world best Arabic site. Wherever you may be, and whatever you find yourself doing—walking, driving, flying, cooking—steal a moment and listen to the new Library of Arabic Literature podcasts, which feature conversations with our LAL Fellows as they discuss their upcoming projects.

Subscribe Us

Breaking

Post Top Ad

Your Ad Spot

Monday, January 30, 2017

السلام العالمي و الدور الإسلام في المعالجات المجتمعات ذات التعدديةالثقافية.....................................................................بقلم د. عبد القادر سعد محمد

السلام العالمي و الدور الإسلام في المعالجات المجتمعات ذات التعدديةالثقافية
بقلم د. عبد القادر سعد محمد
صار العالم  مزرع التعددية و معرك التنوعية ومسكن التلون في هذ العصر الراهن لا سيما بعد العولمة والتحريرية والخصخصة. فما تزال هذه التعددية تزيد يوما بعد يوم مما تؤدي الى النفرة والبغضاء بين أديان التعددية وأصحابها. فالمشكلة هي السلام العالمي والأمن الإنساني. فالإسلام دين القويم والقرآن كتابه المجيد قد تم تزويده المساهمات لحل هذه العقدة قبل قرون بواسطة مفاهيمه الإلآهية وإرشاداته الربانية. فالمفاد أن الإسلام هو الوسيلة الشذة والمنهج الفذ لسلام العالمي في المجتمع التعددية الثقافية.
التعددية والقرآن
نرى في القرآن الكريم عدة آيات تحتوي التعددية وتشمل التنوعية وترشد العالم أسلوب المعاشرة مع هذه التنوعية مع السلام والأمن في أحسن نهج وأقوم طريق.
الإسلام والتسامح:
التسامح صفة المسلم ونعته الأساسي. فلفظ "المسلم" مشتق من "السلام"  المحتوي علي الصفات المحمودة والخصائل الممدوحة مثل التسامح والعفو والصفح والحلم وما إليها.
فالسلام هوأهم العالم ومهم شؤن الإنسانية الحاضر و مجتمع الحديث. فتنبغي المعاشرة مع الإنسان وجميع الحيوانات مع التسامح والإحتمال والحنان واللطف والعطف. فالدين القويم دين الله الإسلام يرجو أن تكون الأخوة والمحبة بين أبناء الآدم و معاشرهم كما يشير القرآن إليه حينا بعد حين أنهم خلقوا من رجل واحد وامرئة واحدة.
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " (نساء: 1)
نرى في القرآن الكريم آيات عديدة تحض على التسامح و الصفح وترغب على الحلم والعفو منها:
وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (شوري: 43)
وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ(شوري: 37)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (تغابن:  14)
فينبغي أن تكون الرحمة والتسامح مؤلفة  بين الأديان وأصحابها وبين سائر الحيوانات حتى الجمادات كما أشار إليه النبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم  " في كل رطبة صدقة".

أمر الله سبحانه تعالى نبيه المصطفى في محكم تنزيله  أن يعامل بالرحمة والرئفة  مع أصحابه وأتباعه حيث قال " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (آل عمران : 159)"
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمثل بأوامر الله و ينتهي بنواهيه و يتبع أحكام القرأنية طول حياته. وكان يعاشر مع الإنسان والحيوان والنباتات  والطبع و الكون مع التسامح والعطف.
وما غضب الناس الا في وقت قليل وكان ذالك عند إضطراره إليه. نرى في تاريخ النبوية وقائع عديدة تعتني با التسامح والشفقة  مع الإنسان وغيره من الحيوان الآخر. فالله يؤكد في القرآن الكريم أنه صلي الله عليه وسلم بعث رحمة لكافة العالم. " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ  ( أنبياء: 107)
فأتباعه صلى الله عليه وسلم مأمور باتباعه في الإعلان والإسرار في سائر معاملاتهم و معاشراتهم.
صار الإسلام مترادف الإضطهادية والترهيبية لبعض الجهال في هذا العصر الراهن بصرف النظر عن أمر الإسلام رعيته با التسامح  حينا بعد حين في كتابيهم الشريف القرآن المجيد و الحديث الشريف. ولكن هذه الجهال لا يعتبرون بهذه الآيات والأحاديث الشريفة ولا يعتنون بها لقسوة قلوبهم  كما يشير القرآن الكريم أن قساوة القلوب من أمارات  الكفر و عدم الإيمان. "
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ {1} فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ {2} وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ( الماعون : 1 , 2, 3)
فالحديث الشريف : إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" ملق الضوء موقف الإسلام  و بوليصياته الإنسانية و الطبعية فهي تحتوي كل حيوان و جماد  وما على الأرض  من كل ذي روح وغيره. نرى كثيرا من الواقعات المصدقة لهذه الأحاديث في تعليم النبوي وحياته الشريفة كقصة قطة محبوسة بدون طعام و شراب من مصلية صارت  أهل النار بسببها وقصة كلب يلهث يأكل الثرى من العطش أروته البغية في خفها فدخلت الجنة بسبب رئفتها له و ما إليها من واقعات عديدة مصدقة التسامح والتراحم بين الإنسان و الحيوان وغيرهما.
فالإسلام يلعب دورا هاما لإملاء الرحمة و الرئفة في قلوب الإنسانية. فلذا ينهي القرأن عالم الإنسانية عن أمراض القلوب مثل الحسد والحقد والكبر والعجب والرياء والكبر وغيرها. فيقول: " وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ  (لقمان: 18)"
عن عياض بن حِمار - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: « [إنَّ الله] أوحى إليَّ: أن تواضَعُوا حتى لا يبغي أحدٌ على أحد، ولا يَفْخَرُ أحد على أحد» أخرجه أبو داود(أبوداؤد:  4895)
   وينهي القرآن عن تسمية الإنسانٍ بما لا يناسب شخصيته و لا يلائم عزته ويهتك غرضه ويهدم شرفه " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {11} (حجرات: 11)"
فنهى القرآن الشريف عن المن والأذى في الصدقات لترك هتك  عرض الفقراء والمساكين  و أهل الصدقات وإكراما لهم و لشخصياتهم لأن المن والأذى سيؤدي  إلى الإذاء أهل الزكوة ويسبب الحسد والحقد لمالكها. ليس الإسلام يمحوا الفواحش و يطمسها فقط، بل يحيي الحسنات وينميها بدلها. فتحية الإسلام السلام ورده يؤكد الأخوة والعلاقات الحسنات بين أصحابه. فيرشد الإسلام أصحابه أن يتكلم مع المحبة والشفقة حتى الأعداء كما أرسل الله موسى و هرون عليهما وعلى نبينا الصلوة و السلام إلى فرعون الطاغي آمرا بكلام لين مع العطف و اللطف: " فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ  (طه : 44)"
التسامح مع الكفار:
فالكفر هو الظلم الأكبر وأعظم طغيان على النظر القرآن وعقيدة الإسلام. " وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (لقمان : 13) " . ويوضح في آية أخري أن الكفر والشرك هو أشد من القتل     " وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (البقرة: 191)".
مع ذالك كله يأمر الإسلام لأتباعه أن يعاشر الكفار مع التسامح والإنسانية.فالآيات الآمرة للنبي صلىّ الله عليه وسلم باالتسماح ليست الآمرة بالنبي فقط بل سواسيّ لكافة الإنسانيّة إلى يوم القيامة.  هنا نبحث عن كيفية معاشرتنا مع الكفار على ضوء آيات القرآن الكريم وأحاديث النبويّة.
كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم المحمودة هي التفسير معانى قرآن الكريم وتأويله. فالقرآن يأمر أن يتأسّى بسنة النبوية ويشهد أنه رسول الرحمة ونبي الرئفة. "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" (الأنبياء:107) يفسر رئيس المفسرين عبد الله بن عباس هذه الآية بقوله: ومن آمن بالله واليوم الآخر فله الرحمة من الدارين .فمن لم يؤمن بالله ورسوله نجّي من العذاب الذي ذاقه قوم من قبلهم من الكفار. فهذه الآية وتفسير ابن عباس رضي الله عنهما مصحّحة لإتهامات ضد الإسلام ومسلمين أنه دين الإضطهادية والمضطهدين. وأنّه صلى الله عليه وسلم بعث حلولا لسائر الأزمات ورحمة لكافة الأمّة حتى الكفار. يعلم الكفار- وإن لم يعتقدوا بالقرآن- أن المؤمنين ليعتقدون من القرآن الكريم حق اعتقاده فليفهم لوّام الإسلام أنّ المسلمين يعتقدون في استعماليّة تلك الآية وأهمّياتها. فالمؤمن الحقيقيّ يسعى مبلغ جهده أن يتأسى بسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم ويتبعه في كل لحظة من حركاته وسكناته.
"لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ{7} إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ{8} (الممتحنة) "
فهذه آية تدرسنا كيف نعاشر معاشر الكفار والمشركين فإذا أمعنا انظارنا إلى سبب نزوله نستطيع أن نفهم أن العداوة مع الكفار بدون ايّ سبب محرمة.
جائت ام اسماء بنت ابي بكر، الكافرة لرئية ابنتها المؤمنة بهديات وتحفات. ولكن المؤمنة الموقنة اسماء لم يتقبل تحائفها ولم يدخلها في بيتها. فلما علم ذلك النبي الرحمة أمرها أن يدخل أمّها الكافرة في بيتها حتى نزلت آيتان تدرسنا فيه كيف نعاشر مع الكفار والمشركين.
فنهي الإسلام عن المحبة والأخوة للذين يقاتلون المؤمنين ويخرجونهم من بيوتهم ومنعهم عنها لتسببها لتقوية الأعداء وقواتهم. وكان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وأتباعه متبعين بهذه الآي حق اتباعه طول حياته ولم يقاتلو الكفاربدون سبب قطّ.
"وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ {التوبة 6}  "
فهذه آية مفصلة معقولية جواز القتال فالإسلام لا يهدف البغي والظلم وعدم الإستقلال وعدم الحريّة الكليّة. فأجيزت القتال لحفظ كمال الحرّية الدينيّة وعنايتها حق قدرها. فهذه الآية تأمر المسلمين الإجارة للمستجير عند القتال وأن يسمح له الفرصة المطمئنة لسماع القرآن ولم يقاتلوا أبدا.
"وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ {حج:  40}  "
فهذه الآية تسلط الضوء إلى أنّ أمر القرآن بالجهاد الإبقاء تمام حرّية الدينيّة ودوامها . فيوضح ولولا دفع الله الظالمين بآخر بالقتال لهدمت سائر معابد الدنيا. ولم يحصر القرآن على ذكر المسجد فقط عند ذكر المعابد بل أضاف الصوامع والبيع والصلوات ايضا. مع ذكر المحافظة على معابد الكفار تشير الآية إلى موقف الإسلاميّ التسامحيّ مع التعدديّة.

"الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۖ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ ۖ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ{مائدة5}"
مما تقدم، نتبين أنّ طعام اليهودى والنصارى يحل للمسلمين ونكاح محصناتها مع بعض الشروط. فالذبح المواشى وما إليها واجب على نظرة الإسلام ليحل الأكل. فما ذبح بدون مراعات شروط الإسلام لا يجوز أكله للمسلمين. فهذه الآية توضح أهمية مواسات الدينية ومحافظة التسامح بين الأديان.
فالنكاح والزواج أهم شيء في حياة الشخصيّة الإنسانيّة. وبهذا يخط إلى عالم الحياة الجديدة.  وليس تأثير الزوج على حياته الشخصيّة في تدبير الأمور المهمة وتغييرها ليس بقليل. ولكن الإسلام قد أجاز النكاح محصنات من غير دينه مع إمكان تأثيره الهامة به.
"إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً  {النساء58}"
نزلت الآية في فتح مكة. وكان خازن الكعبة وحافظ مفتاحها عثمان بن طلحة لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم المكة المكرمة. أسلم عثمان مفتاحها للنبي صلى الله عليه وسلم. فتح النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة ودخل فيها ثم نزل منها وغلقها. فجائه النبي صلى الله عليه وسلم صهره وأسد الإسلام علي كرم الله وجهه وايقن للنبي صلى الله عليه وسلم أنّه سيحافظ مفتاحها حق قدره. فنزلت هذه الآية أن يعامل كلا مع العدالة والقسط.
فاالآية تخط موقف المسلم في الأمة التعدديّة كيف تكون ولا تكون بطرق مختلفة. فكان عثمان من الذين سعوا جدهم و جهدهم لإخراج النبي صلى الله عليه وسلم من وطنه الأم سرّا او جهرا. فكانت من امكانية الرسول صلى الله عليه وسلم أن يفعل به ما يريد يوم فتح مكة فلا يكون هناك أحد لمدافعته عنه وتركه. ولكنّ النبي صلى الله عليه وسلم أخذ المفتاح منه وأسلم  إليه بدون إسلامه إلى أيّ شخص من رجاله وأتباعه المؤمنين قائلا مقالا تقول مثاليا لكل قائد إلى يوم الدين "خُذُوهَا خَالِدَةً تَالِدَةً لَا يَنْزِعُهَا مِنْكُمْ إلّا ظَالِمٌ..يَا عُثْمَانُ إنّ اللّهَ اسْتَأْمَنَكُمْ عَلَى بَيْتِهِ فَكُلُوا مِمّا يَصِلُ إلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْبَيْتِ بِالْمَعْرُوفِ".( شرح النووي،  البداية والنهاية).
وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا ويتيما وأسيرا  (الإنسان: 8)
فالآية تثنى على علي كرم الله وجهه لتصدقه كل ما عنده من الطعام لسائل طلبه الطعام. فعلاقه الآية باالتعدديّة بحث العلماء عن لفظ "اسراء". يوضح المفسرون العباقر مثل ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة رضي الله عنه أنّ المراد بالأسراء هنا الكفار..فاالمفاد أن أسراء الكفار لقتالهم على المسلمين سيحقون للرحمة والرئفة من المسلمين  بالرغم قتالهم علهم ظلما وعدوانا.
 " وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ    { لقمان14 }  "
فهذه الآية نزلت في شأن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.  لما أسلم سعد غضبت أمّه حمنة بنت أبي سفيان وأقسمت على الله أنها لا تطعم ولاتشرب حتى يدع إبنه سعد الله و رسوله محمد  صلى الله عليه وسلم. وضاقت الأرض لسعد بما رحبت واشتد عليه الأمر فشكى  إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فنزلت هذه الآية. فاالشرك اكبر ظلم وأعظم ذنب في الإسلام وعند مسلمين. فكانت أم سعد تأمره بذالك. ولكن الإسلام أمر سعدا أن يعاشر مع الأم مع الرئفة والرفقة والحنان باالرغم كفريتها وأن لايطيعها في الشرك مع التسامح معها في أموردنيوي أخرى.
"وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (أنفال : 61)"
فالآية تشير ألاّ يقاتل الأعداء الاّ في وقت الضّرورة. فإذا عزمو الصلح والسلم بدل القتال فينبغي أن يسلمها فلا يذهب بعده للمناظرة ة والمجادلة.
ما كانت إرادة النبي صلى الله عليه وسلم يوم حديبية أن يذهب إلى المكة المكرمة وأن يرجع منها بدون عمرة مع الصلح ولكن كان مقصد ذهابه أداء العمرة الشريفة مع السلامة والإطمئنان. ولكن لمّا أظهر كفار مكة الصلح عليه أسلمه مع تمكنه ترك الصلح والسلم ومقاتلة الكفار مع جيشه العظيم المتوفر باالحدد والعدد. حتى صارت بين أصحابه صلى الله عليه وسلم آراء مختلفة لإنقياذه صلى الله عليه وسلم للصلح بدون الحرب . ولكن أقرّوا ذلك طاعة للنبي صلى الله عليه وسلم ورئيه مع توفر العدد والحدد للقتال والفتح بدون عسر. أسلم النبي صلى الله عليه وسلم لصلح الحديبية وأقر حوائج الكفاروشروطهم.
المناظرات الدينية في الأقوام التعدديّة
فوطننا الهند مملوئة بأديان مختلفة ومذاهب متنوعة ومسالك متعددة. لكل منهاعبادات متنوعة وطقوس مختلفة ومراسيم مختلفة وعادات متلونة. وبعضهم يعبدون البقرة وآخرهم يذبحها ويأكل لحمها. التسامح والأخوة التي تعتني بها الأديان المختلفة في الهند ليس لها نظير ولاشبيه في العالم. لأنها أرض الأديان الكثيرة المختلفة.
فاالمناظرات الدّينية سبيل لدوام الأخوة بين الأديان وأصحابها. حيث إن كل صاحب من أديان مختلفة فليقترب صاحب أديان أخرى بقلوب صافية وليتفاهم صاحبه وليترك التهمات عن الوجهات الدينية لاصحاب أديان أخرى. ينبغي أن تعقد المناظرات للتفاهم والفهم بدون مجادلة ومناقشة غير صحية.
فاللفظان المتكرران "قالو"و "قل" متساويان في القرآن الكريم. فبعض المفسرين يشير أنّها إشارة إلى اهمية المناظرة والمناقشة الصحية. فلنبحث هناعن   الآيات المبنية عن المناظرات الدينية:  "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "{النحل 125 }
فالآية المذكورة أعلاء تأمر مناظرة الكفار باالحكمة والموعظة الحسنة ومجادلتهم بما هو أحسن. فهو أعلم باالظالمين وغير المهتدين. فمهمة الدعاة تواصى الكفار مع الأمن والسلامة فحسب. فالله هو الهادى مخرج الناس من الظلمات إلى النور.
وقصة عتبة بن ربيعة جدير باالذكر في هذا الموضع أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه  صلى الله عليه وسلم ترك دعوته اصحاب الملل الأخرى إلى الإسلام ووعد بدله هدايا مغالى وتحائف ثمينة. فسمع النبي صلى الله عليه وسلم دعواه كاملا مع الصبر والتحمل. فبعد سماع دعواه كله سئله متبسما :هل خلصت يا عتبة؟ ثم تلا بعض آيات من القرآن الكريم.فهذا نهج ممدوح للمناظرة واسلوب حسن لها. فكانت مناظرة مثالية خطها النبي الكريم لعالم الإنسانية.

يستطيع باالمناظرات أن تترك التهمات بين الأديان. فعلينا أن نفهم الأمور بقلوب طاهرة لمواجهة اصحاب اديان أخرى و أذهان صافية:

.  "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (العنكبوت 46)"

"قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (آل عمران 64 )"

فالآيتان المذكورتان أعلاه مبنيتان لمفهوم واحد ذلك أمر للمناظرة حول الهداية والهدى مع اهل الكتاب من الأديان الأخرى. فالمخاطب في هذه الأيتين اليهود والنصارى الذين كانوا أهم الأديان إذ ذك في جزيرة العرب ونواحيها. ومن الممكن المناظرة مع الهنديين الذين يعيشون في الهند ويتيعون ثقافة الهندوكية. ونرى عقيدة الوحدانية ومفاهيمها في الدين الهندوكية أيضا ولكن ليست باظهر مثل العيسائية واليهودية.
"وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ(الأنعام 108)"

نزلت الآية لما سب بعض المؤمنين ألهة الكفار وأذلّها وأخزاها فلا يحسن توهين آلهة أديان أخرى.لكل منها تكون توجيهات شتى لعباداتهم وطقوسهم وعاداتهم ومراسيمهم. فلعها تكون جهالة خالصة وسفاهة صافية عند أديان اخرى. فلعل وحدانية الإسلام غير راضية للهندوكية حيث إن عبادة الأصنام غير راضية عند المسلمين. ولكن ينبغي أن يتسامح مع هذه التعددية والتنوعية المختلفة:

" قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ* قُلْ لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ* قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيم(سبأ 24/25/26)"

فهذه آي مرسمة علوم اسلوب المناظرة ونهجها القويم. فعلينا أن نحترم الخصم  وقت المناظرة ونقر امكانية صحة دعواه. فهذه لازمة لإستقرار اقوام التعدّدية ودوامها. ليس للنبي  صلى الله عليه وسلم حبة خرذل من شك في هدايته وأنه على صراط مستقيم. وعلى هذه الحالة يقول مع كل الإحترام للخصم:" وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى " فعلى وجهة النبي صلى الله عليه وسلم أن الكافر هو أعظم عدوانا لله تعالى وعابد كل ما يراه بدون اي حكمة وعقل. فعلى كل حال يقول النبي صلى الله عليه وسلم "قُلْ لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ" وأخيرا يدعو الله خالصا " قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيم "
إقسطوا مع الكفار قاطبة :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (المائدة : 8)
يأمر الإسلام أن يقسط مع الكفار ويعدل بينهم. وكانت أعداء الإسلام ذات يوم أعداء الدّاء كلما أوتوا الفرصات انتهزوا على المسلمين فوق مقدارهم. ومن الطبع ان يكون النفرة والحقد وميلان الإنتقام لمثل هؤلاء الأعداء الألدّاء. فلذا من الطبيعة البشرية أن يحكم خلاف الأعداء وسع قدره و فوق إمكانه. فالآية تنهى مثل ذلك الميلان وأفعال الخبيثة عن القسط.
وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا {107}
يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا{108 نساء}
فهذه الآيات مفصلة لما قبلها وموضحة لإستعماليتها . وخلفية نزولها قصة عابرة للعالم واعتبار لأولى الألباب. ذلك أن طعمة بن أبيرق الأنصارى قد سر ق درع جاره قتادة بن نعمان فكانت الّدرع محفوظة في إناء الدقيق للطبخ. فصار طول الطريقة اثر الدقيق لماذهب به إلي بيت اليهودى زيد بن سمين للحفظ عنده. ما لبث أن جاء صاحب الدّرع يبحث عنه لطعمة بن أبيرق. ولكن أقسم بالله أنه ليس عنده . فأتيع قتادة أثر الدقيق ووصل بيت اليهودى فسأله عنه فأخذ الدّرع وقال أنه  مودعة عنده بيد طعمة بن أبيرق.فأتى بنوظفر قبيلة طعمة بن أبيرق إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه ان يحكم حكما له. وكانت الحجج الحالية خلاف اليهودى فصارهو المتهم بالإثم أنه هو الآثم. فنزلت الآية فحكم النبي صلى الله عليه وسلم خلاف المسلم الأنصارى.
فهذه الآية يؤكد أن يحكم باالعدل حتى مع الكفار والأعداء الألدّاء. وكانت اليهود ذات يوم اعداء الإسلام وينتهزون الفرصة للمقاتلة والنصر عليه. فكان الرجل المحكوم عليه من فرق الأنصار الذين نصروا النبي صلى الله عليه وسلم والإسلام عند الضيق مالا واجتماعيا ورياضيا وسلاحيا.
رغم ذلك كله حكم النبي صلى الله عليه وسلم باالعدالة والقسط. وكانت الحكم موافقا لليهودى  وخلافا الأنصارى.
إرشادات النبوية صلى الله عليه وسلم في إثراء التنوعية الثقافية
التسامح من حياة النبي صلى الله عليه وسلم
حياة النبي صلى الله عليه وسلم هي استعمال تدريس  القرآن وتركيز تعليماته السنية.وها هي ذا أم المؤمنين عائشة الطهرى زوجته صلى الله عليه وسلم الحبيبة  رضي الله عنها تحدث عنه أنه كان خلقه القرآن. وقد عامل النبي صلى الله عليه وسلم في حياته القصيرة لمدة ثلاثة وثلاثين سنوات النبوية سائر مجال الشخصية والإجتماعية وصار أسوة حسنة للمؤمن سائر طرق حياته. وخطت حياته المباركة طول حياته الشريفة كيف يعامل المؤمن في اي ميدان كان رخاء كانت ام قحطا سخاء كانت جدبا حربا كانت ام سلما صلحا كانت ام قتالا.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل أغيار المسلمين منذ أوائل البعثة ويحسن معاشرته معهم. يكتب الدكتور سباحى "كان للنبي صلى الله عليه وسلم منذ أوائل مدة بعثته جيران من اليهود والنصارى. وكان يعامل معهم حسن معاملته وكان يهبهم الهبات والهدايا. فقصة اليهودية إطعام النبي صلى الله عليه وسلم الشاة المسمومة مشهورة في التاريخ.فهذه يشير إلى عادة النبي صلى الله عليه وسلم وقبوله الطعام من اليهودى .
وفي حالة تأسيس الحكومة الإسلامية في المدينة المنورة كان اصحاب الأديان المختلفة .وزعمائها يزور النبي صلى الله عليه وسلم ويأخذ العهد والميثاق معه. وكان التبي صلى الله عليه وسلم يستقبلهم وحوائجهم مع التبسم وطلاقة الوجه. ذات يوم جاء نفر من قبيلة نجران لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم إلى مدينة المنورة في مسجده الشريف. فلما دنى وقت عبادتهم ولم يجدوا للعبادة مكانا غير المسجد فجهز النبي صلى الله عليه وسلم مكانا لهم للعبادة في مسجده الشريف بالرغم أنه مسجد مبارك ثان مبارك لعالم الإسلام والمسلمين. فتمت عبادتهم من جانب مسجدالنبي الشريف على إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم (تفسير إبن كثير). فهَذه خلاصة دين الإسلام  ومفاهيمه في حرية الدينية وتسامحه مع الأديان المختلفة. فليس الإسلام مقرا بالحرية الدينية  فقط بل متم سائر سهولياتها لها.
          ومن الحقيقة الغضة مثل رابعة النهار أن تسامح المذكور أعلاه سرمد طول حياته صلى الله عليه وسلم. وقد وضح علماء الإسلام أسلوب أخلاق المسلم طول حياته بإمعان أنظارهم في تاريخ عيشة الراضية المرضية لقائدهم محمد خير العرب والعجم صلى الله عليه وسلم و هيؤا موضوعا خاصا باسم أخلاق لعالم الإسلام والمسلمين. وكانت أقواله وافعاله صلى الله عليه وسلم وخصائل مثالية وشمائل سامية للمجتمع الحريص الأمن العالمي والسلام العولمي. وقد صدق عن خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من فوقه "إنك لعلى خلق عظيم".
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ، وَسَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ، كَانَا بِالْقَادِسِيَّةِ فَمَرَّتْ بِهِمَا جَنَازَةٌ فَقَامَا، فَقِيلَ لَهُمَا: إِنَّهَا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَقَالَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ، فَقَامَ فَقِيلَ: إِنَّهُ يَهُودِيٌّ، فَقَالَ: «أَلَيْسَتْ نَفْسًا». (صحيح مسلم : 961)
فهذه قصة عابرة لهذا العصر الحديث عصر التعددية الثقافية والتنوعية الدينية. فكانت اليهود أشد عداوةا للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في ذلك الزمن وينتهزون الفرصة لإيذائهم ويؤتمرون قتل قائدهم كما أشار إليه القرآن الكريم: "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون".
رغم هذه العداوة والبغضاء أكرم النبي ميت اليهودي ولم يكن الميت من قوادهم ولا من روادهم كما نقرئها من بين الأسطار في هذه الواقعة كما يشير بعض أصحابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ يَهُودِيٌّ بدون ذكر اسمه ولم يكن قيامه غير متوقع فجائي لأنه قام للميت حتي غاب من منظر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما يحدثنا مسلم رحمه الله في حديث جابر رضي الله عنه.
هذه الواقعة العابرة من تاريخ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانت راسخة في عيشة أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأتباعهم طول حياتهم. نستطيع أن نرى في التاريخ أن قيس بن سعد و سهيل بن حنيف قاما إحتراما لما رئيا ميت المجوسي احد عبدة النار ....(من تعالم النبوي مع غير المسلمين ) 25 وكان هذ الشخص المجرمين أبعد من مفاهيم الإسلام من اليهودي والنصارى. فهذه دراسة عابرة من اثراء التسامح مع التعددية الثقافية من أسّسها النبي الكريم خير اسلوب العالم.
النموذج النبوي لتعددية الأديان
وقد اعترف النبي صلى الله عليه وسلم بكيانة أديان أخرى  وملل شتى وطقوسهم المتعددة  وعقائدهم المتنوعة ومفاهيمهم المختلفة. ولم يسخرها أبدا ولم يجرأ أحد من أصحابه وأتباعه وأعوانه لها طول حياتهم الطاهرة. وكان الله يقص النبي صلى الله عليه وسلم قصص الأنبياء متتابعا.
هذه آية يوضح موقف النبي صلى الله عليه وسلم من التعددية ومعالجته لها. وكان يعترف وجودية كل أديان وكهانتها وكان يحترمها.
و من البديهي أن الكفار والمسلمين مؤبدون إلى الأبد ولا يزالون قائمين إلى يوم القيامة. هي قاعدة الطبيعية وقانون العالم فخط النبي صلى الله عليه وسلم خطوطا أحسن وأسوة حسنى للتعددية الأديان و تسامح الدين.
قصة تناول النبي صلى الله عليه وسلم الطام من اليهود وقصة رهن درهمه من المدينة مشهورة جدا في صفحات التاريخ وبحثه. ولا ريب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أحب الناس إلى أهل الدينة وأصحابها لا سيما الأنصار فكانوا فداء لنفوسهم و أموالهم و أعراضهم وبكل ما لهم. وغم ذلك تناول الطعام من اليهود وشارك معهم من المعاشرات الاجتماعية. فصارت أسوة النتوية الحسنى لاتباعه إلى يوم الدين.

عقد رسول الله  المعاهدات بينه وبين كل الطوائف غير المسلمة في عصره، فكان وفيًّا بكل ما عاهدهم عليه امتثالاً لقوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلاَ تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل: 91]. ويُعَلِّق ابن كثير على هذه الآية قائلاً: "وهذا مما يأمر الله تعالى به، وهو الوفاء بالعهود والمواثيق، والمحافظة على الأيمان المؤكَّدة"[1].
على هذه المبادئ سارت حياة رسول الله ، بل وربَّى أصحابه عليها، فقال رسول الله : مُعَلِّمًا إياهم قيمة الوفاء بالعهد: "مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ فَلاَ يَشُدُّ عُقْدَةً، وَلا يَحُلُّهَا، حَتَّى يَنْقَضِيَ أَمَدُهَا، أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ"[2].
والوفاء بالعهد والمعاهدات واجب ديني يُحَاسَب عليه المسلم أمام ربه؛ وحول هذا المعنى يقول الشيخ محمود شلتوت مُبَيِّنًا قيمة المعاهدات عند المسلمين: "الوفاء بالمعاهدة واجب ديني، يُسأل عنه المسلم فيما بينه وبين الله، ويكون الإخلال بها غدرًا وخيانة"[3].
معاهدات رسول الله مع يهود المدينة
ها هو ذا نبي الإسلام و رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم عاهد مع اليهود مجتمع الأهم- لما وصل المدينة وجعلها مركزا لدعوته ولم ينل صلى الله عليه وسلم – يوفي العهود والميثاق معهم ولم يهدمها أبدا.
عقد رسول الله  المعاهدة مع يهود المدينة بعد هجرته إليها مباشرة وفي أوائل أيامه بها؛ مما يدل دلالة قاطعة على فكره التعايش ورغبة رسول الله  في مسالمة غير المسلمين، وقد جاء في نصوص المعاهدة ما يلي:
1- أن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، مواليهم وأنفسهم[4].
2- وأن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم‏.
3- وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة‏.
4- وأن بينهم النصح والنصيحة، والبر دون الإثم‏.
5- وأنه لا يأثم امرؤُ بحليفه‏.
6- وأن النصر للمظلوم‏.
7- وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين‏.
8- وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة‏.
9- وأنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو شجار يخاف فساده فإن مردَّه إلى الله ، وإلى محمد رسول الله ‏.
10- وأنه لا تُجَارُ قريشٌ ولا مَن نَصَرَهَا‏.
11- وأن بينهم النصر على من دَهَم يثرب‏.‏‏.‏ على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قِبَلَهُمْ‏.
12- وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم‏‏[5].
ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الموضع أن هذه الوثيقة لم تذكر يهود بني قينقاع ولا يهود بني النضير ولا يهود بني قريظة[6]؛ مع ما صحَّ من وقائع السيرة التي تُثْبِتُ أنه قد تمت معهم عهود ومواثيق أخرى غير هذه الوثيقة.

وتثبت هذه الوثيقة بما لا يدع مجالاً للشكِّ ما كانت عليه الدولة الإسلامية -وهي في هذه المرحلة الأولى من البناء والتأسيس- من حرية تامَّة، وإفساح للغير للمشاركة والمعايشة القائمة على احترام الآخر، كما يظهر ذلك من خلال القراءة المتأنية لبنود هذه الوثيقة أنها تقبل الآخر، وتشرع القوانين من أجله، ولأجل ما ينظِّم حياته بين أفراد المجتمع المسلم، ويحفظ له حقوقه ويرد عنه الظلم إن وقع عليه.

التعايش السلمي بين المسلمين واليهود
وقد حَرَصَ رسول الله  والمسلمون -رغم ما واجهوه من صعوبات بالغة ومكائد متكررة- على استمرار تطبيق بنود هذه المعاهدة، فكان التعايش السلمي الآمن مع مَنْ يعيش من اليهود مع رسول الله  والمسلمين هو سمة الحياة داخل المدينة؛ فبدأ التبادل التجاري بينهم حيث امتلأت أسواق اليهود في المدينة بالمسلمين، ومن أشهر أسواق اليهود سوق بني قينقاع. وإتمام عمليات البيع والشراء لا تتم إلا بين قوم يأمن بعضهم بعضًا، وقد كانت المرأة المسلمة تذهب بنفسها لتشتري من اليهود في سوقهم دون حرج؛ مما يدل على مدى ثقة المسلمين باليهود[7]، كما اشترى عثمان بن عفان  بئر رومة[8] من يهودي.
كما كان رسول الله  يخالط كل من يقيم بالمدينة، مسلمين وغير مسلمين، ويجلس معهم ويحدِّثهم ويحدِّثونه، ومما جاء في ذلك ما رواه ‏عروة بن الزبير ‏قال: أخبرني‏ ‏أسامة بن زيدٍ‏ أنَّ النَّبيَّ  ركب حمارًا عليه إكافٌ[9] تحته‏ ‏قطيفةٌ[10] فدكيَّةٌ[11]، وأردف وراءه‏ ‏أسامة بن زيدٍ[12]، وهو يعود‏ ‏سعد بن عبادة[13] ‏في‏ ‏بني الحارث بن الخزرج،‏ ‏وذلك قبل وقعة‏ ‏بدرٍ،‏ ‏حتَّى مرَّ في مجلسٍ فيه أخلاطٌ من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان‏ ‏واليهود، ‏وفيهم‏ ‏عبد اللَّه بن أبيّ بن سلول،‏ ‏وفي المجلس ‏عبد اللَّه بن رواحة،‏ ‏فلمَّا غشيت المجلس عجاجة الدَّابَّة[14] خمَّر[15] عبد اللَّه بن أبيٍّ‏ ‏أنفه بردائه، ثمَّ قال: لا تغبِّروا علينا. فسلَّم عليهم النَّبيُّ‏ ‏،‏ ‏ثمَّ وقف فنزل فدعاهم إلى اللَّه، وقرأ عليهم القرآن، فقال‏ ‏عبد اللَّه بن أبيّ بن سلول:‏ ‏أيُّها المرء، لا أحسن من هذا إن كان ما تقول حقًّا؛ فلا تؤذنا في مجالسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك منَّا فاقصص عليه.
قال‏ ‏عبد اللَّه بن رواحة:‏ بلى يا رسول الله، فاغشنا في مجالسنا؛ فإنَّا نحبُّ ذلك. فاستبَّ المسلمون والمشركون‏ ‏واليهود،‏ ‏حتَّى همُّوا أن يتواثبوا، فلم يزل النَّبيُّ  ‏يخفِّضهم، ثمَّ ركب دابَّته، حتَّى دخل على‏ ‏سعد بن عبادة ‏فقال: "أَيْ سَعْدُ، أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ؟ (‏يُرِيدُ‏ ‏عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ) ‏قَالَ: كَذَا وَكَذَا". قال: اعفُ عنه يا رسول اللَّه واصفح، فواللَّه لقد أعطاك اللَّه الَّذي أعطاك ولقد اصطلح أهل هذه البحرة[16] -عند مسلم: البحيرة- على أن يتوِّجوه فيعصِّبونه[17] بالعصابة، فلمَّا ردَّ اللَّهُ ذلك بالحقِّ الَّذي أعطاك شَرِقَ[18] بذلك، فذلك فعل به ما رأيت. فعفا عنه النَّبيُّ ‏"[19].

عقد رسول الله   المعاهدات بينه وبين كل الطوائف غير المسلمة في عصره، فكان وفيًّا بكل ما عاهدهم عليه امتثالاً لقوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلاَ تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل: 91]. ويُعَلِّق ابن كثير على هذه الآية قائلاً: "وهذا مما يأمر الله تعالى به، وهو الوفاء بالعهود والمواثيق، والمحافظة على الأيمان المؤكَّدة"[1].
على هذه المبادئ سارت حياة رسول الله  ، بل وربَّى أصحابه عليها، فقال رسول الله  : مُعَلِّمًا إياهم قيمة الوفاء بالعهد: "مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ فَلاَ يَشُدُّ عُقْدَةً، وَلا يَحُلُّهَا، حَتَّى يَنْقَضِيَ أَمَدُهَا، أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ"[2].
والوفاء بالعهد والمعاهدات واجب ديني يُحَاسَب عليه المسلم أمام ربه؛ وحول هذا المعنى يقول الشيخ محمود شلتوت مُبَيِّنًا قيمة المعاهدات عند المسلمين: "الوفاء بالمعاهدة واجب ديني، يُسأل عنه المسلم فيما بينه وبين الله، ويكون الإخلال بها غدرًا وخيانة"[3].
معاهدات رسول الله مع يهود المدينة
عقد رسول الله   المعاهدة مع يهود المدينة بعد هجرته إليها مباشرة وفي أوائل أيامه بها؛ مما يدل دلالة قاطعة على فكره التعايش ورغبة رسول الله   في مسالمة غير المسلمين، وقد جاء في نصوص المعاهدة ما يلي:
1- أن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، مواليهم وأنفسهم[4].
2- وأن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم‏.
3- وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة‏.
4- وأن بينهم النصح والنصيحة، والبر دون الإثم‏.
5- وأنه لا يأثم امرؤُ بحليفه‏.
6- وأن النصر للمظلوم‏.
7- وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين‏.
8- وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة‏.
9- وأنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو شجار يخاف فساده فإن مردَّه إلى الله  ، وإلى محمد رسول الله  ‏.
10- وأنه لا تُجَارُ قريشٌ ولا مَن نَصَرَهَا‏.
11- وأن بينهم النصر على من دَهَم يثرب‏.‏‏.‏ على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قِبَلَهُمْ‏.
12- وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم‏‏[5].
ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الموضع أن هذه الوثيقة لم تذكر يهود بني قينقاع ولا يهود بني النضير ولا يهود بني قريظة[6]؛ مع ما صحَّ من وقائع السيرة التي تُثْبِتُ أنه قد تمت معهم عهود ومواثيق أخرى غير هذه الوثيقة.
وتثبت هذه الوثيقة بما لا يدع مجالاً للشكِّ ما كانت عليه الدولة الإسلامية -وهي في هذه المرحلة الأولى من البناء والتأسيس- من حرية تامَّة، وإفساح للغير للمشاركة والمعايشة القائمة على احترام الآخر، كما يظهر ذلك من خلال القراءة المتأنية لبنود هذه الوثيقة أنها تقبل الآخر، وتشرع القوانين من أجله، ولأجل ما ينظِّم حياته بين أفراد المجتمع المسلم، ويحفظ له حقوقه ويرد عنه الظلم إن وقع عليه.
التعايش السلمي بين المسلمين واليهود
وقد حَرَصَ رسول الله   والمسلمون -رغم ما واجهوه من صعوبات بالغة ومكائد متكررة- على استمرار تطبيق بنود هذه المعاهدة، فكان التعايش السلمي الآمن مع مَنْ يعيش من اليهود مع رسول الله   والمسلمين هو سمة الحياة داخل المدينة؛ فبدأ التبادل التجاري بينهم حيث امتلأت أسواق اليهود في المدينة بالمسلمين، ومن أشهر أسواق اليهود سوق بني قينقاع. وإتمام عمليات البيع والشراء لا تتم إلا بين قوم يأمن بعضهم بعضًا، وقد كانت المرأة المسلمة تذهب بنفسها لتشتري من اليهود في سوقهم دون حرج؛ مما يدل على مدى ثقة المسلمين باليهود[7]، كما اشترى عثمان بن عفان   بئر رومة[8] من يهودي.
كما كان رسول الله   يخالط كل من يقيم بالمدينة، مسلمين وغير مسلمين، ويجلس معهم ويحدِّثهم ويحدِّثونه، ومما جاء في ذلك ما رواه ‏عروة بن الزبير ‏قال: أخبرني‏ ‏أسامة بن زيدٍ‏ أنَّ النَّبيَّ   ركب حمارًا عليه إكافٌ[9] تحته‏ ‏قطيفةٌ[10] فدكيَّةٌ[11]، وأردف وراءه‏ ‏أسامة بن زيدٍ[12]، وهو يعود‏ ‏سعد بن عبادة[13] ‏في‏ ‏بني الحارث بن الخزرج،‏ ‏وذلك قبل وقعة‏ ‏بدرٍ،‏ ‏حتَّى مرَّ في مجلسٍ فيه أخلاطٌ من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان‏ ‏واليهود، ‏وفيهم‏ ‏عبد اللَّه بن أبيّ بن سلول،‏ ‏وفي المجلس ‏عبد اللَّه بن رواحة،‏ ‏فلمَّا غشيت المجلس عجاجة الدَّابَّة[14] خمَّر[15] عبد اللَّه بن أبيٍّ‏ ‏أنفه بردائه، ثمَّ قال: لا تغبِّروا علينا. فسلَّم عليهم النَّبيُّ‏ ‏ ،‏ ‏ثمَّ وقف فنزل فدعاهم إلى اللَّه، وقرأ عليهم القرآن، فقال‏ ‏عبد اللَّه بن أبيّ بن سلول:‏ ‏أيُّها المرء، لا أحسن من هذا إن كان ما تقول حقًّا؛ فلا تؤذنا في مجالسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك منَّا فاقصص عليه.
قال‏ ‏عبد اللَّه بن رواحة:‏ بلى يا رسول الله، فاغشنا في مجالسنا؛ فإنَّا نحبُّ ذلك. فاستبَّ المسلمون والمشركون‏ ‏واليهود،‏ ‏حتَّى همُّوا أن يتواثبوا، فلم يزل النَّبيُّ   ‏يخفِّضهم، ثمَّ ركب دابَّته، حتَّى دخل على‏ ‏سعد بن عبادة ‏فقال: "أَيْ سَعْدُ، أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ؟ (‏يُرِيدُ‏ ‏عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ) ‏قَالَ: كَذَا وَكَذَا". قال: اعفُ عنه يا رسول اللَّه واصفح، فواللَّه لقد أعطاك اللَّه الَّذي أعطاك ولقد اصطلح أهل هذه البحرة[16] -عند مسلم: البحيرة- على أن يتوِّجوه فيعصِّبونه[17]بالعصابة، فلمَّا ردَّ اللَّهُ ذلك بالحقِّ الَّذي أعطاك شَرِقَ[18] بذلك، فذلك فعل به ما رأيت. فعفا عنه النَّبيُّ ‏ "[19].
النبي المحترم لأديان أخرى
وليس من التأكد احترام الفرقة خصمها و إن اعترفوا ولا دينية. وقد كان معاشرة الأوربية من القرن الماضي أخبث معاشرة وأفضحها مع اليهود. ولم يجهد أحد وجودية فرقة اليهود وديانتها. رغم هذا لم تكن الأوربية تعتبرهم اعتبار الإنسانية. ولم يعتنهم إمتناء البشرية. فقد وضعوا أمام المطاعم لوحات العنوان "لا دخول لليهود والكلاب". وكانوا يظلمون اليهود ويظتهدونهم في كل وقت ممكن. وقتل هتلر المزهقة آلافا مؤلفة من اليهود في غرفته الغازمكتوبة في الصفحات التاريخ الإنسانية بحروف سوداء.
موفق فرقة البيضاء في الأمريكية خلاف فرقة السوداء ومعاملتها الفضيحة مدهشة العقول ومرتعدة الإنسانية. فلم يعالج هذا المرض القلبي الأمريكي حق علاجه لهذا الجدال والقتال لسبب سواد البشر وبياضها. وليس من العجب في الأمريكية مقاتلة الأسود والأبيض حيث إنها صارت من عادتهم وطبيعتهم. وكانت مكتوبة أمام مطاعمهم "لادخول للأسود والكلاب". فههنا يصير موفق النبي صلى الله عليه وسلم جديرا الذكر واعتبار لعالم الإنسانية ومجتمعات ذات التعددية والتنوعية.

انظروا إلى قول سيد الورى حامل راية السلام والأمن الحقيقي النبي صلى الله عليه وسلم عن قائد خصمه في هذه الواقعة. لا شك أن خالد بن الوليد أحد زعماء قريش وقوادهم قبل الإسلام قاتل الإسلام والمسلمين قتالا شديدا وأشربهم مرارة الخذلان والخسران أكثر غزو سيما في أحد لما حمل فيه على جبل الرماة بغتة. فكانت حيلته هي السبب الفريد لهزيمة المسلمين في معركة أحد كما يرى أكثر مؤرخي الإسلام. ولكن لم ينس النبي النبي صلى الله عليه وسلم ان يمدح بسالة خالد و شجاعته وأن يثني فطانته على الرغم إختلاف دينه حيث قال لأخيه وليد بن وليد " لم يكن أمثاله إلا أن يفهم الإسلام حق فهمه ويسلم"
معاملة  النبي صلى الله عليه وسلم  مع بني شيبان الساكنة بشمال جزيرة العرب توضح أن إحترام أصحاب أديان أخرى كانت هي شمائله النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته العليا.    وكانوا قد عاهدوا مع كسرى ملك فارس. فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم سواحل الإسلام وبين لهم الدين الحنيف أحسن تبيين. ففهمت القبيلة الإسلام وأحسن لهم ذلك ولكن لم يسلموا بخيفة كسرى ملك فارس. فرسول الإسلام لم يقاتلهم ولم يشاتمهم حيث إنهم كفروا بالإسلام حتى بعد ما جائهم الحق ونزل البرهان وفهم ذلك حق قدره.
لم ينس النبي صلى الله عليه وسلم أن يثني على خصائل الكفار وحسناتهم . فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن النجاشي ملك الحبشة قبل إسلامه:  " بأنه ملك صالح" و"أنه ملك لا يُظلم عنده أحداً".
ارتد عبيد الله بن جحش زوج ام حبيبة بنت أبي سفيان من حبشة لما هاجر إليها و تنصر. فتزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة الفريدة الحزينة تواسيا وتسلما. وكل النبي صلى الله عليه وسلم نجاشي النصراني لهذا النكاح بالرغم قائد الوفد و سيد المهاجرين وابن عمه صلى الله عليه وسلم جعفربن أبي طالب وأصحاب أخرى. فتكفي هذه الواقعى دراسىةا عابرةا للمجتمعات ذات التعددية  والتنوعية.
فهذه الواقعات النبوية كلها تلقي الضوء إلى انه صلى الله عليه وسلم كان يعامل مع أديان الأغيار مع الإحترام والحب. ففي هذه العصر الراهن تظن أديان شتي و تفكر ملل أخرى أن عقائد الأغيار باطلة وضائلة. فموقف الإسلا التسامح مع المجتمعات ذات التعدديىة  كما نرى في الصفحات تاريخ الإسلام.
العدالة مع الكفار
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتني بالعدل في سائرمعاملاته حتى مع الكفار الذين كانوا الدائه وأعداء دينه القويم. وكان يعاشر مع مجموعات ذات التعددية والتنوعية بالعدل. وكان يعدل بين الأبيض والأسود والعرب والعجم وأصجاب أديانه وأغياره وما إليها في سائر مجال المعاش والمعاشرة الإنسانية. نرى كثيرا من الآيات الكريمة وأحاديثة الشريفة يؤكد على هذه المضوع في مواضع كثيرة. ومما نتبين أن كثيرا من الآيات والأحاديث الكريمة يحض العدل مع الكفار والقسط معهم كما نرى في سورة المائدة : وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ.
. وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف مال امرئ مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان (الشيخان).
عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه , فقد أوجب الله له النار , وحرم عليه الجنة " , فقال له رجل: وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله؟ , قال: " وإن قضيبا من أراك "
قيل أنه قال هذا الحديث الآتي لما وقع الخلاف بين أشعث صحابي النبي صلى االه عليه وسلم و يهودي فتمام القصة كما يرويها البخاري رضي الله عنه ( صحيح البخاري 6898):  
6898 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ: - زَعَمَ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ - سَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ نَفَرًا مِنْ قَوْمِهِ انْطَلَقُوا إِلَى خَيْبَرَ، فَتَفَرَّقُوا فِيهَا، وَوَجَدُوا أَحَدَهُمْ قَتِيلًا، وَقَالُوا لِلَّذِي وُجِدَ فِيهِمْ: قَدْ قَتَلْتُمْ صَاحِبَنَا، قَالُوا: مَا قَتَلْنَا وَلاَ عَلِمْنَا قَاتِلًا، فَانْطَلَقُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انْطَلَقْنَا إِلَى خَيْبَرَ، فَوَجَدْنَا أَحَدَنَا قَتِيلًا، فَقَالَ: «الكُبْرَ الكُبْرَ» فَقَالَ لَهُمْ: «تَأْتُونَ بِالْبَيِّنَةِ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ» قَالُوا: مَا لَنَا بَيِّنَةٌ، قَالَ: «فَيَحْلِفُونَ» قَالُوا: لاَ نَرْضَى بِأَيْمَانِ اليَهُودِ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبْطِلَ دَمَهُ، فَوَدَاهُ مِائَةً مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ (صحيح البخاري / 87 - كتاب الديات / باب القسامة / حديث رقم 6898).
ومن البديهي أن الواقعة في عهد حكومة النبي صلى الله عله وسلم في مدينة المنورة لما عاهد اليهود مع النبي صلى الله عله وسلم بالصلح والسلم. فكان اليهود إذ ذاك رعية الإسلام والمسلمين، والنبي صلى الله عله وسلم حاكمهم وراعيهم. عبد الله بن سهل الأنصاري المقتول كان من رعاته وفرقة الإسلام. وكان القتل من أرض اليهود وحجج الحالية كلها كانت عليهم. ولكن لم ينتقم النبي صلى الله عله وسلم من اليهود ولم يعذب أحدهم على قتل صاحبه المسلم بدون حجج واضحة.
إحسانه إلى الملل الأغيار والأديان المختلقة
فإحسانه النبي صلى الله عله وسلم مع الملل الأغيار ر وأديانهم مشهور جدا في صفحات التاريخ وأوراقه كما أشار إليه قرآن الكريم (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء:107]. فرحمته صلى الله عليه وسلم واسعة حتى الأعداء كما شهدته المكة لما أصابها القحط والسنون. فترأس النبي صلى الله عليه وسلم لجمع القوت لهم على الرغم  من عداوتهم واختلاف أديانهم وتضادد عقائدهم له. قبيل سنوات القحط صار النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فريسة لإيذئهم حتي أكلوا أوراق الشجر وثمار الجبل لحصارهم عليهم في شعاب أبي طالب. وحيث إنهم اضطروهم على هجرة وطنهم وأعلنوا مائة ناقة إنعاما لقاتل سيدهم محمد صلى الله عليه وسلم خير الملجأ وأشرف المأوى.
لا مثيل في صفحات التاريخ لتسامح النبي صلى الله عليه وسلم وأخوته الدينية. لما فتح المكة وظفر على أقوام سعوا كل جدهم وجهدهم لإيذاء النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمجالات شتى وغُلبوا عليه خاسرين خائفين انتقامه منهم، سألهم: "ماذا تريدون أني فاعل بكم؟" قالوا: "أخ كريم وابن أخ كريم" قال مقالة اللامثالية لأخيه يوسف بن يعقوب عليهما السلام إذ غلب على إخوته الظالمة الملقية في غيابة الجب: "لا تثريب عليكم اليوم، إذهبوا وأنتم الطلقاء".
وكذلك واقعة الطائف تحدث لنا التسامح النبوي اللامثالي لما دعاهم إلى الإسلام وسبيل الحق، أجلبوا عليه تنوعية الإيذاء والتذليل  فجاء إليه ملك جبريل عليه السلام يستأذنه إهلاك أهل طائف انتقاما منهم فأجابه النبي الرحمة "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".
التسامح الديني في تاريخ الإسلام
إذا أمعنا أنظارنا في تاريخ الإسلام نرى وقائع عدة للتسامح الديني في أسلافهم و أخلاقهم حيث إنهم وارثوه من قائدهم الديني وسيدهم الروحي محمد صلى الله عليه وسلم. وهنا نذكر منها نبذة يسيرة للمثال كما تأتي:
أن عمرو بن العاص رضي الله عنه، عندما كان واليًّا على مصر في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، اشترك ابنٌ لعمرو بن العاص مع غلام من الأقباط في سباق للخيول، فضرب ابن الأمير الغلام القبطي اعتمادًا على سلطان أبيه، وأن الآخر لا يمكنه الانتقام منه؛ فقام والد الغلام القبطي المضروب بالسفر صحبة ابنه إلى المدينة المنورة، فلما أتى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، بَيَّن له ما وقع، فكتب أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص أن يحضر إلى المدينة المنورة صحبة ابنه، فلما حضر الجميع عند أمير المؤمنين عمر، ناول عمر الغلام القبطي سوطًا وأمره أن يقتص لنفسه من ابن عمرو بن العاص، فضربه حتى رأى أنه قد استوفى حقه وشفا ما في نفسه. ثم قال له أمير المؤمنين: لو ضربت عمرو بن العاص ما منعتك؛ لأن الغلام إنما ضربك لسطان أبيه، ثم التفت إلى عمرو بن العاص قائلاً: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟.
انظروا إلى خليفة الثاني للإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتجول في المدينة المنورة متطلبا أخبار رعيته فرأى شيخا هرما يدق بابا بابا متسائل الدراهم والدينار فسأله ماذا أجبره هذا السؤل والجوال فقال الجزية وليس عندي أموال لسد الجزية. فجاء به الخليفة عمر رضي الله عنه إلى وزير الإسلام الاقتصاد أن يعطيه أموالا وأمر بأن يُخصَّص له ولنظرائه معاش ثابت من بيت مال المسلمين يتيح له حياة كريمة وأضاف قائلا: "فقد نفعنا شبابه فكيف نتركه في الشيخوخة سائلا متروكا". وهذا الخليفة هو نفسه صاحب العبارة المشهورة: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً».فهذه الواقعة تتجلى بوضوح ما زال الكفار أصحاب أديان أخرى والأغيار يتمتعون تمام الحرية والإعتناء في حكومة الإسلام وخلافته.
لقد أكدت واقعة عمر رضي الله عنه التسامح الديني الفعال والتعايش الإيجابي في الدين الإسلام لما فتح فلسطين وذهب لتسلم مفتاح بيت المقدس  وجاء وقت الصلاة، وهو في كنيسة القيامة، فأ-، ولكن يخاف أن يأتي يوم يقول فيه المسلمون : أن عمر الفاروق صلى هنا، فيقتطعون من الكنيسة مسجداً لهم، فخرج وصلّى على بعد 500متر منها. وكذا وقائع شتى تسلط الضوء إلى تسامح الديني للإسلام وأخوته الدينية الصحية ولكن أرخصهم خيفة طول الأوراق وكثرة الصفحات.

ثم جاء وقت الصلاة، وهو في كنيسة القيامة، فأعلن لمن معه أن الكنيسة مكان عبادة الله، ومسموح له أن يصلي فيها، ولكن يخاف أن يأتي يوم يقول فيه المسلمون : أن عمر الفاروق صلى هنا، فيقتطعون من الكنيسة مسجداً لهم، فخرج وصلّى على بعد 500متر منها، حيث أشيد مكان صلاته مسجد سمّي بمسجد عمر، وهو يبعد كذلك بنفس المسافة عن الأقصى الذي كان منه معراج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء.

فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم قائد المسلمين وقدوتهم الأسوية. فهم المأمورون باتباعه طول حياتهم ومعاشهم. فقد خط برنامج معالجات في المجتمعات ذات التعددية. فليس هناك شك لفرد حتى الكفار أن المسلمين مأمورون باتباع قائدهم سرا وجهرا ليلا ونهارا في السراء والضراء. فلا يرفع أحد الأصوات بأن المسلين أعداء التعددية والتنوعية. فالمفاد أن الدين الإسلام هو السبيل الرشاد والطريق الفذ لسلام العالمي وأمن المجتمع لا سيما في العصر الحاضر في المجتمعات ذات التعددية والتنوعية.

المراجع
1- سورة الحجرات. الآية 13.
2- سورة هود. الآية 118.
3- انظر على سبيل المثال: سورة الكافرون. الآية: 6. وأيضاً: سورة آل عمران. الآية: 24.
4- سورة الممتحنة. الآية: 8.
5- سورة الأنعام. الآية: 108.
6- انظر: الشعراوي، محمد متولي. 1991. تفسير الشعراوي. ج6. القاهرة. أخبار اليوم. ص 3858- 3861.
7- الحايك، ميشال. 1961. المسيح في الإسلام. ط4. بيروت. دار النهار. ص 159.
8- سورة البقرة: 2/256.
9-  سورة آل عمران: 3/19.
10-  سورة الحج: 22/39 ـ 40
11-  سورة آل عمران: 3/19.
12-  تفسير الطبري.
13-  ابن كثير.
14-  البيضاوي.
15-  سورة آل عمران: 3/85.
16-  سورة المائدة: 5/3.
17-  سورة الأنفال: 8/39.
18-  سورة التوبة: 9/33.
19-  القرطبي.
20-  البغوي.
21-  سورة التوبة: 9/29.
22-  سورة التوبة: 9/5.
23-  سورة لقمان: 31/21.
24-  سورة الأنفال: 8/39.
25-  سورة التوبة: 9/33.
26-  سورة البقرة: 2/ 216.


No comments:

Post a Comment

Post Top Ad

Your Ad Spot

Pages