئه إساءة بإحسان وعقوقاً ببر وغدراً بوفاء"، على الشكل التالي:
إساءة                  #      إحسان
عقوق          #      بــر
غـدر          #      وفـاء
وبذلك ينوّع أيضاً حصيلة الطفل اللغوية، ويصل بالمعنى المقصود إلى أعماقه حتى يحدث الأثر النفسي المطلوب، من خلال المشهد المتكرر على صورة متضادة، بالإضافة إلى ما يرنو إليه من إنماء قاموس الطفل اللغوي وتعليمه بطريقة غير مباشرة، أي ليس عن طريق الشرح ضمن معكوفين..
 عناوين قصص الشعرية لكيلاني:
كانت من إحدى أبرز أقسام القصص لكامل كيلاني القصص الشعرية فقد ألف أكثر من خمسين قصصا شعريا فمن أهمها:
هوِّن علَيك  2) يوليوس قيصر   3)الملك لير 4)عنقود العنب  5)تعاون الحيوان 6) قصة أرنب  6)الأرنب العاصي   7)ديوان كامل كيلاني للأطفال  8) الباز واللقلق  9) نشيد الديك 10)نشيد الجواد   11) نشيد الحطابين  12)نشيد الحمار 13)نشيد النمل 14)القط والفأر  15)أم الحمام وأولادها الصغار   16)السلحفاة الصغيرة 17)بطاقة الخط  18)الأعداد العشرة  19) الغراب الطائر  20)نشيد القطة 21) الْقِطَّةِ » وَنَشِيدٌ آخَرُ عَنِ  22) نشيد الغرابِ  23) غراب وعصفور  24)لؤلؤة الصباح  25)نهر الوادي 26) نشيد البومة  27) الطاهيان 28) قصائد النحل  29) العنكب الحزين 30)نشيد الديك  31)ما رأيك 32) صغار الأشياء  33)مسك الختام

دور ه في تنمية القيم الثقافية للأطفال :

يعد كامل كيلاني من رواد أدب الأطفال، حيث يحاول في قصصه شعرية كانت أو نثرية إرساء القيم الإسلامية التربوية للنشء المسلم، و  قد حاول هذا القاص الكبير لتأثير في تطور أدب الطفل في مصر والوطن العربي، و تصير قصص كامل كيلاني محاولة فاعلية في تنمية القِيَم الثقافية للأطفال من سن (12- 15) سنة، وهي مرحلة التعمُّق والتمثُّل، بحيث تصبح هذه المضامِين القيمية هي أخلاق المستقبل عند أطفالنا، من خلال تحليل المضمون القيمي لهذه القصص، الذي يبدأ إدراكًا ووعيًا بالعمل الفني، ثم يتواصَل مع الطفل قيميًّا وسلوكيًّا في عملية تنموية شاملة ومستديمة وممتدَّة.
 نهجه القويم في الكتابة وأسلوبه السليم:
لقد أبدع كيلاني في مجاهدته لتوصيل الفكرة والحكمة للطفل من خلال 2000 كلمة من قصة  نثرية كانت أم شعرية حيث كان يهدف منذ البداية إلى إثراء قاموس الطفل بالكلمات الجديدة ليعبر  عن فن جميل  في صياغة سهلة ليفهمها الطفل ، فكان من أوائل كتاب القصص العلمية في وقت كانت تسمى فيه الكتب الدراسية للعلوم(الأشياء والصحة). فقد سبق جيله وصارع من أجل الإرتفاء بالطفل وفكره وعلى نهج الكيلاني كتبت قصص نحوية ولغوية في أشكال الحروف الضاحكة والكلمات الباسمة ونجحت بطريقة ملموسية يتذكرها الأطفال حتى الآن.
وضع الكيلاني منهجًا محددًا قائمًا على رؤية نقدية تربوية أخلاقية علمية شاملة، ولم يكن عمله مجردًا مائلاً إلى الهوى، بل كان مركزًا وفاعلاً. قسم الكيلاني أعماله بحسب مراحل الطفولة، وإن لم يحدد سنًا معينة في جميع كتبه باستثناء مجموعة واحدة. تمكن الكيلاني من لفت اهتمام الباحثين قديمًا وحاضرًا إلى أهمية أدب الأطفال، وهذا دليل على مكانته في زمانه وما بعده. توجه الكيلاني في كثير من كتاباته إلى أطفاله، ومنهم إلى الأطفال العرب كافة، وفي ذلك صفاء في النية، واهتمام بالشكل والمضمون. وعى الكيلاني أهمية تشكيل جميع حروف الكلمات في القصص لما في ذلك من تقويم للسان الطفل، وتعويده على النطق السليم في وقت فشت فيه العامية وضعف مستوى تحصيل الأطفال للغة. حرص الكيلاني على تقديم أنماط عديدة من القصص، استخدم فيها مستويات لغويةً مختلفةً بحسب السن التي توجه إليها كل قصة. كانت الناحية الترفيهية الترويحية تسير جنبًا إلى جنب مع النواحي العلمية، بحيث لم تطغ واحدة على أخرى، حتى في القصص العلمية التي كان يستخدم فيها الكلمات المنغمة، والجمل الرشيقة والتعابير الأخاذة. قدم الكيلاني مثالاً واقعيًا لمن يريد الارتقاء بمستوى الطفل لغويًا، فقد كان حريصًا على استخدام كلمات ومفردات وأساليب متطورة، وهي في الوقت نفسه متأصلة في اللغة، وكان يحرص على تقديم مفردات جديدة في كل قصصه، ويحرص على تكرارها، وشرحها، واستعمالها في حالات مختلفة حتى يطمئن إلى رسوخ الكلمة ومعناها في عقل القارئ الصغير وقلبه، مع تحفظنا على طريقة الشرح ووجود بعض المفردات الصعبة. مع كل أهداف المؤلف العلمية والتربوية كان حضور الخيال فاعلاً، ولم يتأثر الجانب الدرامي باستثناء حالات بسيطة، وقد كانت الصور الخيالية المتتابعة تسحر القارئ، لما يتميز به المؤلف من قدرة تصويرية فائقة تجعله رائدًا في هذا المجال أيضًا، وهذا يجعل قضية الصورة في قصص الكيلاني مجالاً خصبًا مفتوحًا للدراسة. أغرق المؤلف قصصه بالاقتباس القرآني. وظف الكيلاني بعض العبر والأمثال لتحقيق أهدافه التربوية

كان يعرف بنية المكلة ومالها وعليها فهو معجم لغوي يملك أمرإستعمال  المفردات، فيعرض الفكرة وما ورائها. هو رائد من رواد الحرص على اللغة حيث إنه أدرك جيبه بثروة الألفاظ و الكلمات في محله المناسب في الوقت الملائم.
وفاته:
رحل كامل كيلاني عن الدنيا في التاسع  أكتوبر 1959 تاركا تراثا قصصيا يشكل وجدان أطفال جبل بأكمله ملونا أخلاق أبناء غد بأتمه مصدقا أحلام الصبيان هم ثروة الحاضرة وعُدَّةُ المستقبل فصار رائد الأدب الأطفال العربي عامة والمصرخاصة.
مراجع
1.                  القرآن الكريم.
2.                  اعلام وتخصيات مصرية :كامل كيلاني
3.                  كامل كيلاني رائد أدب الأطفال
4.                  علي الحديدي، الأدب وبناء الإنسان، جامعة ليبيا، 1973، ص:230
5.                  في أدب الأطفال، ص:243.
6.                  الطفولة في الشعر العربي الحديث، ص:110
7.            هيفاء شرايحة، أدب الأطفال ومكتباتهم، ط2، المطبعة الوطنية ومكتبتها، عمان، ص:
8.                  أحمد المصلح، أدب الأطفال في الأردن، منشورات دائرة الثقافة والفنون، عمان، 1983م، ص:29 وما بعدها
9.                  أدب الطفولة بين كامل كيلاني ومحمد الهراوي، ط1، دار المعارف، القاهرة، 1994م
10.             حسن ملا عثمان، الطفولة في الإسلام، دارالمريخ، الرياض 1402هـ = 1982م
11.             صالح ذياب الهندي، صورة الطفل في التربية الإسلامية، ط1، دار الفكر للنشر والتوزيع، عمان، 1410هـ = 1990م.
12.            محمد حسن عبد ا لله، قصص الأطفال مسرحهم، ط1، دار قباء، القاهرة 2001م
13.            مركز كامل كيلاني للأدب الأطفال
14.            موسوعة ويكيبيديا
15.            صالح، محيي الدين مقالة بعنوان (الأديب كامل كيلاني شاعرًا)، الموقع: adabislami. org/news/150.
16.            الكيلاني، كامل، ديوان كامل كيلاني للأطفال، ط1، (القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1988م)، :ص22.
17.            آمال إمام داود: المضمون التربوي في أدب الطفل لكامل كيلاني، رسالة ماجستير، جامعة عين شمس، كلية التربية، قسم أصول التربية، (مخطوط)، 1417هـ- 1996م.
18.            أحمد الشايب: الأسلوب.. دراسة بلاغية تحليلية، ط2، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1998م.
19.            أحمد زلط: أدب الطفولة.. أصوله ومفاهيمة، رؤى تراثية، ط4، الشركة العربية للنشر والتوزيع، القاهرة، 1997م.
20.            أدب الطفولة بين كامل كيلاني ومحمد الهراوي، ط1، دار المعارف، القاهرة، 1994م.
21.            الطفل وأدب الأطفال مكتب الأنجلو المصرية، القاهرة، 1994م.
22.            أحمد نجيب: أدب الأطفال علم وفن، ط1، دار الفكر العربي، القاهرة، 1411هـ-1991م.
23.            القصة في أدب الأطفال، ط1، دار الحدائق، بيروت، 2000م.
24.            أنور الجندي: مفكرون وأدباء من خلال آثارهم، ط1، دار الإرشاد، بيروت، 1967م.
25.            صفحات مجهولة في الأدب العربي المعاصر، ط1، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1979م.
26.            كامل كيلاني في مرآة التاريخ، ط1، مطبعة الكيلاني، القاهرة، 1962م.
27.            بيير جيرو: الأسلوبية، ترجمة منذر عياش، ط2، مركز الإنماء الحضاري، حلب، 1994م.
28.            جوزيف إلياس وجرجس ناصيف: معجم عين الفعل، ط1، دار العلم للملايين، بيروت، 1416هـ - 1995م.
29.            حسن ملا عثمان: الطفولة في الإسلام، دار المريخ، الرياض، 1402هـ- 1982م.
30.            سعيد باداود: أدب الطفل العربي، ط1، دار سعاد الصباح، الكويت، 2003م.
31.            شفيع السيد: الاتجاه الأسلوبي في النقد الأدبي، دار الفكر العربي، القاهرة ، 1986م.
32.            صالح ذياب الهندي: صورة الطفل في التربية الإسلامية، ط1، دار الفكر للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 1410هـ - 1990م.
33.            طارق البكري: مجلات الأطفال ودورها في بناء شخصية الطفل العربي، ط1، دار العلم والإيمان، مصر، 1422هـ - 2001م.
34.            عبدالتواب يوسف: ديوان كامل كيلاني للأطفال، ط1، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1988م.
35.            الطفل العربي والأدب الشعبي، ط1، الدار المصرية، 1992م.
36.            عبدالرحمن بدوي: كامل كيلاني وسيرته الذاتية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1999م.
37.            عبدالرحيم محمد عبدالرحيم: كامل كيلاني حياته وأدبه، رسالة ماجستير، جامعة الأزهر، أسيوط، (مخطوط)، 1979م.
38. عبدالعاطي كيوان: الأسلوبية في الخطاب العربي، ط1، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 2000م.
39. عبدالفتاح أبو معال: أدب الأطفال، دراسة وتطبيق، ط2، دار الشروق، الأردن، 1988م.
40. علي الحديدي: في أدب الأطفال، ط6، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1992م.
41.            فتوح أحمد فرج: كامل كيلاني وأدب الأطفال في مصر، رسالة ماجستير، جامعة القاهرة، كلية الآداب، قسم اللغة العربية، (مخطوط)، مايو 1989م.
42.            فوزي عيسى: أدب الأطفال، ط1، منشأة المعارف، الإسكندرية، 1998م.
43.            الفيروز آبادي (مجد الدين محمد): القاموس المحيط، ج4، دار الجيل، بيروت.
44.            كافية رمضان وفيولا الببلاوي: الإثراء الثقافي للأطفال، مطبعة حكومة الكويت، 1408هـ - 1989م.
45.            الطفل والمجتمع، الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية، الكويت، 1412هـ - 1993م.
46.            محمد جميل محمد يوسف وفاروق عبدالسلام: النمو من الطفولة إلى المراهقة، مكتبة تهامة، جدة، 1410هـ - 1981م.
47.            محمد حسن بريغش: أدب الأطفال أهدافة وسماته، ط3، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1418هـ- 1997م.
48.            محمد حسن عبدالله: قصص الأطفال ومسرحهم، ط1، دار قباء، القاهرة، 2001م.
49.            محمد رجب النجار: جحا العربي، ط2، مكتبة ذات السلاسل، الكويت، 1989م.
50.            محمد عبدالعليم مرسي: الطفل المسلم بين منافع التلفزيون ومضاره، ط1، مكتبة العبيكان، الرياض، 1418هـ - 1997م.
51.            45- مفتاح محمد دياب: مقدمة في ثقافة وأدب الأطفال، ط1، الدار الدولية، القاهرة، 1415هـ - 1995م.
52.            ممدوح القديري: أدب الطفل العربي بين الواقع والمستقبل، ط1، مركز الحضارة العربية، القاهرة، 1999م.
53.            هادي نعمان الهيتي:  أدب الأطفال... فلسفته، فنونه، وسائطه، دار الحرية، بغداد، 1398هـ- 1987م.
54.            هدى محمد قناوي: الطفل وأدب الأطفال، مكتبة الأنجلو، القاهرة، 1994م.

55.            يحيى خاطر: قصة الطفل... كامل كيلاني نموذجاً، ط1، منشأة المعارف، الإسكندرية، 2001م.

No comments:

Post a Comment

Post Top Ad

Your Ad Spot

Pages